أخبار أدبية

 الروائية الأصغر في العالم العربي

الروائية الأصغر في العالم العربي

1783 مشاهدة

" يارا الشيخ علي"
في ملتقى بانياس الأدبي

لم تتجاوز الرابعة عشرة من عمرها ..وروايتها ( الفستان ) منجزة قبل عام من الآن ، وقد صدرت هذا العام 2013 عن دار الحوار – اللاذقية .
لم نصدق في البداية وراودنا بعض الشك في أنها قامت بهذا العمل دون أي مساعدة ، ولكن الإطلاع على الرواية أزال بعضه .. وأنهى بعضه الآخر عند لقائنا بها في ملتقى بانياس الأدبي صباح السبت 6 تموز 2013 .. وقد جلست كضيفة إلى جوار رئيس الجلسة القاص (علي الشاويش ) باسمة ، واثقة من نفسها ، تعرّف بنفسها حسب منهاج العمل في جلسات الملتقى ، وعرفنا أنها تقيم منذ سنة مع أهلها في "السويد" ، وقبلها في "الإمارات العربية المتحدة" وقد حضرت إلى "سورية" الوطن الأساس لبعض الوقت ليس إلا .. تهوى المطالعة والسينما وتكتب منذ خمس سنين .. بدأت بالشعر والقصة وهي في عمر خمس سنين وانتهت إلى الرواية .
ورغم ضيق الوقت المخصص للقراءة فقد بدا أن معظم أعضاء الملتقى قرأوا الرواية وأعدوا مداخلاتهم المكتوبة والشفهية حولها .
بدأ المداخلات المكتوبة الشاعر ( علي سعادة ) معلناً وعلى لسان إحدى بطلاتها ( فستان يحمل قصصاً ) ومبدياً إعجابه بتساؤلاتها حول الإيمان بحياة مع ما بعد الموت .. ومهنئاً الجميع بها وبإبداعها .. ومشيراً إلى أن الرواية حافلة بالحركة والأسئلة و ( البوليسية ) ، وخاتماً مداخلته بقوله" ( يارا الشيخ علي" .. حلقي عالياً أيتها الغيمة الماطرة وانسكبي على قلوبنا العامرة باليباس ) .
الشاعرة ( رنيم منصور ) أشارت إلى الجانب الإنساني السامي عند الكاتبة وتمنت لو أنها ناقشت عالم الطفولة بدل هذا الدخول في متاهات الأحداث ، منوهة بخيالها الخصب ذي التدفق المطلق .
واعتبر القاص ( محمد عزوز ) في مداخلته أن الكاتبة حالة نادرة استدعت سرعة الإستكشاف بقراءة عملها ، وأنه يقف احتراماً لهذا الجهد المبذول من كاتبة بهذا العمر .. عمل متكامل يضج بالأحداث ، والملاحظات لا تقلل من أهميته ، الأحداث تجري في مجتمعات أخرى غير مجتمعاتنا ، الحدث هو الأهم وهذا أثر على الإهتمام بالفنيات واللغة ، شخصيات تتحرك بسرعة ، نساء صغيرات منذورات لفعل الخير ، والرجل على الأغلب وراء مصائبهن ، هناك امرأة واحدة بأسماء متعددة ، العلاقة بين الشخصيات ليست متقاربة وبذلك يمكن أن نقول أنها مجموعة روايات في رواية ربط بينها الفستان ودفتر المذكرات في الخاتمة .. ثم أعاد الثناء على الكاتبة واقتبس بعض ما أعجبه من عبارات وردت فيها .
عضو الملتقى ( أحمد الشلبي ) أشار إلى الهم الأنثوي في الرواية وأن النساء الأربع كن قويات رغم الصعوبات ، واعتبر الكاتبة قد امتلكت ناصية السرد ، والحوار موفق ، واقتبس بعض ما أعجبه ، مشيراً إلى تكرار جمل في بعض المواقع ، تكرار لم يؤثر على جمال النص .
واعتبر ( سليمان محرز ) أن الرواية خروج على الزمان والمكان ، وتمنى تسمية بعض الأماكن ، حالات قليلة فيها تكرار ، وقد نجحت الكاتبة في استلاب شخصية القارئ للإنجرار وراء شخصيات الرواية التي هي شخصيات واحدة بأسماء مختلفة ، معلقاً في النهاية على بغض عبارات الكاتبة .
واعتبر القاص ( علي الشاويش ) أن شخصيات الرواية مفعمة بالحب الإنساني ، سلطت الضوء على العلاقات الأسرية ، وأعلنت عن رغبة صريحة في القطيعة بين جيل الشباب وجيل الأهل . في خاتمة مداخلته وجه أسئلة للكاتبة عن قراءاتها وطبيعة الأفلام السينمائية التي تراها وسبب اختيارها للكتابة عن بيئة غربية .
واعتبر عضو الملتقى ( نوفل عليان ) أن الرواية افتقرت إلى اللون وأن القص فيها مكرر ، وقد لعبت مأساة الأحداث ) التراجيديا ) دورها الأهم . ثم عدد بعض سمات الرواية من حيث الزمن والخيال والجدة .
في المداخلات الشفهية لخصت الروائية ( لميس بلال ) رأيها في أن الحكائية واضحة في الرواية وأنها محاولة للنضوج في شخصية الكاتبة ، النماذج المتحركة كانت كبيرة ، وتمنت لو أنها تحدثت عن شخصيات خيالية غير واقعية وكتبت عن الغرائب ونوهت بإعجابها بالحبكة الأخيرة ، معتبرة أن صراع الخير والشر في الرواية فيه طفولة ، وهي أشبه بفيلم كرتون .
واعتبر عضو الملتقى ( رزق الله ابراهيم (أن طريقة التفكير في الرواية كانت منطقية كما أن حجم المعاناة ملفت للنظر وتمنى لو أن الرواية كانت أقصر ، وعاد للإشارة إلى أن الكاتبة ورغم عمرها القصير قد لمحت لسادية البشر .
وتنبأت لها عضو الملتقى الشاعرة ( سمر عبد الرحمن ) بمزيد من التألق وأشارت إلى أن الرواية أثرت بها أيما أثر .
وأبدى الشاعر ( مجد ابراهيم ) إعجابه بالحديث عن الموسيقا والقمر في الرواية واعتبر أن صغر الكاتبة وأنثويتها سببان للإنجذاب للرواية .. وتمنى لها الألق المستمر .
وكان لذوي الكاتبة رأيهم :
فقد أكد والد الكاتبة (المهندس مدحت الشيخ علي ) أنهم لم يتدخلوا مطلقاً فيما كتبته ابنته ، وأنه أعطى المشروع للناشر الذي وافق على النشر بمجرد اطلاعه عليه .
أما الأم ( الناقدة نبيلة علي ) فقد اعتبرت الرواية نسوية ، اللغة نسوية وليست أنثوية ، وقد تناولت الفستان كرمز نسوي .. ونوهت أن "يارا" كتبت الرواية في شهر ، واستغرقت في الكتابة بأحد الأيام لمدة تسع ساعات متواصلة ..
ووضحت أختها الكبرى ( ياسمين الشيخ علي) أن أختها "يارا" كتبت كل فصل في أسبوع ، وقد فوجئت بمقدرتها رغم أن الألم الواضح في الرواية لم تعشه .
وكان لبعض الأطفال ( حلا وسلاف فارس ) الذين حضروا بعد الإطلاع على الرواية رأيهم الذي يتناسب وفهمهم للرواية .
وانضوت الكاتبة ( يارا الشيخ علي ) للرد وبشكل مقتضب على ما وجه إليها من ملاحظات واستفسارات فشكرت الجميع وأعلنت عن إعجابها بما طرح في مجمل المداخلات واعتبرت أن سؤال الحياة بعد الموت فرض نفسه وأن شخصيات الرواية لاعلاقة لها بالكاتبة ، وأقرت بعدم التعب على اللغة في الرواية ، الحزن في الرواية حالة واقعية ، وأنها تحاول أن تكون ناجحة دون قصد منها .. وهي حزينة لأنها لم تكمل حياة شخصيات الرواية .. وأجابت في النهاية على بعض الإستفسارات الخاصة .
في زاوية الرأي بالرواية بكلمات حضرت عبارات مثل (حالة فريدة – أول الغيث قطرة – غيمة – عيشوا ثم اكتبوا – مبدعة – زادها اللقاء ألقاً – حلم – أمل كبير – سنبلة من بلادي – إشراق – احذري الغرور ... (
ولم تستطع الأم أن تنطق بعد أن خنقتها عبراتها .
وكان أن نوه الشاعر ( علي سعادة ) بنهاية الجلسة بأن قدرة الكاتبة على الحوار والمتابعة كانا ملفتين فعلاً .
ويظل لملتقى بانياس الألق الذي يستحق .. بضيوفه وأعضائه وحضوره وحواراته والود الذي يسود الأجواء دوماً .

محمد عزوز
7
تموز 2013

)
سننشر لاحقاً ورقتي القاص محمد عزوز والشاعر علي سعادة(

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية