أخبار فنية

  المسرح الجهوي بسيدي بلعباس     برنامج ثري لإحياء ليالي الشهر العظيم

المسرح الجهوي بسيدي بلعباس برنامج ثري لإحياء ليالي الشهر العظيم

2713 مشاهدة

إحياء لليالي الشهر الفضيل عكفت إدارة المسرح الجهوي لسيدي بلعباس على بعث برنامج مسرحي مكثف لاحتواء العائلات وعشاق الركح ، على شكل برمجة سلسلة من العروض المسرحية بهدف إضفاء الفرجة ودفع دولاب الحركة المسرحية بعاصمة المكرة ، بخاصة مع منح الفرصة للعديد من الجمعيات والتعاونيات المسرحية من داخل وخارج الولاية ضمانا للاحتكاك وتبادل الخبرات في حقل أبي الفنون.

البداية استهلت مع عرض " غبرة الفهامة" للمخرج " أحسن عسوس" الذي كان فرصة ثمينة لبعث روح شعلة المسرح الجزائري " كاتب ياسين" ، تم من خلال العرض إسقاط العديد من القضايا الشائكة في مقدمتها قضية – الو.... ط...ن" والانتماء ومدى الاعتداد بالمواهب وتشجيع المبدعين لا سيما الفاعلين منهم والطموحين.

إن " غبرة الفهامة" مفهوم مستحدث لواقع مر تمازجت فيه التراجيديا  والكوميديا لخلق الفرجة ، مع تبيان مكانة الفقراء ذوي الكرامة وغنى النفس ومدى أهمية هته العجينة من فئة المجتمع ، ف " غبرة الفهامة" مع زمرة من شباب مولع بالمسرح ضربوا كل القواعد عرض الحائط لتشريح واقع موطن جريح ، راح ضحية الحسابات والقوانين المشمعة والسياسة العرجاء في ظل المناداة بالحرية والديمقراطية القابعة تحت وزر التهميش والتنميق.

باقي العروض جاءت متسلسلة فمن عاصمة الغرب الجزائري وهران حطت الرحال جمعية " موناستير" بعرض المشروع" للممثل والمخرج الشاب " يبدري محمد" ، ثم جاء عرض " فالصو" للمسرح الجهوي لسيدي بلعباس مع المخرج " عز الدين عبار" ونص ل " محمد حمداوي "  عن نص " المنتحر" لنيكولاي أردمان.

" فالصو" كان فرجة متناهية مع شخصيات جريئة كانت ولا تزال  تفرض وجودها فنيا ، فعرض " فالصو" لم يكن شيئا من العدم وإنما عمل مستوحى  من رحم معاناة شعب  أبى ألا يستسلم ، معاناة صهرها الزمن وعقدة الوجود لتعلن الانفراج ، إن " فالصو" عمل فني يستحق كل المتابعة لاسيما وأنه يفرض وجوده  بشكل جريء وعفوي بمساسه بكل ما هو مدنس بالخطايا.

دائما مع المسرح الجهوي لسيدي بلعباس تم برمجة عرض " نون" لنفس المخرج " عز الدين عبار" عن نص ل " أحميدة العياشي"  ، وسط سينوغرافيا مميزة ل " عبد الرحمان زعبوبي " و كوريغرافيا ل " سليمان حابس" تم رفع الستار عن عرض " نون" الذي كان بداية رحلة شاقة في زمن الأبجديات ، في زمن الخطايا ، في زمن الشرف المدنس بالرذيلة ، لتكون  " نون" بداية كل نهاية وانفراج كل أزمة ، إنها وهم بضمير صحو ، وعمل شخصيات أبت إلا أن تفرض وجودها  دراميا ردا للجميل وتأكيدا على الصمود، امتزج فيها الدم بالعرق لتولد الآه من بطن المأساة لترى نور جحيم أبدي أين الميلاد الجديد.

تميز مرة أخرى " عز الدين عبار " في رحلته الشاقة للبحث عن أصل الوجود وعمق الذات ، فكانت " نون" نورسا جارحا ونورا ساطعا أبى من خلاله أن يثبث أحقية وجود مخضب بالآه أين التوق لحرية مطلقة.

وتواصلت عروض الشهر الكريم مع عرض " ايليس" لتعاونية الديك من سيدي بلعباس من اقتباس وإخراج " قادة بن شميسة"  عن " أوديس أومر" ، " ايليس" الذي تقاسم أدواره كل من الثنائي " حسين بن شميسة " و " قادة بن شميسة" اعتمد فيه طريقة القوال ، لسرد الحكاية التي كانت شاقة في البحث عن المجهول ، " ايليس" الذي احترمه الجميع لوطنيته وإخلاصه ، هو البطل رجل الحروب الذي انقطعت أخباره مدة تسع سنين تاركا وراءه ابنا وزوجة ، تتصاعد حمى الأحداث حين يقرر الابن البحث عن والده.

كما تم إشراك الجمهور في العملية الإبداعية  وكان لقاء  " ايليس" بالوطن وبالابن أين كانت جدران القصر الملكي شاهدة على تواصل الرابطة الأسرية.

وسيتواصل برنامج الشهر الكريم في حقل الفن الرابع مع العديد من العروض المسرحية مثل " آخر حلقة " من التراث الشعبي المحلي للمقهى الأدبي ، " تارتوف " و " نفسي.... نفسي" للخشبة الذهبية ، عرض " الصدمة " للمسرح الجهوي لوهران ، مع برمجة سلسلة من السهرات في طابع القناوي مع " ديوان قناوة " والشعبي مع كل من " بهجة رحال " ، " سليم هليل " ، " الحاج الغافور ".

ناهيك عن برمجة جانب من العروض ببعض الولايات المجاورة مثال عرض" نون" بدار الثقافة بكل من ولاية عيت تموشنت وتلمسان ، عرض " فالصو" بالناحية العسكرية الثانية بوهران وبمدرسة الشرطة بسيدي بلعباس ،ودار الثقافة بعين تموشنت ، كما تم الأخذ بعين الاعتبار شريحة الأطفال المرضى والمسنين ببرمجة حفل متنوع لصالحهم وعرض مسرحية " السمكة الذهبية " لتعاونية " كاتب ياسين" بالمركز البيداغوجي للأطفال المتخلفين ذهنيا و جمعية النعمة لذوي الاحتياجات الخاصة.

وعليه ، يبقى البرنامج المسطر ساري المفعول إلى غاية نهاية الشهر الفضيل على أمل أن تصل العروض والحفلات إلى مستوى ذوق الجمهور المتعطش.

    عباسية مدوني – سيدي بلعباس- الجزائر.

التعليقات

  1. Image
    المسرح في الشرق و الغرب الوسط محتكرينو برك متى الإستقلال

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية