مهرجانات منوعة من العالم العربي

 توقيف والدة البوعزيزى شرارة الثورة التونسية..المرأة أشعلت الربيع العربي وليس البوعزيزي

توقيف والدة البوعزيزى شرارة الثورة التونسية..المرأة أشعلت الربيع العربي وليس البوعزيزي

1373 مشاهدة

رويترزرويترز – الجمعة، 13 يوليو 2012

 

قال مصدر يوم الجمعة لرويترز ان والدة محمد البوعزيزي مفجر ثورة تونس والربيع العربي تم ايقافها يوم الجمعة بتهمة سب موظف بمحكمة في سيدي بوزيد مهد الثورات العربية.

وقال سالم البوعزيزي شقيق محمد البوعزيزي- الذي أحرق نفسه في 17 ديسمبر 2010 ليشعل احتجاجات واسعة في تونس انتهت بالاطاحة بنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي واطلقت شرارة الربيع العربي- ان وكيل الجمهورية امر باحتجاز والدته منوبية البوعزيزي اثر تبادل شتائم مع موظف.

واضاف سالم البوعزيزي لرويترز "أذن وكيل الجمهورية بالاحتفاظ بوالدتي بدعوى انها تهجمت على عامل بالمحكمة..لقد شتمها ودفعها واغلق الباب في وجهها دون اي سبب وقد ردت الشتمية..هذا ما حصل".

وكانت منوبية البوعزيزي بصدد

استخراج وثائق اثناء حدوث مشادة مع الموظف. واتهم ابنها موظفي المحكمة "بالتباطؤ والتلكؤ في تقديم خدمات عمومية" معتبرا ان ذلك "اهانة لأم الشهيد"

وهدد سالم بالتصعيد في حال عدم الافراج الفوري عن والدته وقال انه لن يسكت على هذه الاهانة.

ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق رسمي من مسؤولين بوزارة العدل.

تابع للموضوع:

بسبب مشادة في محكمة سيدى بوزيد.. توقيف والدة البوعزيزى شرارة الثورة التونسية

بوابة الأهرامبوابة الأهرام – السبت، 14 يوليو 2012

 

قررت محكمة في سيدي بوزيد وسط غرب تونس الجمعة توقيف والدة محمد البوعزيزي، البائع المتجول التونسي الذي شكل إحراقه لنفسه نهاية العام 2010 الشرارة الأولى للثورة التونسية التي انتهت بالإطاحة بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.

وأعلن المدعي العام الذي قرر الاعتقال أن منوبية البوعزيزي (60 عاما) أوقفت بعد مشادة كلامية مع قاض داخل قاعة المحكمة.

وقال ابنها سالم البوعزيزي ـ إن والدته تشاجرت مع كاتب في المحكمة وليس مع قاض بعد أن قام بتوجيه اإانات لها ودفعها للخروج وأعقب ذلك تبادل للشتائم بين الجانبين.

وأبلغ سالم البوعزيزي وكالة الأنباء الفرنسية عبر الهاتف من سيدي بوزيد "لقد تعرضت للإهانة، يجب على الإدارة أن تتعلم احترام الناس".

وأوضح أن والدته كانت موجودة في المحكمة للتوقيع على أوراق تسمح لها بالحصول على تعويضات ممنوحة من الحكومة "لأهالي شهداء الثورة".

وفتح المدعي العام تحقيقا واستمع إلى شهادات عدد من الذين كانوا داخل قاعة المحكمة، بعد ست ساعات على توقيف منوبية البوعزيزي صباحا.

وقال أحد الشهود إن المرأة "هددت بإحراق المحكمة"، على حد قول وكالة الأنباء الفرنسية، بينما أفاد محام أن والدة البوعزيزي قد تواجه تهمة شتم موظف رسمي خلال أدائه مهامه، إلا أنه تعذر الاتصال بالنيابة العامة لتأكيد هذه المعلومات.

تابع للموضوع:

المرأة أشعلت الربيع العربي وليس البوعزيزي

الشرق الأوسطبواسطة إكرام عبدي | الشرق الأوسط – الأربعاء، 27 يونيو 2012

 

كن يتدفقن كهدير جبار في ساحة الثورات العربية، تخترق صرخاتهن المدى، يتقدمن الصفوف الأمامية، يؤمنّ بحتمية المضي إلى الأمام، يدركن أنهن بنات شرعيات لهذه اللحظة التاريخية التي يخضن فيها، يكتبن المدونات، ويغطين الثورات كصحافيات، ويشرق وعيهن ونضجهن كربات للبيوت، ويقاومن كشابات يافعات ثائرات، كن يأملن نهاية للحاكم الديكتاتوري ونطفة جديدة لبدايات حقيقية يحيونها إلى جانب رفيقهن الرجل.

في ساحات الثورات، لا أحد كان يقمع أو يلجم صوتهن أو صراخهن، كان الرجل يؤمن إيمانا راسخا، بأن صرخات وشعارات الرجل لوحده غير كافية لاجتثات كرسي حكم ظل لسنوات جاثما على صدورهم، تقاسمن والرجل التعذيب والاعتقال والانتهاك والموت، ترملن وثكلن وتيتمن، تقاسمن معه هذه اللحظة التاريخية بكل آلامها وآمالها. أسقطن الحاكم لكن أدركن أنهن لم يسقطن بعد عقلية متشددة تقليدية ظلت لزمن طويل في جحرها، تطل بين الفينة والأخرى من كهفها الظلامي كي تقزم دورهن، وتعلن فتاوى مناهضة لكل حقوقهن باسم الدين، والدين براء منها.

لم يتبق لهن بعد هذا الربيع العربي، سوى حشرجات مجروحة في حلوقهن وعيون ذابلة كحلها القلق والألم، وعوض أن يطمحن للمزيد، أصبحن يقاومن من أجل ما يحملن في جعبتهن من حقوق ويعضضن عليها بالنواجذ، للأسف، فبهجة واخضرار الربيع العربي لم يتقاسمه النساء والرجال مناصفة.

ففي مصر، وُضعن في آخر اللوائح الانتخابية وضعفت تمثيليتهن بشكل مشين ومخجل في البرلمان المصري، قاومن كل معارضة لـ«قوانين سوزانية» كما تم تسمية قوانين الأحوال الشخصية، وصرخن حين خلت لجنة صياغة الدستور الجديد من المرأة، قذفن بالحجارة يوم 8 مارس (آذار)، وطلب منهن العودة إلى بيوتهن، تم اعتقالهن وتعرضن لـ«اختبارات فحوص العذرية».

في ليبيا، وفي أول خطاب لرئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي، بعد سقوط نظام الديكتاتور، ألغى القيود المفروضة على تعدد الزوجات كخطوة أولى لوضع قطيعة مع نظام القذافي، ناسيا أو متناسيا أنه قبل التفكير في تعدد الزوجات يجب أولا التفكير في إعادة بناء ليبيا، التي تجر الآن إرثا منذورا للخراب والهشاشة، يجعل أمر التفكير في تعدد الزوجات سابقا لأوانه، خطاب كان رجة لنا، زاده غياب المرأة عن منصة الاحتفال قلقا وتشويشا، وهي لطالما أثبتت حضورها الكثيف والمؤثر في كل الثورات العربية.

في تونس، كانت المرأة هي البدء وهي أصل الثورات، لولا صفعة تلك الشرطية المدوية على وجه البوعزيزي، لما انقدح زناد هذه الثورات، ماذا لو كانت فقط صفعة ذكورية، هل كان البوعزيزي سيشعل جسده المنهك واليائس؟

على العموم، فالمرأة التونسية أوفر حظا من نظيرتيها الليبية والمصرية، فظلت قلقة ومتخوفة على «مكاسب بورقيبية»، وعلى نهج ليبرالي نعمت بريشه طيلة سنوات مضت، لكنها تنفست الصعداء بعد عدول الغنوشي، زعيم حركة النهضة الإسلامية، التي تقود الحكومة في تونس، عن قرار تنظيم استفتاء مراجعة مدونة الأحوال الشخصية لمخالفتها لتعاليم الشريعة، وخاصة في منعها تعدد الزوجات وإقرارها للتبني وغيرها، وكانت التمثيلية النسائية في البرلمان التونسي 42 من أصل 49 امرأة، ممن انتخبن أعضاء في المجلس التأسيسي، ساعدها - للحفاظ على مكتسباتها الحقوقية - الجو السياسي التونسي العام الذي بدا متآلفا ومنفتحا.

الجزائر لم تشأ العودة إلى مرحلة دموية عاشتها لمدة عشر سنوات، وذلك عقب إلغاء الانتخابات التشريعية في 1992، إثر فوز الجبهة الإسلامية للإنقاذ بجولتها الأولى، لذا فقد حافظت على هدوئها واستقرارها نسبيا، وإن لم تمسسها رياح الثورات العربية، فقد كانت التمثيلية النسائية في البرلمان الجزائري جد مهمة في الانتخابات التشريعية الأخيرة، حيث انتخبت 148 امرأة، أي بنسبة 31 في المائة، وهي نسبة تفوق سويسرا وكندا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية.

في اليمن كان فوز توكل كرمان بجائزة نوبل للسلام، أنضج ثمرة قطفتها اليمن من نخلة الربيع العربي، لكن تظل المرأة اليمنية تعاني من مشكلات عدة كضعف نسبة التعليم، وقضايا العنف والزواج المبكر والتمثيلية النسائية الضعيفة بالبرلمان اليمني وفرض النقاب والحجاب بالقوة.

في المغرب، فإن مطالبة المرأة بحقوقها مسار بدأ بالنضال من أجل وطنها قبل مواطنتها، فقد أخفت الأسلحة أو نقلتها أو نشرت أخبار المقاومة أيام الاستعمار الفرنسي، واستمر هذا المسار النضالي متوهجا صاخبا بكبواته وانتصاراته منذ أربعينات القرن الماضي، توج بصدور «مدونة الأسرة»، التي دخلت التنفيذ في 3 فبراير (شباط) 2004، وبعد هبوب رياح الربيع العربي، انبجست حركة 20 فبراير، عجلت بسلسلة من الإصلاحات، كان أبرزها الإعلان الملكي عن صدور الدستور الجديد الذي صوت عليه المغاربة في فاتح يوليو (تموز) الماضي، ومن أهم بنوده تحقيق المناصفة بين المرأة والرجل في الحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، لكن الحكومة المغربية الجديدة التي تشكلت عقب الإعلان عن الدستور الجديد، تشكلت بصيغة المذكر، حيث التمثيلية النسائية ضعيفة بالمقارنة مع الحكومات السابقة، وبحقيبة وزارية يتيمة، وهي حقيبة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية، بشكل صعد من حدة احتجاجات الحركة النسائية معتبرة هذه التشكيلة ضربا لتاريخ نسائي نضالي مغربي ولمكتسباته الثرية.

فالثورات في الدول العربية كانت كتلك الشجرة الباسقة، الكل يتفيأ ظلها ويختلب بفتنة وبريق ونضج ثمارها، أما المرأة التي طالما سقتها وشذبتها، حين مدت يدها لتقطف فاكهة نضالها، وهي مفعمة برائحتها الزكية، انتفضوا وصرخوا في وجهها ومنعوها من قطفها، بحجة أنها فاكهة محرمة.

يؤلمني أن يتم شدنا للوراء من طرف عقليات مناغية للعصور الغابرة، والعودة بنا إلى زمن الحريم، وأرتعب من فكرة أن الزمن المقبل ليس لنا، لكن ما يهدهد ألمي، استحضاري لنساء قدن التاريخ، كن سلطانات وملكات وحرات.. كـ«ست الملك»، إحدى ملكات الفاطميين بمصر، التي حكمت بداية القرن الخامس الهجري والملكة أسماء والملكة أروى اللتين حكمتا صنعاء نهاية القرن الخامس الهجري، والملكة ديهيا التي حكمت المغرب قبل الفتح الأموي العربي، وشجرة الدر التي تولت حكم مصر في القرن السابع والسيدة الحرة، وهي امرأة استولت على السلطة في القرن السادس عشر في مكان غير بعيد عن مدينة طنجة المغربية، وكانت تلقب «بحاكمة تطوان» وتطوان مدينة بشمال المغرب، كانت تعرف وما زالت بمحافظتها الشديدة، ومارست السلطة خلال ثلاثين سنة (من 916هـ إلى 949هـ).

فبمجرد استحضار هذه الأسماء وغيرهن كثير، أنتشي بجنسي كامرأة وأفتخر، ويزداد إيماني وثقتي بقوة المرأة العربية وشموخها وعزة نفسها وكياستها وحنكتها وعدم قبولها بالإذعان لأي ظلامية أو ضيق أفق، وقدرتها على صنع ربيعها العربي الخاص بها بفكرها ووعيها ونضجها واعتزازها بشخصيتها وبهويتها وانتمائها العربي.

* كاتبة مغربية

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية