مواضيع للحوار

 رفيق جلول...دراسة فكرية حول مفهوم الثقافة

رفيق جلول...دراسة فكرية حول مفهوم الثقافة

2065 مشاهدة

أرى أنه يجب إعادة النظر في مفهوم المثقف ما رأيكم؟

Habiba Laloui

قامت بوصف المجموعة "إلى كلّ مهتمّ بالثقافة الجزائريّة : راهنها ، آفاقها ،أزماتها ، خصوصيّتها. ماذا يمكن أن نضيف لهذه الثقافة ، بما يمكن أن نخدمها كلّ في مجال اختصاصه. ...هذه الصفحة منفتحة لكلّ الآراء ...تسعى لفتح نقاش حقيقي هدفه الأساس تفعيل حركة ثقافيّة جزائريّة ..قد تكون نواة لطرح أفكار داعمة وفاعلة في إحداث تغيير إيجابي للمشهد الثقافي بالجزائر ..لم لا ؟! ندعوكم للمساهمة بقوّة في تفعيل هذا الحوار ...الفريق مفتوح ومنفتح على كلّ الجزائريين بكلّ لغاتهم وبأي لغة يحسنون التحدّث والتواصل بها ...لنتحاور ...لنتواصل... لنتناقش من أجل بناء ثقافة جزائريّة نابضة.

 ملاحظة : يرحّب الفريق بكلّ مهتمّ بالشأن الثقافي الجزائري جزائريّا كان أو غير جزائري ...  حللتم أهلا ونزلتم سهلا ..

على موقع التواصل الاجتماعي www.facebook.com

دراسة فكرية حول مفهوم الثقافة

 مدخل :

في مجتمعنا العربي الكثير من الناس يجهل عن الثقافة وتطورها عبر الزمن, ومصطلح الثقافة وارد على كل ألسنة الناس. إذا فالثقافة موضوع اجتماعي يستعمل في حياة المجتمع بصفة عامة, وهنا نطرح عدة مشكلات تطرأ في الواجهة الاجتماعية حول مفهوم الثقافة.

وعندما نحاول تعريفها نقول: «هي مصطلح يستخدمه علماء الاجتماع للإشارة إلى طريقة الحياة الكُلية لشعب من الشعوب. وقد تُشير كلمة الثقافة في المحادثات اليومية إلى ضروب النشاط في مختلف الميادين مثل الفن والأدب والموسيقى. ولكن بالنسبة إلى علماء الاجتماع، فإن ثقافة شعب من الشعوب تشتمل على كل ما صنعه وابتدعه من الأفكار والأشياء وطرائق العمل فيما يصنعه ويوجده.

وهي تشتمل على الفنون والمعتقدات والأعراف والاختراعات واللغة والتقنية والتقاليد. ويُماثل مصطلح الثقافة الحضارة، غير أن المصطلح الأخير يُشير في

الأغلب إلى طرائق الحياة العملية الأكثر تقدماً. أما الثقافة فهي أي أسلوب للحياة، بسيطاً كان أم معقداً».

وتتكون الثقافة من الطرق التي يتعلمها ويكتسبها الإنسان للعمل، والشعور، والتفكير، أكثر من كونها وراثية أي محددة بالمقومات البيولوجية. وهناك بعض الحيوانات البسيطة التي تتصرف على أساس المعلومات التي تحملها في مورِّثاتها، أي أجزاء الخلية التي تشكل الصفات الوراثية. وهذه المعلومات البيولوجية المورثة قد تشتمل حتى على الطرق التي يحصل بها الحيوان على الطعام والمأوى. ولكن الإنسان هو الذي بمقدوره أن يجرب وأن يتعلم وأن ينشئ أساليبه لصنع هذه الأشياء. وهذه عملية مستمرة لا تتوقف أبداً.

والقول بأن الثقافة مكتسبة لا يعني بالطبع عدم الارتباط بينها وبين العناصر البيولوجية للإنسان. إنها بالعكس، يمكن النظر إليها كمجموعة من التمديدات والإضافات البسيطة لأجزاء الجسم المختلفة. وقد قارنها عالم النفس النمساوي سيجموند فرويد بتلك الأجهزة والأدوات مثل الأطراف الصناعية، ونظارات العيون، والأسنان الصناعية. وذلك على اعتبار أن الثقافة، مثل هذه الأشياء، تُمكن الناس من فعل الأشياء التي قد لا تساعدهم عضلاتهم وحواسهم وحدها على القيام بها وفعلها. مثال ذلك، أن الإنسان لا يحتاج إلى المخالب ما دامت لديه السهام. كما أنه لا يحتاج إلى الجري بسرعة، ما دام قد روَّض الحصان أو استعمل السيارة. وبدون الثقافة لم يكن بمقدور رواد الفضاء، أن يصلوا إلى القمر، ولا أن يعيشوا هناك. ذلك أن الجسم الإنساني في حاجة إلى الأكسجين، وإلى درجة معينة من الحرارة كي يحافظ على حياته. وعلى أية حال، فقد مكنت هذه الوسائل والأدوات الثقافية الإنسان من التغلب على بعض أوجه القصور، فظل على قيد الحياة في البيئات الخشنة القاسية.

وقد عرّف عالم الأنثروبولوجيا (علم الإنسان) البريطاني السير "إدوارد بيرنت تايلور" مصطلح الثقافة كما يستخدمه العلماء في الوقت الحاضر. فقد عَرَّفَ "تايلور" الثقافة في كتابه الثقافة البِدائية بأنها: «ذلك الكُل المعقد الذي يشتمل على المعرفة، والعقيدة، والفن، والأخلاق، والقانون، والتقاليد، وما إلى ذلك من القدرات والعادات التي يكتسبها الإنسان من حيث هو عضو في المجتمع». ويشتمل هذا التعريف الذي ساقه "تايلور" على ثلاث خصائص من أكثر خصائص الثقافة أهمية وهي
:

1-               أن الثقافة اكتساب إنساني يتم من خلال عملية تسمى التنشئة الثقافية.

2-               أن الشخص يكتسب الثقافة باعتباره عضواً في المجتمع. فالحياة الاجتماعية تُصبح مستحيلة دون وجود التفاهم والممارسات المتبادلة التي يشارك فيها الناس جميعاً.

3-               أن الثقافة كلٌّ معقد تتمثل وحداته فيما يُسمى السمات الثقافية. وهي قد تشتمل على أماكن دفن الموتى المتعارف عليها، أو بعض الأدوات والآلات، كالمحراث مثلاً، أو إيماءة، كالمصافحة بالأيدي. وتسمى المجموعة المتقاربة من السمات الثقافية النمط الثقافي. مثال تلك التقاليد المرتبطة بالزواج والمراحل السابقة له والتودد، وتشكل هذه المجموعة نمطاً ثقافياً محدداً.

وعلى كل حال، فإن لكل عائلة تقليدها الثقافي الخاص بها. وهو تقليد يشتمل على كثير من السمات التي تشترك فيها العائلة مع الآخرين ممن يعيشون في نفس المنطقة، وينتمون إلى الطبقة الاجتماعية ذاتها.علاوة على ذلك، تمتلك العائلة السمات الثقافية الخاصة بها. وهو الحال نفسه بالنسبة إلى شركات الأعمال، والقرى وما إلى ذلك من الجماعات الاجتماعية. فلكلٍّ منها تقاليدها الثقافية الخاصة بها. ويستخدم علماء الاجتماع أحياناً مصطلح الثقافة الفرعية للإشارة إلى مجموعة السمات الثقافية التي توجد في جماعة واحدة فحسب، الأمر الذي يعني أن للكثير من الجماعات المهنية، مثل جماعة الأطباء، وجماعة سائقي الشاحنات والجماعات العرقية ثقافتها الفرعية الخاصة بها، بالإضافة إلى مشاركتها أيضاً في ثقافة جماعة الأغلبية.

وتختلف المجتمعات عن بعضها البعض في مدى انفتاحها على غيرها ومدى انغلاقها عن ذلك الغير. ففي هضبة "التيبت" وبعض الجزر "الباسفيكية" و "إفريقيا"، مثلاً، توجد مجتمعات منغلقة على نفسها، وتكون النتيجة الطبيعية لهذا هي بقاء تلك المجتمعات بثقافة واحدة لكل منها. وعلى العكس من ذلك فإنّ المجتمعات "الأمريكية" و "الأوروبية" التي تنفتح على غيرها، تعتبر بالتالي متعددة الثقافة.

يجد الكثير من الأفراد صعوبة في تقبل الثقافات الأخرى، ويميلون بالتالي للبحث عمن يشبهونهم من الأفراد في العادات والأفكار، أي ضمن ثقافة متجانسة. ويسمى الضيق الذي يشعر به هؤلاء حين يمتزجون مع من لا يشبهونهم وما ينتج عن ذلك من رفض للاختلاف صدمة ثقافية. وقد تزول هذه الصدمة إذا ما عايش الفرد الثقافة المغايرة فترة تكفي لفهم تلك الثقافة.

التعايش المشار إليه يحدث على مستوى الأفراد أو الجماعات الصغيرة نسبيًا التي تنتقل للعيش ضمن مجتمعات أكبر ذات ثقافة
مختلفة ومهيمنة. ويؤدي ذلك التعايش أحيانًا لفقدان أولئك الأفراد أو الجماعات سماتهم الثقافية المميزة واندماجهم في الثقافة المهيمنة في عملية يطلق عليها الامتصاص الثقافي. وما حدث للكثير من الهنود الحمر نتيجة "الهجرة الأوروبية" إلى "أمريكا الشمالية" مثال لذلك الامتصاص، كما أن ما حدث للكثير من الجماعات العرقية التي دخلت الإسلام طوال التاريخ الإسلامي مثال آخر. وكذلك هو الحال مع بعض المسلمين الذين بقوا في "الأندلس" بعد انتهاء الحكم العربي الإسلامي هناك. فقد ذابت تلك المجتمعات في الثقافة الجديدة سواء كان ذلك طوعًا أو كرهًا.

غير أن التعددية الثقافية لاتعني تساويًا بين الثقافات المتعايشة ضمن تلك التعددية. وفي "الولايات المتحدة الأمريكية" حيث جرت وتجري واحدة من أبرز التجارب التاريخية في التعددية لم يؤد ذلك إلى تساوي الثقافات المتعايشة في التأثير، فالحضارة الغربية "الأنجلو سكسونية" التي جلبها المستوطنون "الأمريكيون" الأوائل معهم في القرن السادس عشر الميلادي، سواء تمثلت في "الإنجليزية" كلغة أو في "النصرانية" كدين أو في "الديمقراطية العلمانية" كنموذج سياسي وثقافي، ما تزال هي المهيمنة. وتنسحب تلك التجربة "الأمريكية" على ما يحدث حاليًا على مستوى العالم، حيث تنتشر المؤثرات الثقافية "الغربية"، "الأمريكية" بالدرجة الأولى في مختلف الأماكن في عملية تعرف "بالعولمة".

وظهرت في العصور الحديثة كثير من مظاهر التخلف الثقافي في العادات والأفكار والنواحي غير المادية في ثقافة بعض الشعوب. فالعلم والتقنية يتغيران على نحوٍ سريع جداً لدرجة أنهما تجاوزا أحياناً الثقافة غير المادية. ففي الدول الغربية، على سبيل المثال، أدى نمو قوى الدفع الآلية خلال القرنين السابع عشر والثامن عشر الميلاديين إلى تشييد المصانع. وكانت ظروف العمل في المصانع الأولى سيئة. وفي القرن التاسع عشر الميلادي أمكن للتغيرات الاجتماعية اللحاق بالتغيرات التقنية التي كانت قد أنشأت المصانع. واشتملت هذه التغيرات الاجتماعية على النقابات العمالية، ونظم التأمين، وتحديد أيام العمل، وإلغاء تشغيل الأطفال.

ومع ذلك فقد حدث في بعض المجتمعات والأزمنة التاريخية أن وقعت التغيرات في الأفكار قبل التغيرات في الثقافة المادية. مثال ذلك، أن الأطباء كانت لديهم المعرفة الكافية للقيام ببعض العمليات
طوال آلاف السنين، ولكن لم يكن من الممكن إجراء العمليات الجراحية بصورة واسعة النطاق حتى اكتشاف المطهرات والمسكنات في القرن التاسع عشر الميلادي. وهناك عدد من العوامل التي قد تُسبب تغير الثقافة. وأهمها:

1ـ التغيرات التي تحدث في البيئة 2ـ الاحتكاك بالثقافات الأخرى 3ـ الاختراع 4ـ التطورات التي تحدث في داخل الثقافة ذاتها.

التغيرات في البيئة. يؤدي أي تغير في بيئة الجماعة إلى تغيرات في ثقافتها. فمثلاً، بعد انتهاء العصر الجليدي منذ نحو 10,000 سنة، أصبح المناخ في المناطق المعروفة حالياً باسم "نيفادا" و "يوتا" في "الولايات المتحدة" بالتدريج أكثر جفافاً ودفئاً. ومثلما تغير المناخ، تغيرت أيضاً ثقافة "الهنود" الذين كانوا يعيشون في تلك المناطق؛ إذ أصبح متعيناً على "الهنود" أن يأكلوا كثيرا من النباتات، نظراً لأن الصيد أصبح قليلاً ونادرًا. وفي آخر الأمر صارت المنطقة على درجة من الجفاف حتى أصبحت أشبه بالصحراء. وتعلم "الهنود" أكل الحشرات والجذور لأول مرة.

الاتصال بالثقافات الأخرى. ينتج عن أي اتصال بين مجتمعين مختلفي الثقافة تغير في كلا المجتمعين. إذ يقتبس كل منهما سِمات ثقافية من الآخر، وخاصة إذا كانت السمة الجديدة التي يتم نقلها أفضل من السمة التقليدية. ونتيجة لذلك تميل السمات والأنماط الثقافية إلى الانتشار من المجتمع الذي وُجدت فيه أصلاً. وهذه العملية هي ما يُسمى الانتشار.

يعتبر الانتشار واحدًا من أكثر أسباب التغير الثقافي شيوعًا، وقد انتشر "الإسلام" بوصفه ثقافة دينية وسلوكية نتيجة الاتصالات والمراسلات والوفود التي أرسلها "الرسول، ص"، وبعد ذلك عن طريق الفتوحات وترحيب الشعوب الأخرى به بسبب معاناتها من سيطرة المحتلين ورغبتها في الخلاص، حيث وجدت فيه ما يلائم روحها ويحقق لها إنسانيتها. وانتشرت "النَّصرانيَّة" نتيجة جهود رجالها في التنصير وخاصة في البلاد التي عرفوها حديثًا في "إفريقيا" و "أمريكا". كما أدخل المكتشفون "الأسبان" الخيول إلى "المكسيك" في القرن السادس عشر الميلادي، ولكن استخدام الحيوانات انتشر سريعاً لدرجة أن كثيراً من القبائل "الهندية" امتطت الخيول قبل أن يروا أي "أوروبي" بسنوات طويلة.
 يُسْفر الاحتكاك المتواصل بين الثقافات عن التثاقف، أي العملية التي يتم بمقتضاها تبني أصحاب ثقافة معينة، سمات ثقافة أخرى. وفي كثير من الأحيان، قد يحدث ذلك عن طريق الغزو والفتح. فمثلاً هزم "الرومان"  "الإغريق" في القرن الثاني ق.م تقريبًا، وخلال القرون التي تلت ذلك، تبنى "الرومان" الكثير من ملامح الثقافة "الإغريقية"، بما في ذلك الفن "الإغريقي"، والأدب والدين. وفي معظم حالات التثاقف، تقتبس كل ثقافة من الثقافات الأخرى. مثال ذلك، أنّ َكثيرًا من الثقافات تبنت مزالج الكلاب (الْزَلاّقات) التي تجرها الكلاب، وسترات الفرو، وأحذية الثلج من "الإسكيمو". وبالمقابل تبنى "الإسكيمو" الزوارق ذات المحركات والبنادق وكاسحات الثلج من الثقافات الأخرى.

وهناك عملية أخرى تُسمى المماثلة أو التمثُّل أو التقليد أو المحاكاة أو الامتصاص التي يغلب عليها طابع الاستعارة أو الأخذ من جانب واحد. ويقع التمثُّل عندما يتبنى المهاجرون أو الوافدون الجُدد ثقافة المجتمع الذي يستقرون فيه. وقد يؤدي التمثُّل إلى اختفاء ثقافة الأقلية، نظراً لفقدان أعضائها الخصائص الثقافية التي كانت تميزهم عن الآخرين.

الاختراع. هو ابتداع أداة جديدة أو منتج جديد. وعلى مدى التاريخ، غيرت كثير من الاختراعات الثقافة الإنسانية، مثال ذلك، أن الثورة الصناعية في القرن السابع عشر وأوائل القرن الثامن عشر الميلادي جلبت معها بعض الاختراعات "كالنول الآلي" و "المحرك البخاري"، وهي آلات أحدثت تغيرات ضخمة في أسلوب حياة الناس وطرائق معيشتهم. انظر: الاختراع.

التطور الدَّاخلي للثقافة. ينجم التغير عن التطور الداخلي للثقافة؛ مثال ذلك، أن المجتمع قد يتحول من مرحلة جمع الطعام إلى الزراعة نتيجة لنمو السكان، ولاختفاء الحيوان. كما أن الأعداد السكانية الأضخم لا تزال تجلب في المقابل مزيداً من التخصص وتقسيم العمل، الأمر الذي يعقبه ظهور أشكال مختلفة من التنظيم الاجتماعي، وغيرها من التغيرات. وتتغير الثقافة بتغير شروط البيئة أو عند ظهور أساليب جديدة لصنع الاحتياجات المطلوبة لحاجة البشر.

وبعدما يتبنى الناس الطرق الجديدة والأفضل لصنع الأشياء لا يرجعون ثانية إلى طرقهم العتيقة إلا نادرًا. مثال ذلك أن الناس بعد
أن عرفوا استعمال النقود، لن يعدموا أبدًا وسيطاً للتبادل. وبعد أن تعلموا إشعال النار، لن يعيشوا مطلقاً بدونها. وقد يتم استبدال مثل هذه الوسائل كالعملات، وعلب القدح. ولكن النقود والتحكم في استخدام النار سيبقيان ماثلين في أذهان الناس .

وتزايد معدل التغير الثقافي بشكل سريع منذ منتصف القرن التاسع عشر. وحدثت هذه الزيادة بالدرجة الأولى نتيجة لكثير من مظاهر التقدم في العلم والتقنية. كما أصبح التبادل الثقافي منذ منتصف القرن التاسع عشر أكثر انتشاراً وسرعة. وبسبب الطائرات والأفلام السينمائية، والمذياع والتلفاز أصبحت معظم التقاليد الثقافية في العالم على اتصال دائم ومستمر. فبمقدور الشخص أن يجد موسيقى الجاز "الأمريكية" و "الكيمونو الياباني" في أية مدينة كبيرة.

يشهد العصر الحاضر تشكل ثقافة عامة وعالمية نتيجة لسفر الناس على نطاق واسع، وانتشار التلفاز في كل أنحاء العالم. إضافة إلى ذلك، فإن الكثير من أنواع الموسيقى، والرياضة، والعمليات الصناعية، هي نفسها موجودة في كل مناطق العالم. ويخشى بعض الناس أن تؤدي هذه المماثلات إلى تشابه كل الثقافات، ولكن الناس يُنشئون ثقافات محلية جديدة، بنفس السرعة التي يتعلمون بها هذه الثقافة العالمية. ولأن الثقافة العالمية لا تغطي سوى نطاق محدود من الثقافة المعروفة، فإنَّ هذا يسمح للثقافات الجديدة المحلية بالنمو والازدهار.

 بقلم: رفيق جلول

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية