قالت الصحف

 سعد القاسم ....درامانا

سعد القاسم ....درامانا

1716 مشاهدة

 

درامانا

منوعات

الثورة : 14326
الثلاثاء 21-9-2010م
سعد القاسم

يجيء لقاء السيد الرئيس أول من أمس مع منتجي الدراما التلفزيونية السورية ليشير إلى الأهمية التي بلغتها هذه الدراما من جهة ،ويؤكد من جهة ثانية الدعم الرسمي لها على أعلى مستوياته وقد تجلى خلال السنتين الماضيتين

بعدد من الإجراءات منها المساهمة في تسويق الأعمال الدرامية السورية عبر شرائها من التلفزيون السوري ، حين واجهت صعوبات في التسويق العربي ،ثم إنشاء قناة تلفزيونية متخصصة بالدراما، والأحدث في هذا التوجه قيام مؤسسة الإنتاج الإذاعي والتلفزيوني كمؤسسة مستقلة مهمتها دعم الإنتاج الدرامي في قطاعيه العام والخاص..‏

ورغم مضي نحو عشرة أيام على انتهاء الموسم الرمضاني فإن أصداء الأعمال الدرامية السورية لا تزال تتردد على أكثر من مستوى، وفي أكثر من مكان، فقد شهد هذا الموسم – كسابقه - تنوعاً في المواضيع التي تناولتها الدراما، غير أنه أضاف إلى ما سبقه دخوله الجريء إلى أماكن لم تكن قد تناولتها الدراما السورية من قبل،وتطرقه لحالات اجتماعية وإنسانية كانت توصف بـ (المسكوت عنه ) فكان أن أثارت بعض الأعمال حواراً اجتماعياً واسعاً،كما حقق بعضها الآخر انتشاراً جماهيرياً كبيراً، وفتحت جميعها بعد ذلك الحديث الدائم عن المستوى الفني للدراما التلفزيونية السورية على صعد الصورة والأداء والموسيقا والديكور والأزياء والإخراج، وغيرها من التفاصيل التي لم تعد من اهتمام النقاد والمختصين وحدهم، وإنما صارت تتحدث بها شرائح واسعة من المشاهدين ،كما يلحظ من أحاديث الناس اليومية، ومن (الريبورتاجات) التلفزيونية في الشارع ..‏

هذا المستوى الفني المتقدم للدراما التلفزيونية السورية جاء بفعل تراكم الخبرات عبر خمسين سنة من مسيرتها، كان صنّاع الدراما من جيل الرواد والأجيال التالية له يبتكرون الحلول لمواجهة ضعف الإمكانات المادية والتقنية، ويبحثون عن الصيغ الفنية الأرقى، وعن التكامل بين مكونات عملهم الإبداعي، حتى صار لدينا ما يمكن أن نسميه مدرسة الإخراج السوري، ومدرسة التمثيل السوري، وكلتاهما سعت إلى أن تحوز احترام عقل المشاهد، عبر الصورة الأنيقة والإيقاع المتناغم في الأولى،وصدق الأداء في الثانية،إلى أن أضحت الدراما التلفزيونية السورية مطلوبة بقوة من المشاهدين العرب، وأمست حاضرة على كل فضائية عربية مهمة، وليس مبالغة القول: إنها قدمت النموذج الذي استلهمته (درامات)عربية غيرها، في تطوير ذاتها، واكتساب احترام جمهور المشاهدين..‏

من بين الأشياء المميزة للدراما التلفزيونية السورية، والتي ساهمت في نجاحها وانتشارها خروج الكاميرا من الأستوديو لتصور في الحارات والأسواق والبيوت الحقيقية ، وفي الأماكن الطبيعية ،وقد تلاقى هذا مع فكرة عدد من رموز الدراما السورية عن اللغة السينمائية، واللغة البصرية، ومن ثم تكرس كتقليد حرص معظم المخرجين السوريين على الالتزام به ،غير أن خروج الكاميرا من الأستوديو لم يكن دائماً خياراً فنياً بقدر ما كان حلاً إبداعياً لمشكلة عدم توافر الاستوديوهات الكافية والمناسبة، وهو بذلك لم يتم – ولا يتم الآن – دون صعوبات،ومن جهة ثانية فإنه إذا كان المعهد المسرحي قد رفد الدراما التلفزيونية بعدد وفير من الممثلين الموهوبين المؤهلين، فإن عدداً غير قليل من المخرجين الشباب قد تأهلوا على أيدي المخرجين المخضرمين الذين عملوا معهم، وكذلك الحال بالنسبة لفنيي التصوير والصوت والإضاءة والمونتاج، وبالتالي فالحاجة قائمة لمعاهد متخصصة توفر للدراما احتياجاتها من الفنيين المؤهلين.‏

يحق للدراما التلفزيونية السورية التباهي بإنجازاتها فقد قدمت لمشاهديها أسماء مشرقة في التأليف والتمثيل والإخراج والموسيقا والتصوير والديكور وبفضلهم جميعاً حققت المكانة المتميزة التي هي عليها اليوم.غير أن الحفاظ على المكانة المتميزة يتطلب العمل الجاد لا لحل المشاكل القائمة الآن فحسب، وإنما مواجهة المشاكل المحتملة أيضاً، وهذا يتطلب من بين أشياء عدة زيادة مساهمة رأس المال المحلي فيها.وهذه ليست مسؤولية الجهات الرسمية وحدها.‏

skasem@scs-net.org

 

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية