مواضيع للحوار

  من منّا لا يقرأ .. ربى الدرع ....

من منّا لا يقرأ .. ربى الدرع ....

1598 مشاهدة

 

 من منّا لا يقرأ؟

 الجمعة, تموز (يوليو) 12, 2013

بقلم: ربى الدرع

موقع: www.alroeya.com 

يعزو علماء النفس الأمريكيون الهواجس التي تنتاب حكومتهم حول الأمن إلى المراحل الأولى التي تكونت فيها المجتمعات الأمريكية؛ فقد وصل المهاجرون الأوائل من أوروبا ليجدوا أمامهم مساحات واسعة من الأرض تمتد من شواطئ الباسيفيكي إلى شواطئ الأطلسي تحكمها شريعة الغاب، فكل واحد منهم أقام سياجاً حول مساحات من الأرض أصبح في إمكانه ادعاء ملكيتها، وكثيراً ما تعرّض هؤلاء لمضايقات من جانب جيرانهم أو من آخرين كان المسدس فيها هو الحكم. ما أدى إلى ولادة جينات غريبة في أجسام الأمريكيين غير موجودة في الشعوب الأخرى، تجعلهم في حالة ترقب دائم لمواجهة الأخطار وهذه الجينات هي التي تدفع الحكومة الأمريكية إلى إرسال جنودها إلى أمكنة مختلفة في العالم تبعد آلاف الأميال عن واشنطن لمواجهة أخطار «استباقية» في الخارج قبل وصولهاإلى أراضيها.

في العراق وطبقاً لعلماء النفس أيضاً، وحيث بدأ تاريخ الحضارة منذ آلاف السنين، ظهرت جينة فريدة أيضاً في أجساد سكانه، فبسبب وقوعه بين المناطق الصحراوية في جنوبه وغربه وبين المناطق الجبلية في شماله وشرقه كان محط أنظار الهجرات والغزوات الجبلية والبدوية الدائمة باتجاه السهل المكون من رواسب نهري دجلة والفرات بما تغري به طبيعته من أغذية نباتية وحيوانية، واللذين ينقلان معهما الغرين الخشن الذي يؤدي إلى فيضانات مدمرة في غير أوقات ري المزروعات، إضافة إلى العواصف الجنوبية الخطيرة، والبيئة الطبيعية الصعبة للمستنقعات وأهوارها الوحشية، كل ذلك جعل الإنسان العراقي القديم يخشى الفيضان والغزو، ما أدى لولادة جينة مقاتلة مطبوعة بالتشاؤم والخوف الدائمين والمجبولة بالعنف والقسوة، إلى جانب الفعل الإنساني الجبار النابع من التحدي للظروف الطبيعية والمناخية، فشُقت القنوات وأقيمت السدود وحفرت الخزانات الضخمة للاستفادة من المياه في أوقات الشح، و......، و......

حتى تمكن إنسان التقدمية الأول من التبدل والتطور باتجاه الاستخدام الأفضل للطبيعة بإثارة القدرات العقلية المختلفة للتفكير، وبالتالي قيام أولى المدنيات «الاستقرائية» المبدعة. ولذلك لا أستغرب نتيجة الحرب بين هذين الجينين اللذين ناضل أحدهما لتفتح البشرية عينيها على إشراقات المعرفة، وآخر وُلد ضريراً، وكبُر أمياً، وبقي طفيلياً .. ما أستغربه عندما قيل إن "العرب لا يقرؤون."

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية