دراسات أدبية

المدرسة والإبداع......... للباحث عبدالهادي الزوهري

المدرسة والإبداع......... للباحث عبدالهادي الزوهري

1891 مشاهدة

المدرسة والإبداع......... للباحث عبدالهادي الزوهري

إبداعات التلاميذ الأدبية

 

عبدالحق ميفراني

 

"يأتي هذا الكتاب كمحاولة لتأصيل كتابات أطفالنا التلاميذ والنظر إليها كمقدمات وعتبات لا مناص منها لخلق شخصيات مبدعة مؤمنة بقدراتها وطاقاتها الذاتية على الخلق والابتكار". هكذا يقدم الباحث عبدالهادي الزوهري كتابه "المدرسة والإبداع" الصادر عن المطبعة السريعة بالقنيطرة في طبعة أولى. الكتاب يميل في موضوعه الى الجمع بين الدراسة النظرية والدراسة التطبيقية وهي مقاربة تتوسل بالتحليل والمقارنة تارة، والنقد تارة أخرى. في موضوع يحتاج دائما الى الإنصات البليغ والعميق، والتقويم التربوي الهادف ومعايير النقد الأدبي والجمالي.

يتضمن كتاب "المدرسة والإبداع: إبداعات التلاميذ نموذجا" أربعة فصول. الأول الطفل والإبداع، والثاني تعرض فيه الباحث لإبداع الأطفال في التجارب الأجنبية والعربية، والثالث خصصه للإبداع في المدرسة المغربية، ثم الرابع الذي وقف فيه دراسة وتقويم إبداع التلاميذ المبحوثين في مجال الحكاية والمقطوعة الشعرية.

يحصر الباحث عبدالهادي الزوهري الإبداع في كتابه "كعملية إنتاج التلاميذ من حكايات ومقطوعات شعرية"{ص16}، علما أنه يفصل في تقديم نظري مفاهيم "الإبداع" ومعانيه. وبناء على كل التحديدات لمفهوم الإبداع والإبداعية {اللغوية، البيذاغوجية، النفسية، الثقافية}، يبلور الباحث المفهوم داخل ثنايا مقاربته كلما تقدمنا في قراءة الكتاب.

وبعلاقة الموضوع بالمدرسة، ينطلق الباحث من منظور الفكر التربوي الحديث الذي شرع يهتم بشكل بارز بقدرات المتعلمين في بناء المعرفة. لذلك يتحدث الزوهري عن الإبداع كخاصية مكتسبة وليس مجرد عمليات فطرية، في ظل شروط موضوعية تفرزها لنا طبيعة المدرسة المغربية في غياب منظور شمولي في السياسة التربوية التعليمية المتمثل في غياب الإبداع في المدرسة المغربية. عكس التجارب الأجنبية التي تناولها الباحث في فصله الثاني والتي حددت سمات أولية لموضوع الإبداع الطفلي ومدى ائتلافها أو اختلافها من حيث المعالجة والطرائق المعقدة.

وحول هذا الغياب اذي يحضر كسمة لواقع الإبداع في المدرسة المغربية {الابتدائية نموذجا}. يركز الباحث على دور مراكز التكوين في إنشاء مربين مشبعين بطرق البحث، باحثين عن مصوغة الإبداع في برامجها التكوينية.

يؤكد الباحث عبدالهادي الزوهري أن إشكالية الإبداع لدى الأطفال هي جماع نظرة مركبة، غير أنه يشدد على دور التكوين  الجيد للمدرسين "في جميع المستويات" ويعتبره مدخلا أساسيا ومهما لحل هذه الإشكالية. الرؤية التي أثارها منذ عقود الكاتب عبدالقادر الشاوي، أحد الأوائل الذين اهتموا بمسألة إبداع تلاميذهم في فضاء المؤسسة التعليمية المغربية، لننتظر حوالي ثلاثة عقود على صدور دراسة الشاوي لتهتدي المدرسة المغربية للتعرف على المقاربة الورشية من أجل تدريس متمركز حول التعليم.

الجانب التطبيقي يخصصه الباحث للبنيات الشكلية والدلالية في حكايات وأشعار الأطفال خاصة لتلاميذ {مدرسة الأزهر بسوق الأربعاء، ومدرسة الأمل بآسفي} على المستوى الحكائي يتناول الباحث العناوين، البدايات، النهايات. حيث يتوقف عند جمالية السرد من خلال الجماليات المعتمدة لتلمس تجليات الإبداع  في حكايات الأطفال المدروسة. باب المقطوعات الشعرية نتعرف على الشكل الخطي للمقطوعات، العناوين، أشكال كتابة المقطوعات، الإيقاع، الدلالات.

عموما حاول الباحث عبدالهادي الزوهري في كتابه القيم "الإبداع والمدرسة" الكشف عن بعض المظاهر الإبداعية والتي شكلت خصوصيات كتابة الأطفال. الى جانب أنه يسد فراغا هائلا في المكتبات المغربية.

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية