أرسل ليَّ الصديق العزيز عماد نداف هذه المادة
عن موقع باب الشرق
#الأستاذ _عماد _نداف
لو أن الصحفية #لجين _سليمان وزيرة لمكافحة الفساد !
كنت طفلاً مشاغباً لا أتعب أبداً، فإذا بقرار من قبل موجه المدرسة (الناظر)، اتخذه بشكل حاسم:
ــ كلفتُك بمهمة عريف الصف!
وقبلتُ، فصار الصفُ هادئاً، وأثنى عليّ الجميع، لكن الشغب ظل في روحي، وتحول شيئاً فشيئاً إلى احترام للنظام، ومعارضة من يسيء إليه وإلى البلد ..
وعندما تقدمت الصحفية لجين عصام سليمان للعمل في موقع كنت أدير العمل فيه وافقتُ، وأنا لا أعرف أنها ابنة صديق لي من صافيتا، وعمتها فنانة تشكيلية مبدعة هي "مي سليمان"، ولذلك زاد اهتمامي بها، فإذا هي مهندسة مدنية متفوقة، وخريجة إعلام ، ومهنية على درجة عالية من المهارة والاستقصائية، واشتغلت في مجال كشف الفساد في الصحافة، فعرفها الجميع بجرأتها ودقتها لأنها كانت تكتب بوضوح وسلاسة ووثائقية تحمل مصداقية كبيرة .
وعندما انتشر كورونا، وكانت قد أوفدت إلى الصين لتتابع دراستها، راسلتها للاطمئنان عليها، فإذا هي واثقة، مرحة، قوية الإرادة، لا تخاف لا من كورونا ولا من الفاسدين الذين هم أخطر من الوباء نفسه.
تكتب الصحفية /المهندسة بلغة عربية سليمة، وتجيد اللغة الإنكليزية قراءة وكتابة وترجمة، والآن تجيد الصينية، وهذا يعني أنها قادرة على فك طلاسم الفساد مهما كانت معقدة.
وعلى ذلك بدت لي نموذجاً يمكن الالتفات إليه والبحث عن استثماره في الصالح العام..
فاجأتني أخيراً أنها، ومن الصين، واصلت الكتابة للصحف والمواقع الالكترونية بوتيرة جيدة ونشرت تحقيقات من الصين عن الفساد عندنا !
هل تصدقون ذلك؟!
إنها كتلة من الحيوية والنشاط، وأهم ميزة فيها أنها تحب طعام الفقراء، فتأكل الفول والمسبحة والبرغل بحمص، ولا تفضل البيتزا والهمبرغر والتشيز برغر وسلطة الغريير والشيش طاووق ..
معقول ؟!
خطرت لي الفكرة ، فمازحتها :
ــ لجين سأقترح أن تصيري وزيرة لمكافحة الفساد !
أتعرفون ماذا كان ردها ؟!
حرف الهاء مكرراً :
ــ ههههههههه!
وعندما انتهى المزاح، تذكّرت وزيرات لبنان، فهن جميلات وقويات، لكن لجين أجمل منهن، وأقوى منهن، ليس هذا فحسب، بل تملك الحجة والإقناع والتصميم والنظافة، والولاء للوطن.
ومع تدهور الأوضاع في بلادي، رأيت في الحلم أني أقوم أنا بتكليف الوزارة (هذا سر لاتخبروا به أحداً أرجوكم فأنا أخاف من الحكومة أن تسحب البطاقة الذكية مني)، وفي التشكيلة وضعتُ اسم لجين سليمان بين وزيرات سورية اللواتي رفعتُ عددهن إلى النصف، عملا بنصيحة الدكتور محمد شحرور عن حصة المرأة..
وعندما استيقظت، وحكيت لها تفاصيل حلمي، ضحكت لجين ضحكة صينية عبر المسنجر، وقالت باستقصائية لافتة :
ــ يعني هل تريد أن تضيف (عماداً) جديداً إلى بنية الطاقم الوزاري ؟!
