مواضيع للحوار

أن يكون مهرجان الهيئة العربية السنوي مركزيا يقام في الإمارات

أن يكون مهرجان الهيئة العربية السنوي مركزيا يقام في الإمارات

291 مشاهدة

أن يكون مهرجان الهيئة العربية السنوي مركزيا يقام في الإمارات

الدكتور #جبار _خماط _حسن

#مجلة المشهد المسرحي

#المنصة الحرة

#المحور الثاني

( المهرجانات المسرحية العربية وضرورة ان تعيد النظر بأساليب عملها وتوجهاتها من حيث تكرار العروض و تواجد نفس الضيوف في اللجان والندوات والورش وكضيوف.

متى نتخلص من هذا الوباء المنتشر بجسم المهرجانات المسرحية العربية وضخها بدماء جديدة)

بعد ان تابعنا السيرة الذاتية لضيفنا السابع عشر الدكتور #جبار _خماط _حسن من العراق

نقف معا على رأيه بما طرحناه بالمحور الثاني من المنصة الحرة .

رأي الضيف العزيز :

مهرجانات ومهرجانيون

 هي : حمدا لله على سلامتك

هو : الله يسلمك

هي : هل افتح الحقيبة؟ هل جئت لنا بالهدايا ؟

هو : أوه.. نسيت! اعتذر ..لا تقلقي على المهرجان القادم !

هي : يعني يوجد سفر أيضا؟

هو : نعم .. المهرجانات ماشاء الله كثيرة، وخيرها يشكرون علبه، اخرج من مهرجان وادخل في مهرجان

هي : يعني ما افتح الحقيبة ؟

هو : لماذا هذا التعب ؟ بعد يومين مسافر ! اللهم زد من مهرجاناتهم ..

هي: غريب ! لا اراك تكتب ورقة .. أو تحضر شيء للمشاركة !

هو : (يضحك ) اي تحضير يا عزيزتي ؟! نفس الكلام نعيده .. حتى لو تغيرت العروض، فقط نعمل تغيير باسم المخرج والعرض .. والباقي نفسه( يضحك)

هي : ( صمت )

( ويبقى الحال على ما هو عليه ، حتى يقضي الله امرا كان مفعولا)

هذا ما كان وما سوف يكون من تراكم المهرجانات وتشابه الحقائب والثياب، ورتابة الاوراق والبحوث، وكأننا نردد : لا تقلقوا يا سادة . . لا تفكروا !

كلما زاد عدد الضيوف كلما زاد تباهينا بين المهرجانات السنوية، التي تكاثرت مع غياب المردود الإيجابي من حيث الفكر والمعالجات والاثر الفاعل على وعي الناس وتفاعلهم مع خطابات المسرح التي من الضرورة ان تكون بناءا قيميا وفكريا وعطاءا جماليا يعيد التناغم المفقود في الحياة.

منذ أول مهرجان مسرحي لاختبار أفضل نص في مسابقة جماهيرية، وضع اليونان قصب السبق والتحضير لأول ممارسة فنية لها قواعدها ولجانها وأهدافها، جاءت إلينا عبر دفاتر التاريخ لتقول أن اسخيلوس وسوفوكلس ويوربيدس فازوا بجائزة أفضل نص، ومنذ تلك المناسبة بدأ العالم يهتم بالمهرجان كونه حالة ومناسبة يجتمع فيها الناس للاختبار والمعاينة والحكم حول نشاط معين، يتحدد بالنوع الجديد من خلال الكم المتراكم، فلا فائدة من كم لا يفرز نوعا جديدا مؤثرا في حركة المجتمع .. ولهذا فان اتجاه النجاح أو الإخفاق ضروري لمعرفة جدوى وجود هذه المسابقة أو ذاك المهرجان، فلو كان من دون نتائج ناجحة ومتطورة، فلا خير فيه، والاجدى إيقافه لأنه نوع من هدر المال والوقت وتشويش قصدي على التخطيط الثقافي السنوي !

ولو راجعنا أيام مصر القديمة لوجدناها تتبنى مهرجانا واحدا يذكره لنا القرآن الكريم في سورة طه ، آية 59″ قال موعدكم يوم الزينة وان يحشر الناس ضحى ” ولهذا كان في مصر القديمة مهرجانا مركزيا يعرفه الناس، ينتظرونه، يجتمعون لمتابعته !

ومثله أيضا نجده في أيام رأس السنة البابلية ( اكيتو) وهي أثنا عشر يوما، يتم فيه الاحتفال بوجود المواطنين في بابل واكد واشور.

استمر العالم الجديد نشاطه في مهرجانات محددة ومعدودة، على عكس ما يحدث في الدول العربية، اذ داخت العقول والافئدة من كثرة المهرجانات، ترف فائض عن الحاجة المجتمعية، ولو راجعنا الحوار أعلاه بين هو وهي ، لوجدناه خلاصة واقعية لما يحدث في مهرجاناتنا المسرحية، إيقاع افقي ممل، وجوه رتيبة تعودت مقاعد المسارح على وجودهم !

حالة مزرية تعاني منها المهرجانات الا ما ندر وهي على عدد اصابع الكف !

 أين الخلل ؟

الجمهور الذي ذهب ولم يعد ؟

 ام في التخطيط الذي نقل المهرجانات من كونها ضرورة مجتمعية إلى مناسبة شخصية تلميعية للمشرفين عليها!

لله درك يا مسرح وانت ترى أبنائك الفنون تتقدم مع الزمان إلا أنت تعاني الحنين إلى زمانك الأروع الذي لن يعود إلا بهزة بنيوية تعيد بناء اركانك التنظيمية والتنافسية على الكيف وليس الكم الذي يعاني كسادا غير قابل للتداول !

لله درك يا مسرح لأنك سمحت لكل من هب ودب ان يعتلي خشبتك المضيئة، حتى ضاع اتجاه بوصلة الإبداع، فأمسى التطبيل والزعيق النقدي المنافق، يشير إلى انصاف الموهوبين واشباه المسرحيين يتصدرون المشهد ، في حين يعيش في الظل، مسرحيون كفؤين لكنهم على الرغم من غياب حضورهم في المهرجانات، يشعلون قناديل الإبداع الخالدة التي تستمر مع الزمان والمكان.

ان مسرحنا العربي قبل كورونا، يعاني تباعدا قسريا بينه وبين الجمهور، وتقاربا اضطراريا مع المسرحيين وذويهم حصرا !

و لهذا كان كورونيا بامتياز، لأنه لم يتمكن من ايجاد العلاج التواصلي او الالتزام بأدوات الوقاية من أمراضه الأسلوبية، فأصبح معزولا يحاول بنوا جلدته إنقاذه من موته السريري بالمهرجانات التي لا تشبع افكار الناس ولا تغني عن جوعهم الجمالي !

كثرة المهرجانات في امة العرب ، ليست مقياسا للمدنية الحضارية، لأنها وللأسف اوجدت سورا عاليا بينها وبين والجمهور، ولهذا لا جدوى عملية من وجودها، إلا إذا اقترنت بالتخطيط والدراسة ومعرفة ميول الناس، وهو ما يتطلب دراسات مسحية لما يمكن أن نسميه استعدادا للتواصل والتذوق المسرحي. وللأسف ما زالت معادلة الأبعاد والإقصاء منتشرة من دون دواء.

واقع مسرحي مرتبك يشعرك ان المشكلة فينا، نردد كثيرا (( اعرف نفسك )) اي راجع واحكم وحاول التغيير ما استطعت إلى ذلك سبيلا، ولهذا لا نلوم ونحاكم المهرجانات فقط ، بل علينا نحن المسرحيين مراجعة أنفسنا، وهل امتلكنا القدرة على الاعتذار عن دعوة مهرجان تشعر ان وجودك محض عدد، لا تقدم ما يضيف أو يعزز وجودك النوعي، لو امتلكنا هذا الزهد وتلك القدرة، لاضطرت المهرجانات ان تبحث عن وجوده جديدة، قد تزيد من فاعلية المهرجان فكريا وفنيا وتواصليا!

ان كورونا كشفت عن عجز المسرحيين في مواجهته، حتى دعا البعض إلى مهرجانات اون لاين، بوصفها وصفات علاجية لمواجهة أزمة المسرح في زمن كورونا.. ماذا حصل ؟

 نفر من المسرحيين اتهم هؤلاء المبادرين بالهرطقة المسرحية، وأن ما يقومون به رجس من عمل الشيطان الذي ركب رؤوسهم، حتى انساهم يقين المسرح في الهنا والان !

اخيرا كنا بخير حين كانت بيننا مهرجانات وطنية بإبعاد عربية ودولية، مهرجان قرطاج ومهرجان القاهرة مهرجان دمشق ومهرجان بغداد ومهرجان الأردن بنسخته العربية ومهرجان المسرح العربي الذي تقيمه الهيئة العربية للمسرح، ومن هذه المنصة، أن يكون مهرجان الهيئة العربية السنوي مركزيا يقام في الإمارات، بدلا عن الدول العربية التي ينبغي أن تفكر بتفعيل مهرجاناتها المحلية الوطنية، الخلاصة يا سادة لقد أصابنا الدوار المزمن من كثرة المهرجانات الصغيرة المتشابهة وآن الاون للترشيق المهرجاني الذي ينطلق من قاعدة اما ما ينفع الناس جماليا وفكريا، فإنه يمكث في الوعي والوجدان والسلوك.