قصة قصيرة

أوراق قدموسية 13 محمد عزوز

أوراق قدموسية 13 محمد عزوز

1463 مشاهدة

أعلى النموذج

أوراق قدموسية
(13)
حماية وكنة

عندما أزورها لوحدي ، أعود ذلك الطفل المدلل ( محمد )، تعتني بي وتلبي طلباتي رغم شيخوختها، وتصر على أنها أم، وأنها هي التي يجب أن تخدمني، فتهيئ مكان نومي، وتعترض إذا كانت الأغطية غير كافية في الشتاء، وتتفقد طريقة نومي في الليل ...

وأحس أنها تتمنى لو تعدو إلى الخابية كي تناولني كأس الماء عندما أستيقظ جاف الحلق إثر كابوس يقتحم نومي، وما أكثرها هذه الأيام .
ويختلف الأمر عندما أكون وزوجتي، تنزوي جانباً وتراقب بطرف عينها طريقة أداء الخدمة من زوجتي، فإذا انفردت بي، شتمت نساء هذه الأيام اللواتي لا يعرفن كيف يخدمن أزواجهن :
 -
كان يجب أن تفعل كذا .. وكذا .. وكذا
وتعدد لي نماذج من الأفعال التي لم ترض عن أدائها فيها .
ترتب الأسرّة بعدها، وتحاول أن تقتنص فرصة ما كي تعد لي كأس المتة لأشرب معها، فإذا اقتحمت زوجتي هذه الفرصة، بدت على وجهها علائم الغضب، واختصرت طقس الشراب هذا ..
لم تكن زوجتي سيئة معها، ولكنها ككل الأمهات، كانت تحس أن امرأة ما ولو كان انتقاؤها بموافقتها، اختطفت ابنها منها، وتولت مهمة خدمته بطريقة مختلفة لا ترضيها .
أسمع جدالهما العقيم في كثير من الأحيان، وأنفعل، أحاول أن ألومهما على حوار الطرشان هذا، فتشد كل منهما اللحاف صوبها، وأكتشف أن لا أهمية لكل هذا الإختلاف غير الجوهري، وربما عادتا بعد دقائق إلى انسجامهما، وإلى حديث ذي خصوصية نسائية، ولكنها لا تنسى في خلواتها بي أن تعلن أن نساء هذه الأيام لا يعرفن كيف يكسبن قلب الرجل، وتحاول أن تروي لي بتفاصيل مللتها من كثرة ما سمعتها، منها ما كانت تفعله لأبي الراحل أو حتى لجدي ( والدها ) الراحل قبل عقود عدة .
زوجتي هي الأخرى تستنكر تدخل أمي في شؤون هي من حقها، أصمت تارة، وأنفعل تارة أخرى، ولا يسفر انفعالي إلا عن ثورة أكون في غنى عنها، لأنني أراهما بعد ذلك وقد راحتا في حوار ودي، أتمنى أن أصل إلى درجته في الود، في أي حوار أكون طرفاً فيه معهما .

محمد عزوز
قدموس 2012/1/18

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية