قصة قصيرة

أوراق قدموسية 41 ..بقلم محمد عزوز..

أوراق قدموسية 41 ..بقلم محمد عزوز..

1513 مشاهدة

أوراق قدموسية
(41)
تطير.. وتطير

-
اليوم شفت الصاروخ ..!!
وخفق قلبي بشدة ، وسبقني خوفي إلى لساني :
-
صاروخ شو ..؟
-
ليش أنا ما حكيت لك عن الصاروخ ولا مرة ..؟
-
لا .. أبداً
وكان الصاروخ في نظرها ، ذلك الدخان الأبيض الذي ترسله طائرة ما خلفها في الأعالي .
اطمأن قلبي وهدأت أساريري ، وابتسمت في داخلي ، وتركتها تتكلم :
-
أكيد عم تضحك .. موهيك ..؟
-
لا .. ليش بدي اضحك ..؟
وانفلت عقال كلامها ، لتعلن بكل جلاء ، أنها تتفاءل بهذا المنظر ، وتحس بنفسها تطير .. وتطير هناك في الأعالي .. واستطردتْ لتعلمني أنها في سني طفولتها أعلمت رفيقاتها بإحساسها ، فضحكن منها ، و صرن إذا رأين هذا المنظر نادينها أو نبهنها إليه ، وهن يبتسمن خفية عنها .. بينما تبدأ هي طقسها الإحتفالي ، تفرح ، وتعلن لمن يجاورها أنها تحس بشيء يرفعها لتطير وتطير ..
تركتها تتكلم وتتكلم ، وأنا صامت لا أنبس .. ، تنبهتْ لصمتي فسألتني عن السبب :
-
إنما أحببت أن أسمعك حتى النهاية ..
-
نهاية شو ..؟
-
نهاية حكايتك مع الصاروخ ..
-
حكايتي ليس لها نهاية .. هل ستنتظر كل ذاك الوقت معي ..؟
وصمتُ ، وأنا أشهد فصول الحكاية في كلامها ، فصول بدت فيها بهية منطلقة كما يشهد لها كل من يعرفها .
في اليوم التالي ، وقبل أن تعود إلى حكايتها ، حاولت أن أراقب السماء ، مرت طائرة ، ثم أخرى ، ولم يكن وراء أي منهما ذاك الخط الأبيض الذي أسمته ( طلة ) صاروخاً .
اكمد وجهي ، وتلبسني الضيق ، انتظرت ملياً ، وأخذت أراقب السماء بين الفينة والأخرى ، وأحاول جاهداً أن أفسر ذاك الإحساس الذي تملكته ( طلة).
في حلم تلك الليلة ، رأيت ( طلة ) تطير وتعلو ،تحاول أن تقطف النجوم بيديها ، وتفلح في لم بعضها إلى صدرها ، تفلت نجمة من يديها ، فتسرع لتقطف واحدة أخرى ، وتشع نجومها أكثر ، فتصفو الدروب .. وتصير دروب الأفق جلية ، واضحة المعالم .

بقلم: محمد عزوز

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية