قالت الصحف

الأديب الناقد السوري علي الصيرفي  في ذمة الله

الأديب الناقد السوري علي الصيرفي في ذمة الله

1679 مشاهدة

الأديب الناقد السوري " علي الصيرفي " في ذمة الله

                                             

بقلم : القاص والروائي السوري نبيه اسكندر ا

رسالة إلى من رحل بصمت الأديب الناقد ( علي الصيرفي ) في ذمة الله
بمزيج من الألم يعصر قلوبنا تلقينا نبأ وفاة الأديب " علي الصيرفي ".
يا من كنت تنسج من خيوط الفجر الأحرف منظومات في زمن الاغتراب ،وتصغي لعبراتي لترسم شكل وتضاريس المكان ،فأنت اليتيم الغريب والرقم الصعب في عالم الأدب ،سيكون اسمك في شرنقة ستأتي وسوف نستقبلك بدهشة لنضارة وجهك الجميل وعينيك الخائفتين اللتين سيشعلهما الفرح حين ترى " نرمين وأيمن " يكبران مع بتلات الورد ،لقد بكيناك بكاء النشيج حتى لم نعد نجد الدموع ،ولم نجد الفرح لأنه ممنوع في قاموس الأدب .لكنني سأرى ظلالك فوق ياقاتهم في ميتم الموت وطين الأرض يغلي فيناشدك الرماد ،تجاهد في اخضرار الوقت لتنهض من محار في أتون الضوء لتقطف الأغنية وتلقي ظلالك فوق ياقاتهم وتنشد جيوش النمل لتمضي نحو حقول القمح /لكن ثمة نملة رعناء .
أتذكر يا صديقي حين قلت لك : " سأحرق ما جمعت من قصة ورواية وقصيد يؤرجح حالتي بين بوح وانتظار ،كخدر يسمرني في جدار المساء ،وقررت أن أهاجر دنيا المحابر إلى وادي الدفلى لأنسى بأنني اعتنقت الحروف وألاحق الليل وأزرع القناديل لعلني أعثر على ذاتي الضائعة وفي الفم لثغ الكلام ،فراحت تضج في داخلي بقايا صور .
اعذرني يا صديقي الأديب " علي الصيرفي " أدواتي فقيرة أمام معلوماتك ،معلوماتي أشدها من وعاء الذاكرة كما يشد الزارع الماء في قريتنا ليسقي أكمام الورد والياسمين .
لا أدري ماذا أكتب ...أصبحت أنهض بسرعة لأقبض على سماعة الهاتف كل ما رن جرسه ...وحين لم أسمع صوتك تلفني الكآبة فأعود إلى مكاني لأنبش ركام الذاكرة فيتأتى لسمعي صدى صوتك : " هيا بنا لنبحث عن طاحونة كانت بجوار قلعة حمص ،عن معبد ،عن النواقيس والمآذن عن هندسة الموت وربما نبحث عن وطن الأدب ،ثم تقول ليس لنا مكان هنا ،لكن ربما سيكون الكوكب سكنانا .كنت تصمت مليا ثم تقول ألم تذكر كيف رحل صديقنا الناقد " أحمد المعلم " . نعم لقد رحل بصمت دون مراسم وهكذا سنرحل يا أبا " إسكندر " .أولم تذكر كيف سرق مؤلف " رائق " والمؤسف أن كل المؤسسات وقفت بعناد لجانب الجاني أيه زمان ... أولم تذكر حين رد طلب انتسابي من الإتحاد الكتاب مع عدم الموافقة ؟...
ابتسم :
- لن نجد إلا عيوننا نسألهما في مرآة صقيلة لنبحث عن عشق في كل صور الأرض ، لكننا لم نجد سوى المزينين بالمساحيق حتى الكذب . آه ...يا صدقي حين تلقيت نبأ وفاتك لا أدري كيف هبطت الدرجات وهرعت إلى المشفى لأودعك لكن دون جدوى ،عدت إلى وسط المدينة رسوت في أزقتها أبحث عنك يا صديقي ،فأدركت أنك تركت الفقاعات والزبد المغفل ،كلمت نفسي بصمت وأغلقت بوابتين ترسمان خطا من الدمع ،حتى ضج رعد في العينين إلى أن ضج الفضاء وعبق المساء ،تفرست في قلعة حمص حيث يطل عليها شاعر بني حمدان ،رأيت وجهك تبكيه حجارة غسلها الرعد ،وأنت تبحث عن منار الطريق تمارس جمر العشق بكل فنون الأدب و تعلقت روحك بعشق اللغات حتى النشيج وإن ما بين كلماتي ورحيلك بحيرة من العبارات .
القاص والروائي السوري : نبيه اسكندر الحسن .
سوريا حمص – ص – ب – 5121
nbeehhsaan@maktoob.com

هذا الخبر مأخوذ عن مجلة الشمال

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية