أخبار أدبية

الأديبة الشاعرة ريما نزيهة تهديكم

الأديبة الشاعرة ريما نزيهة تهديكم

957 مشاهدة

الأديبة الشاعرة ريما نزيهة تهديكم

مقطع من رواية "لا ملح على الموت"

ذهبت ومعها شيئاً من الفرح كيف لهذه الفتاة في التاسع والعشرين من العمر أن تملي بقلبي هذه السعادة!  وتحول نواقصي إلى نواقص مقبولة!  لم أكن أعلم أن للإنسان طرفٌ آخر من خيوط الدروب المرسومة مسبقاً وأنه من امتدادٍ لا بأس به من التشعبات الوجدانية فمرة يستطيل ومرة يتقلص مدٌّ وجزر لكل ما هو حي.

أدراجنا ليست بمتناول خياراتنا ومن قال لك أننا مخيرون .. قل له لسنا مخيرون بشكل كامل وإنما بنصف لا بأس به .. فقد اعتادت أقدامنا السيرَ على خطىً لطيفة الخطايا ومعتدلة الاتجاهات فلا أحد منا قد وصل إلى درب ناصعِ وأيضاً لا أحد قد وصل إلى درب لا منفذ منه فلكل دربه الرمادي .. أما مريم فقد كانت كل الدروب البيضاء التي يأملها مجد وقد اعتبرها تكريماً ربانياً عما قاساه في حياته عامّةً وخلال السنوات الأخيرة خاصةً .. إذ أنه وبعمره الأربعيني لم يكن قادر على التفاهم مع امرأة كبيرة كانت أم صغيرة وقد اجتاحه اليأسُ عندما وصل إلى أطراف الأربعينيات دون أي ارتباط أو لنقل ارتباطات فاشلة لم تجلب سوى ردود الفعل المنفعلة والتي يملوها الخوف من أي تقدم وأننا عندما ننصدم بالخيبات ترصفنا أحياناً .. ترصف نقاط الضعف وترمم الجراح ولكنها من ناحية أخرى تجعلنا أبعد ما يمكن عن أن نلملم بقايانا المرصوفة.