مواضيع للحوار

البارتيا. .. ارتجال بيوغرافيا شاب جزائري حالم

البارتيا. .. ارتجال بيوغرافيا شاب جزائري حالم

684 مشاهدة

البارتيا. .. ارتجال بيوغرافيا شاب جزائري حالم

 فرقة الجمل الممزح وهران

هارون الكيلاني

نلت قسطا كبيرا من التعب و أنا أقود السيارة نحو مستغانم أسحب ورائي قناطير من الحر بقيت ملتصقتا بي و بمؤخرة السيارة من الاغواط الى مستغانم ..صراع وقت و طريق و منعرجات و سيارات أخرى تبدو مجنونة من حين إلى آخر ..كسرت رطوبة الجو الحرارة القابعة فوق رأسي و بدأت تتلاشى ألسنة حر الجنوب لتلتقطها أغصان شجر الشمال .

أردت أن أخذ حماما على الأقل كي انزلق مع الرطوبة التي كادت ان تحولني الى حلزون يتيم لا أحد في الاستقبال فاضطررت الالتحاق بالقاعة مباشرة لمشاهدة العرض الأول الذي يدخل ضمن المنافسة ,,  لم آخذ أنفاسي بعد ليفتح الستار و تبدأ المسرحية و أنا سجين الرطوبة و البروتوكولات ...

أسرعت لأخذ قلمي و فتحت دفتري و اعددت الكاميرا حتى لا يفلت مني شيء .على الأقل سأتمكن من مشاهدة العرض مرة أخرى إذا انتابني شك ما .

يا ألهي أنا أمام مسرحية ارتجالية ..هكذا صرح أول الناطقين من الممثلين ,,لأول مرة ضمن المنافسات المسرحية في الجزائر مسرحية ارتجالية حسب معلوماتي .علي الآن تحريك الذاكرة بشكل اضطراري حتى أتمكن من مواجهة العرض بصفتي عضو تحكيم .( تمنيت لو كان معي صديقي و اخي الربيع قشي Rabia Guichi لعله يساعدني و هو سيد الارتجال في الجزائر )

الركح خاوي موسيقى صاخبة و حيوية و دخول ممثلين شباب يبدو عليهم النشاط و الطموح و بدا الحوار دون بروتوكولات مع الجمهور يهندسون للعرض بعدما وضعوا هيكل العمل أمامنا ( بيوغرافيا شخص ما ) الاسم ..العمر ..ماذا يفعل في الحياة ..أحلامه ,إنها القصة المركبة بالاتفاق مع الجمهور ..كوميديا دي لارتي بشكل جميل و انطلق الممثلون في سرد حكاية البطل منذ الولادة حتى وفاة أمه التي كانت تحلم بأن يصبح ولدها طالبا ناجحا و يحقق احلام العائلة .

الجمهور كان يعيش كل مراحل البطل و يندمج بالتصفيق و محاورة الممثلين و ايجاد الحلول معه ..الله ....كوميديا دي لارتي أو كما سماها أعضاء الفرقة مسرحية ارتجالية و لكنني أسميتها بكوميديا ديلارتي لأنها جاءت في شكل لوحات منفصلة لكنها متصلة ببعضها بخط واحد و مفهوم إنها حياة  محمد الطالب الحالم محمد الطالب الذكي الذي تفوق على زملاءه و أساتذته فأرسل إلى الولايات المتحدة الأمريكية لكي يواصل دراسته و اختراعاته و ينجح في تحقيق حلمه ( سيارة جزائرية خالصة ) .

اعتمد الممثلون على أنفسهم على أصواتهم و أجسادهم بين الرقص و الغناء و الإيحاء و الأداء الفاكهي المتميز .و كشف أيضا الممثلون على قدرتهم في التفاعل مع الواقع و إرسال رسائلهم و لو رسائل سخط لكنها جاءت بطريقة ذكية كان يقول الممثل شيئا و يلوم نفسه بنفسه .رغم سنهم الشبابي أحسست أنني أمام شيوخ ذوي خبرة سياسية و اجتماعية رغم بساطة الموضوع .

كانت المتعة بسيطة و رائعة و عميقة في بعض المشاهد .

رغم أن الفرقة لم تتعمق في الارتجال أمام الجمهور من باب الخطة المعدة لأجل العرض إلا أنهم كانوا مقنعين و شاهدت عدة لوحات رائعة. و ألوم أعضاء الفرقة على استعمال المقص ضد أنفسهم فكانوا يتفادون كل شيء له علاقة بالسياسة الحالية رغم انه حاولوا تدارك ذلك في بعض المحطات قدمها الممثل الرئيسي الذي لعب دور بطل المسرحية ( محمد )

شكلت الموسيقى المستعملة بعض الإزعاج التحكم التقني لم يكن في المستوى فكان صوت المكبر اعلي من أصوات الممثلين و هذا يعود على مأ أظن الوقت الغير كافي في تنظيم أنفسهم و أيضا لبروتوكولات افتتاح المهرجان .

استعملت الفرقة و ليس المخرج ( حسب المطوية العمل من إعداد الفرقة ) بقع من الضوء لكنها لم تكن ناجحة جدا و كنت أتمنى لو تخلى المخرج تماما عن الإضاءة المتنوعة او الملونة أو كان بإمكانهم الارتجال أيضا بتقديم طلب الإضاءة المطلوبة في كل مشهد. و أصل نوع هذا المسرح هو الشارع و ان تحول عبر الزمن من مكان الى آخر حسب ظروف نشأته كفن و تحوله من دولة الى اخرى و من نظام الى آخر فمنذ القرن السادس عشر و هذا الفن يحارب ليبقى ..الالبسة كانت عادية جدا لم تنجر الفرقة لوضع خزانة الملابس امام الجمهور . و الموضوع على العموم و إن كان سطحيا في تناوله و استغنت الفرقة فيه على النص الدرامي التقليدي إلا انه كان ترفيهيا بامتياز تحية لفرقة الجمل الممزح من وهران .و اعتذر على عدم ذكر الاسماء لأن الفرقة لم تضع لنا بطاقة فنية للعرض و اكتشفنا في الاخير أنها ليست نفس الفرقة التي شاركت في التصفيات و ان أغلب أعضاء الفرقة كانوا مسافرين .