مواضيع للحوار

التماثل البلاغي بين المسرح  والفن التشكيلي

التماثل البلاغي بين المسرح والفن التشكيلي

329 مشاهدة

التماثل البلاغي بين المسرح  والفن التشكيلي ...

الدكتور #جبار _خماط _حسن

#التماثل_البلاغي_بين_المسرح_والفن_التشكيلي

#سعد_الطائي_إنموذجا

يأتي اليك الشكل طيعا ولينا، يدخل مشغل وعيك بيسر من دون تعقيد وتكلف، ينسج لنا  حكاية اليأس والامل في آن معا، تكوينات مسرحية لا يستطيع إطار اللوحة سجنها، لأنها أشكال تكتمل في مخيال المتلقي الذي لا حدود له، ثمة لوحة ذهنية يرسمها الخيال حين تشاهد لوحات الفنان الرائد " سعد الطائي "، وكأنك تشاهد عرضا مسرحيا بحيوات بشرية وأحداث متصاعدة، وبيئات مختزلة لكنها تخضع إلى قانون التكرار الجمالي يخضع  إلى ضابط  التركيز لفكرة متحكمة يريد الفنان ايصالها  إلى المتلقي !

هل يفلح في مسعاه الفني ؟

 نعم .. نجده وصل إلى فضاء التميز لأنه يعرف اسرار اللون وكيف يتحول إلى تكوينات منظرية تذكرك بعروض مسرحية تعبيرية مبدعة، تمتاز بالاختزال والتكثيف والتحولات التراجيدية في زمن لحظات متراكمات وكأننا في أمواج ذهنية محتدمة، تمكن الفنان من تشكيلها في خطوط ناعمة رغم قسوتها، وأثرها الجميل في الحس والوجدان رغم صعوبة المشهد في علاقاته ؛ فالحوار بين الشخصيات تكاد تسمعه بين الاحتدام والحكمة، فالأشكال البشرية داخل اللوحات في تكوينات  مسرحية و شخصيات  في حالة فعل، تتصاعد أزمتها في خلفية من الأمواج العاتية! وتلك مهارة إنتاج لوحة متمسرحة في علاقاتها الداخلية تتيح للمتلقي المشاركة الوجدانية والفكرية!

 لوحاته تذكرك بيوجين اونيل وارثر  ميلر وبيكت ويونسكو، إعلان بشراكة مستدامة بين المسرح والتشكيل لا يتقنه الا من تمكن من أسرار الكلمة والصورة الشعرية والروح الدرامية وكيف لها ان تتحول إلى نسق تشكيلي عالي الجودة الفنية.