أخبار الهيئة العربية للمسرح

الجوائز الأدبية لا يجب أن تتوقف عند تتويج الكتاب

الجوائز الأدبية لا يجب أن تتوقف عند تتويج الكتاب

755 مشاهدة

الجوائز الأدبية لا يجب أن تتوقف عند تتويج الكتاب

 لمى طيارة

المصدر / العرب

المصدر: موقع الخشبة

احتفاء بالكتاب الشباب

الهيئة العربية للمسرح تشجع على الكتابة في زمن الميديا من خلال تتويج أعمال كتبها شباب يؤمنون بأهمية التأليف لدرجة نيلهم الجوائز.

تسعى الهيئة العربية للمسرح في مهرجان المسرح العربي الذي تقيمه كل عام في العاشر من شهر يناير، ليس فقط إلى تقديم العروض المسرحية العربية وتعريف جمهور البلد المضيف على تلك العروض وعلى ذلك الفن، بل إنها إلى جانب ذلك تسعى وبشكل دؤوب إلى استقطاب الأقلام الشابة من الوطن العربي المؤمنة حتى اليوم بأهمية الكتابة الأدبية للمسرح، سواء الكتابة الموجهة للكبار أو حتى للصغار، وفي دورة هذا العام التي أقيمت في القاهرة من 10 إلى 16 يناير، توّجت الهيئة مجموعة من الأقلام الشابة في الوطن العربي من بينهم ثلاثة جزائريين.

توجت الهيئة العربية للمسرح مجموعة من الكتاب الشباب على إنجازاتهم الأدبية في الكتابة المسرحية، للكبار والأطفال، وحصل على المرتبة الأولى عن مسابقة تأليف النص المسرحي للفئة العمرية من 5 إلى 18 عاما، الجزائري يوسف بعلوج عن نصه “قمقم مارد الكتب”، بينما حصل المغربي هشام ديوان على المرتبة الثانية من خلال نص “إبر ليست للتطريز”، في حين حصل على المرتبة الثالثة مناصفة كل من المصري محمد كسبر عن نصه “مندور والقلم المسحور” والجزائرية كنزة مباركي عن نص “مدينة النانو”، أما بالنسبة إلى مسابقة تأليف النص المسرحي الموجه للكبار، فقد حصل المصري أيمن هشام محمد حسن على المرتبة الأولى عن نصه “طسم وجديس”، في حين حصل الجزائري محمد الأمين بن ربيع على المرتبة الثانية عن نصه “كفن البروكار”، وحصل السعودي إبراهيم الحارثي على المرتبة الثالثة عن نصه “المشهد الأخير في وداع السيدة”.

“العرب” التقت الجزائريين المتوجين محمد الأمين بن ربيع، وهو كاتب روائي وأكاديمي مسرحي ومتحصل على درجة الماجستير في الأدب الجزائري المكتوب بالفرنسية، ويوسف بعلوج الروائي والكاتب وخريج كلية الإعلام، للحديث عن الكتابة وعن مشاركتهما في مسابقة هذه الدورة من مهرجان المسرح العربي.

الجوائز والترويج

View image on Twitter

يقول محمد الأمين بن ربيع، “ليست المرة الأولى التي أحصل فيها على جائزة عن نص أدبي كتبته، فقد سبق لي أن نلت في الجزائر الجائزة الأولى في مسابقة الشباب، وهي جائزة رئيس الجمهورية، وقبل تلك الجائزة كنت قد نلت أيضا عدة جوائز أخرى في الكتابة الروائية لدى بعض المؤسسات الثقافية في الجزائر، كان أحدثها جائزة الطاهر وطّار في الرواية في نهاية العام 2017”.

ويؤكد بن ربيع، أنه رغم أننا في زمن تتراجع فيه الكتابة والقراءة على حساب الميديا التي تشغل بال الشباب، إلا أنه لا يزال هناك أمل طالما هناك أمثال هؤلاء الشباب الذين مازالوا يؤمنون بأهمية الكتابة والتأليف لدرجة نيلهم الجوائز، فكيف أمكن لهؤلاء الشباب الالتحاق بركب الأدب والإصرار عليه. ويقول “في الحقيقة الموهبة تلح على صاحبها من أجل الكتابة، حتى لو أردت التملّص منها أو قوبلت بعدم الاهتمام أو وقعت في مجتمع لا يرحم، أحيانا أقرر أن أهجر الكتابة لفترة زمنية، لكنني ما أكاد أفعل ذلك حتى أجد نفسي وقد انخرطت في مشروع كتابة جديد سواء كان مسرحيا أو روائيا، وربما هذا الأمر هو ما يجعلني أبحث عن مكان لتتويج نصوصي والاعتراف بها، لأن القارئ حقيقة في هذا الزمن لم يعد يعترف بالإبداع والكتابة سواء كانت سيئة أو رديئة، بل أحيانا نجدهم عكس ذلك حين يكرسون الكتابات الرديئة ويحتفون بها أكثر من الكتابات الجيدة. ولذا أحرص على المشاركة في مثل هذه الفعاليات الثقافية وهذه المسابقات الأدبية، فقط لأجل أن أشعر بأنني أكتب شيئا جيدا ويستحق التقدير”.

ما يزال هناك أمل في الكتابة

ما يزال هناك أمل في الكتابة

وعن وطنه الجزائر كيف يستقبل فوز نصوصه سواء في المسابقات المحلية أو العربية، وهل يقوم بطباعتها على سبيل المثال، يؤكد الكاتب أن الأعمال التي تتوج بجوائز من قبل رئيس الجمهورية مثلا يحرص القائمون على المؤسسة الفنية للمطبوعات في الجزائر على طباعتها ومتابعة توزيعها، ولكن بعض المؤسسات الأخرى، وبعد التتويج مباشرة تنسى تلك العلاقة الموجودة بينهما، بين النص الفائز أو بين الكاتب، وكأن آخر العهد بينهما هو ذلك التتويج، فالمؤسسة تتوّج نصا ولا تحرص على متابعته ونشره وترويجه وتوزيعه وإدارة ندوات من أجل التعريف به، وكأنها تقول للكاتب يكفيك أن تحصل على جائزة”.

الأخذ من الموروث

أما يوسف بعلوج، الحاصل على الجائزة الأولى في مسابقة الكتابة المسرحية للأطفال عن نص بعنوان “قمقم مارد الكتب”، والذي سبق وأن حصل على جائزة الشارقة للإبداع العربي عن نص بعنوان “إنقاذ الفزاعة”، وجائزة رئيس الجمهورية في الجزائر عن نص “سأطير يوما ما”، وهما أيضا نصين موجهين للأطفال، فيقول عن تجربة الكتابة وأسبابه الشخصية لكتابة “قمقم مارد الكتب”، “عندما كنت أشاهد بعض الأفلام الأجنبية المتعلقة بالأطفال، وخاصة فيلم علاء الدين الذي أنتجته ديزني، كنت أشعر بالسعادة، ولكن في ذات الوقت كنت أشعر بغصّة لأن تراثنا يؤخذ بتلك الطريقة، دون الحفاظ على تناسقه مع الواقع التاريخي أو التراثي”.

ويضيف “كنت دائما أسأل نفسي لماذا هذا التغافل عن مصداقية الجانب التاريخي والطبيعة الجغرافية، فأنا لا أشعر بأي حرص عليهما من قبل ديزني حين تقدم أفلاما عن تراثنا، بينما بالمقابل وعلى سبيل المثال هناك حرص كبير على الثقافة الآسيوية وغيرها، والاستثمار فيها من أجل التسويق، وكنت دائما أبحث عن فرصة أستعيد من خلالها التراث المستلب في عمل يكون أكثر وعيا بالخصوصية الجغرافية والتاريخية، وحين وجدت الفرصة بدأت أعمل عليها، وكنت قد سمعت مقولة مفادها إن الكاتب الحقيقي هو من يحاول النهل من الموروث من عدة مصادر وليس من مصدر واحد، فحاولت أن آخذ أكثر من قصة تاريخية معروفة في تراثنا العربي، بداية من قصة علاء الدين، وقصتي علي بابا والسندباد وحاولت خلق رابط بين تلك القصص الثلاث، بحيث تأخذنا مغامرة طفلين برفقة المارد إلى تلك الحكايات أو القصص”.