أخبار فنية

الحراس استئصال لورم البيروقراطية

الحراس استئصال لورم البيروقراطية

1865 مشاهدة

المسرح الجهوي لبجاية

" الحراس" استئصال لورم البيروقراطية

فتح المسرح الجهوي لولاية سيدي بلعباس أمس أبوابه لاحتضان العرض المسرحي" الحراس" من إنتاج المسرح الجهوي لبجاية في إطار جولته الفنية.

العرض المسرحي الذي كتب أحداثه الكاتب والشاعر الجزائري الأصل

" الطاهر جاووت"  وعمل على اقتباسه وإخراجه السيد " عمر فطموش" مدير المسرح الجهوي لبجاية.

" الحراس" كان صرخة مدوية في وجه الاضطهاد وقمع المواهب، ورسالة واضحة للعيان لذوي النفوذ المتسترين وراء ستار الجزائر ديمقراطية ، وأصحاب العقول الفارغة التي تنادي بحرية التعبير ودعم الإبداعات وتوفير المناخ الملائم لإنتاج كل ماهو صالح للبلاد والعباد.

وسط سينوغرافيا منتقاة بدقة من طرف " زعبوبي عبد الرحمان" ولمسات إخراجية متقنة من لدن " عمر فطموش" تم طرح القضية بأسلوب سلس وحوار مباشر في محاولة استنهاض الضمائر التي هي في سبات عميق ، جراء اللامبالاة والسعي وراء المصلحة الذاتية على حساب المبادئ والشرف ، شرف العيش بكرامة ، وشرف المطالبة بالحقوق المشروعة.

البيروقراطية واللهث من مصلحة لأخرى كان قدر الشاب المبدع " محفوظ" الذي كان عينة من شباب الجزائر، الذي سعى للحصول على رخصة بغية المضي قدما في مشروع " آلة النسج " التي كانت رمز العيش العفيف والعرق الصافي.

لكن شتان بين هذا وذاك، في ظل الربح السريع والإيمان بثقافة البطن وسلطة اللسان، فأي أمة تقاس بنضالها في تغذية العقول لا إشباع البطون.

إلا أن " محفوظ" كان ضد كل الطابوهات ورفع التحدي  بدعم المقربين منه ونجح في تحقيق حلم الصبا ومثل الألوان الوطنية بمهرجان دولي للإبداع ، وانقلبت الآية عندما ذاع صيته من لدن من اضطهدوه ، وحاولوا قدر الإمكان تغطية جريمة بأخرى أبشع منها ، في حصولهم على كبش الفداء.

ذلكم الأخير الذي كان رمزا لكل شهيد وطني راح ضحية الجشع والمكر والخداع لاعتلاء سلم السلطة على حساب الوطنية.

المميز في عرض " الحراس"  التناسق بين الممثلين ، مع المقطوعات الموسيقية التي مررت رسائل واضحة وأسهمت في البناء الدرامي ، زد على ذلك النجاح في طرح القضية التي باتت تؤرق كل مبدع وكل موهوب في ظل غياب الصرامة والمراقبة الفعلية لاستئصال ورم البيروقراطية لإتقان لغة الحوار والصراخ في وجه العبثية .

وهذا ما يؤكد مقولة " الطاهر جاووت" التي تدعو لحرية التعبير والتي مفاذها :

" الصمت هو الموت ، وأنت إذا تكلمت سوف تموت ، وإذا تسكت تموت ، إذا تكلم ومت".

وعليه ، فان عرض " الحراس"  دعوة لرفع ستار الهمجية ، وإسقاط لأقنعة النفاق ، ودعوة للتشبث بالأمل حتى وان كان باهتا وبعيدا .

  بقلم : عباسية مدوني – سيدي بلعباس- الجزائر

  

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية