قالت الصحف

الدكتور أحمد برقاوي - سوق العمل الرأسمالي والسيرة الذاتية

الدكتور أحمد برقاوي - سوق العمل الرأسمالي والسيرة الذاتية

1728 مشاهدة

 

سوق  العمل الرأسمالي والسيرة الذاتية

معاً على الطريق
الثلاثاء 10-11-2009م
د. أحمد برقاوي

تفتح صفحات هذه المجلة أو تلك وتقرأ  الإعلان التالي: مؤسسة تطلب عاملاً في مجال كذا أو مجال كذا .. والمطلوب خبرة لاتقل  عن سنوات خمس في نوع العمل المطلوب أو تقرأ: شركة بحاجة إلى عاملين يرجى إرسال  السيرة الذاتية.

تدرس الشركة  السيرة الذاتية وتختار من لديه خبرة سنوات.‏

وغالباً ما تكون  الخبرة قد تكونت في هذه المؤسسة أو تلك من مؤسسات الدولة.‏

النتيجة  المترتبة على ذلك : أن عنصر الشباب الصاعد الذي تخرج لتوه أو الذي لايملك بعد  الخبرة خارج نطاق سوق العمل الرأسمالية لاعمل له لأن الدولة غير قادرة على توظيف  العدد الكبير الطالب للعمل والتوظيف فإن أعداد العاطلين عن العمل، والمشردين ستزداد  سنة بعد سنة.‏

فهناك الآن في  الوطن العربي مئات الآلاف من خريجي الجامعات تقادم عليهم الزمن دون أن يجدوا عملاً  لا في مؤسسات الدولة ولا في مؤسسات القطاع الخاص الرأسمالي .‏

الدولة مشكورة  لا تطلب سيرة ذاتية لأنها ملزمة بتشغيل أبناء الوطن ، أما الشركات الرأسمالية فهي  تحتاج من يملك الخبرة لأنها لا تريد أن تتحمل تعليم الشباب وتكوين الخبرة في عجلتها  التي تلتهم الإنسان.‏

عندها فإن  الشباب وقد سُدت أمامهم سبل العمل في أوطانهم يفكرون أول مايفكرون بالهجرة، الهجرة  أولاً إلى أميركا وكندا ثم الهجرة إلى دول الخليج التي تأكل أبناء الوطن وتعيدهم  كهولاً ومرضى بدشاديشهم البيضاء.‏

وإذا لم تسعفهم  الهجرة ولم تقبلهم تلك الدول المأمولة فإن أمامهم خيارين: إما أن يتحولوا لصوصاً  وفاسدين وأفراداً في عصابات النهب والسلب والقتل والنصب ، أو أن تصطادهم الحركات  العنفية فتمنحهم مايسد جوعهم ويسمح لهم ببناء أسرة ، وتنمو لديهم داخل هذه الحركات  نزعة التعصب الأعمى والتي تخلق لديهم - شيئاً فشيئاً - القدرة على إفناء الآخر  وإفناء أنفسهم.‏

لاشك أن نزعة  الرأسماليين للربح تمنعهم من أن يفكروا بمصير الأوطان بل ليس لديهم أوطان أصلاً ،  ولهذا لابد من سلطة تحملهم على تشغيل الجيل الجديد الشاب حملاً.‏

يجب أن تخضع  الرأسمالية لقوانين صارمة وإلا-فإنها إن أعطيت حرية التصرف - ستحرق الأخضر  واليابس.‏

فالرأسمالي  لايفكر بإنشاء حديقة للناس بل وإن نجح في إقناع الدولة في شراء حديقة سيفعل ليبني  على أرضها كازينو أو مطعماً.‏

الرأسمالي  لايفكر بالرياضة للشعب ، بل إنه قد لايتعصب لأي نادٍ رياضي ، بل قد يحسد الرياضي  على الملعب الكبير الذي يركض فيه ويتمنى لو أن أرض الملعب له ليقيم عليها مايشاء من  مؤسسات تدر الربح، يجب أن لانترك هؤلاء العاملين في القطاعات الرأسمالية عزلاً من  الحقوق ، وعزلاً من الإنسانية التي فقدوها عند صاحب الملك ، ولاسيما أن التحايل على  قوانين الشؤون الاجتماعية والعمل على أشده ، والعامل يرضى بهذا التحايل لأنه شرط من  شروط قبوله في العمل .‏

انتبهوا أيها  السادة ، لا تجعلوا مصير الناس في يد ثلة من مصاصي الدماء الذين لاوطن لهم أصلاً.‏

 

التعليقات

  1. Image
    هذه البلاد خريطة مرسومة فلتنهضي أيتها البلاد الجبارة .

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية