قالت الصحف

الدكتور أحمد برقاوي .. معايير التعيين في المنصب العربي

الدكتور أحمد برقاوي .. معايير التعيين في المنصب العربي

1635 مشاهدة

 

معايير  التعيين في المنصب عربياً

معاً على الطريق 

الثورة : 14123
الثلاثاء 19-1-2010

د. أحمد برقاوي

حدثني صاحبي - وكان من أصحاب القرار في تعيين الناس في مناصب  مؤسسات الدولة قبل عشرين عاماً فقال: حين كنا نتحاور - نحن الذين نملك قرار ترشيح  الناس - لشغل مناصب - في المؤسسات كنا نفتش عن أضعف الضعفاء. حتى يسهل علينا قيادته   ، ويعمل كل ما من شأنه أن يبقيه في منصبه.

فيظل المسكين  دائب العمل لإرضائنا ، منفذاً لما نطلب ولاشك أن هذا الشخص بما هو عليه من ضعف  وانتهازية - يحدث ضرراً في عمل المؤسسة لايصدقه عاقل .‏

ثم أضاف: ولكن  يحصل، أن نختار شخصاً رعديداً ثم نكتشف فيما بعد أنه على درجة عالية من الخبث ، حيث  يقوم بعد تعينيه بإقامة صلة وثيقة مع جهة أقوى من جهتنا فيستمد منها القوة ويقلب  لنا ظهر المجن .وتلك القوة الجديدة تمده بالمساعدة بعد أن أعلن لها الولاء المطلق.‏

المهم في الأمر   ، أن تعيين الضعيف أمر مطلوب من أجل الولاء .وهكذا يكون الضعف والولاء متلازمين.‏

إذ ينتصر معيار  الولاء. ولاء الضعفاء للأقوياء فيتشاجر الأقوياء على اختيار الضعفاء المواليين .‏

والأقوياء الذين  يتصارعون على اختيار الضعفاء هم ضعفاء، وهكذا تتولد جماعات الولاء بالمؤسسات من  الضعفاء. وتبدأ المناكفات والتآمر الخفي والوسوسة والدسائس ، وإذ المؤسسة تعيش مناخ  الحرب الخفية، وتضيع المؤسسة التي من أجلها صارت مؤسسة، وإذا ماانبرى أحد من الذين  يعيشون هاجس الوطن والعلم والكرامة للدفاع عن معايير موضوعية كالكفاءة والمعرفة  والنزاهة وقوة الشخصية صبوا جام غضبهم عليه.‏

إن السؤال الذي  يجب أن نطرحه جميعاً: هل نريد مؤسسة لتحقيق مصالح الناس والمواطنين ، أم نريد مؤسسة  لتحقيق مصالح هذا الفرد، أو ذاك؟‏

وليعلم الجميع  : إن مؤسسة لايقوم التعيين في وظائفها على معايير موضوعية ليست إلا نوعاً من الخيانة  الوطنية، الدولة الحديثة هي دولة مؤسسات الدولة ،وليست دولة مؤسسات ذاتية ضيقة.‏

بقي أن أقول  أمراً آخر مرتبطاً بالأفراد الذين يقبلون مناصب ليسوا أهلاً لها.‏

إن استاذاً  مساعداً يقبل أن يكون عميداً لكلية فيها أكثر من خمسين في مرتبة استاذ شخص متجاوز  بامتياز.‏

وسيكون موضع رفض  من زملائه.‏

إن شخصاً يعرف  قدراته الإدارية المتواضعة ويقبل أن يكون مديراً لهو شخص لا مبالي بامتياز .‏

إن شخصاً يعرف  معرفة اليقين تواضع مستواه العلمي ويرضى بل ويسعى لأن يتسنم منصباً علمياً في أعلى  المؤسسات العلمية لهو خطر على عمله ومؤسسته بامتياز.‏

وفي كل الأحوال  فإن هؤلاء يفضلون مصالحهم الذاتية على مصالح الوطن ، والوطن الذي يقبل بهذه الحال  أقل مايقال فيه إنه يدمر نفسه.‏

 

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية