قالت الصحف

الدكتور أحمد برقاوي ... مواطن أم زبون

الدكتور أحمد برقاوي ... مواطن أم زبون

1619 مشاهدة

 

مواطـــن أم زبـــون

معاً على الطريق
الثورة 14078

الثلاثاء 24-11-2009م
د. أحمد برقاوي

اعلم: أن الإنسان المواطن ليس هو الذي  يعيش في وطن، فمن النادر أن تجد كائناً بشرياً لا وطن له والذي لاوطن له،

إما أن وطنه قد  سرق منه كحال الفلسطيني الذي سرقت منه العصابات الصهيونية العنصرية النازية وطنه،  غير أن الفلسطيني أينما أقام ينظر إلى فلسطين وطنه الأصلي، أو أنه طرد وهاجر إلى  مكان ولم يحصل على صفة المواطن.‏

المواطن هو  إنسان ينتمي إلى دولة معلومة يكون فيها حاصلاً على الحق وشاعراً بالواجب، وتكون  مهمة الدولة الحفاظ على حقه والقيام بواجبه وتأمين الحد الممكن لسعادته وأمنه  الغذائي والروحي والجسدي. وتكون السلطة فيها ثمرة اختياره، سلطة تقوم بتلك المهام  الآنفة الذكر.‏

ولهذا فالمواطن  إنسان يحوز على كل انجازات العصر ويحتفظ بإنسانيته وخياراته الحرة ويكون خاضعاً  لقانون يؤمن له أعلى درجات الحرية دون إكراهه على أمر مناقض لإنسانيته.‏

وتأسيساً على  ذلك يمكن القول بكل اطمئنان إن العربي - اليوم -ليس مواطناً أبداً.‏

إنه زبون عند  سلطة قاهرة تأخذ منه دون ان تعطيه، أجل: الزبون ايها القارئ العزيز هو شخص لايمتلك  إلا صفة واحدة ألا وهي «الدفع» حاجة أو خاوة ليس إلا، والذي لايمارس الدفع حاجة أو  «»خاوة» فهو أقل من الزبون.‏

فعشرات الملايين  من الفقراء في الوطن العربي هم ليسوا زبائن عند السلطة، لأنهم لايستطيعون ان يؤمنوا  مايسد حاجاتهم، والسلطة ساهية عنهم، لأنهم غير موجودين، وعشرات الملايين زبائن  جيدون، يدفعون دون تأفف أو تمرد، بل يرون وطنهم عرضة للنهب وهم صامتون، يتضرعون إلى  المولى أن يخلصهم من حالهم.‏

إن السلطة في  الوطن العربي اشبه بقطاعي الطرق تمارس التشليح ليلاً ونهاراً، ولاينجو احد من  التشليح ابدا، وشلحه باللغة عراه، ولأن السلط العربية سُلط تشليح وترى الانسان  زبوناً فقد قضت على الفئات الوسطى قلب المجتمع، التي من شأنها ان تعيش حياة لابؤس  فيها ويكون لديها وقت كاف من الفراغ لتمارس نشاطها الاجتماعي والسياسي والثقافي.‏

إنك لتحزن عندما  ترى حال المعلم في الوطن العربي الذي تمتدحه السلط ليلاً ونهاراً ثم تشلحه ماعنده  من دخل، فيقوم بأعمال اخرى مناقضة لمهنته كي يسد أوده.‏

ولهذا يجب ان  يكون كفاح الانسان العربي اليوم كفاحا ينقله من حال الزبون وماقبل الزبون الى حال  المواطن.‏

ولعمري ان مجتمع  الزبائن لايستطيع مهما قام بالدفع ان يملىء فم السلطة الذي لايشبع أبدا.‏

فتخيل اذا  تحالفت السلطة مع الطبقة المستغلة من الاغنياء الجدد والقدامى على الانسان العربي  كما هو حاصل اليوم ؟‏

فإنهم لن يتركوا  له إلا مايبقيه على قيد الحياة فقط كي يظل زبونا.‏

 

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية