مواضيع للحوار

الدكتور جبار خماط حسن‏ العيادة المسرحية تجمعنا

الدكتور جبار خماط حسن‏ العيادة المسرحية تجمعنا

556 مشاهدة

‏الدكتور جبار خماط حسن‏ العيادة المسرحية تجمعنا

#الباتافيزيقا

#الفريد_جاري

#صاموئيل_بيكت

#العيادة_المسرحية_تجمعنا

احتدم الجدال وتقاطع التفسيرات بين العلمي والغيبي، إذ يجد أصحاب التفسير الديني بان كورونا من جنود الله الذين يريدون البطش بالجبروت العالمي، مهما كان هذا البطش ضحيته البشرية !

وهو ما تقاطع معه المنظور والتفسير العلمي، الذي يرى كورونا تطور جيني لفايروس كسر توقعات أثره السلبي، حتى امسى وأصبح رعبا عالميا!

 الكل متحير، فلا الديني اوقف زحف كورونا، ولا العلم بمختبراته، اوقف استهتار هذا الفايروس؛ الذي تمرد على علماء البيولوجيا الذين يعرفون خلطة الحياة وتطورها الجيني !

وهنا اجد لا الفيزبقي نافع ولا الميتافيزيقي في إيجاد الحل الناجع ، فلا الأسباب الطبيعية، ومعرفة الأصل الجيني الفايروس، قادرة على إيجاد اللقاح المناسب له، لأنه كما يقولون – العلماء - متحول وغير ثابت، كانه لاعب ماهر في الغش والاختفاء !

وهو ما يرفضه المنظور الميتافيزيقي الذي يرجع كل شيء إلى قوة لا ندرك قوتها ولا نحيط بها علما، لها أسبابها في نشر هذا الفايروس وانتشاره!

 ماذا نفعل امام هذه الحيرة ؟

هل تبقى البشرية في حظر دائم في بيوتها ؟!

ان قانون الحياة وتماثلها إلى العيش الكريم مع مقدار معقول من السعادة، تأتي من التنوع في البعد الاتصال والمعرفة ، اذ لو كان الحظر هو العلاج خوفا من ظهور حالة بيننا، فإننا نعتقد ان هذا الحظر سيبقى قائما ما دام الإنسان موجودا على ظهر هذه الأرض!

 لان ثمة احتمال - ولو بسيط - أن يظهر مصابا هنا او هناك ؟

هل تبقى البشرية في حظر دائم لأنها تخشى من الفايروس المجهري ؟ أليس هذا حل اوجدته المؤسسات الصحية في العالم كحل وقائي قاس، للتخلص من هجوم كورونا ؟

 فلا هو علاج يحمينا، ولا هو إجراء يحقق لنا الحرية بعد هذا الحجر والاحتجاز العالمي!

ولو نظرنا بالعين الملاحظة بالفهم والإدراك المعقول، نجد أننا نعيش مرحلة لا هي بالفيريقا ولا بالميتافيزيقا، بل امر بين أمرين، وهي الباتافيزيقا، التي هي علم الحلول الخيالية لأوضاع وحالات نعجز عن فهمها وادراكها،  نهرب منها بحيل دفاعية تصل حد الخيالية في عملها وتأثيرها، وإلا ما معنى أن يحجر جميع الناس في بيوتها، وتتوقف إشارات الحياة العمومية من أماكن ترفيهية وتجارية ومؤسسات ومساجد وكنائس ومطارات ومصانع ومسارح ودور سينما والقائمة تطول؟ !

اليس هذا عالما خياليا نعيش فيه في مرحلة كورونا؟

أليس ما نعيشه الآن هو اشبه بعرض مسرحي عالمي، شخصياته الفاعلة مجموعة من كائنات طبية منقبون بملابس بيضاء وخراطيم لتعقيم وتعفير جميع الأماكن الخالية؟

 أليس الجمهور هو ظاهر وغير ظاهر، يشاهد هذا العرض المسرحي الممل، من شرفات ونوافذ البيوت بانتظار انتهائه والخلاص من سجن أو محكومية الحظر العالمي؟

انه عالم باتافيزيقيا بامتياز، رحمك الله يا (الفريد جاري ) يوم ولدت ومت بالسل الذي كان منتشرا في وقتك على نحو لا يمكن الخلاص منه، أطلقت مسرحيتك ( اوبو ملكا ) التي ينتشر فيها الموت والجريمة والاستبداد، من دون معرفة الأسباب، ولا معرفة النتائج، لأنها لحظة جائرة من عمر الزمان الأحمق، قلت هذا العالم باتافيزيقي في أحواله التي لا تؤدي إلى الخلاص وانتهاء المشكلة، بل تسكين وتسويف لا ينتهي بحل ربما يأتي او لا يأتي!

وهو ما أكده أيضا لاحقا ، حفيدك الأسلوبي( صموئيل بيكت)، حين قال هذا العالم محض وجود لا معقول، في مسرحيته الخالدة ( انتظار كودو) الذي نرى فيها عالما معطوبا، وكأنها اطلال ما بعد خراب العالم، صورة للعالم ما بعد الحرب البايولوجية!

 لم يبقى من هذا العالم سوى شجرة ميتة، وشخصيات بلا ملامح. لا تعرف من تكون ولماذا هي هنا، وكيف يكون الخلاص؟

 يدور بينهم سؤال مركزي، هل يأتي الحل ؟

هل يأتي الخلاص؟

ربما لأننا ما زلنا في انتظار كودو ؟!