مواضيع للحوار

الدكتور حسن المنيعي  طفرات المسرح العربي الإبداعية فرضت تطورا موازيا للحركة النقدية

الدكتور حسن المنيعي طفرات المسرح العربي الإبداعية فرضت تطورا موازيا للحركة النقدية

1052 مشاهدة

الدكتور حسن المنيعي  طفرات المسرح العربي الإبداعية فرضت تطورا موازيا للحركة النقدية

القاهرة

رويترز: تحرير أمل أبو السعود

  

يرى الباحث المغربي "د.حسن المنيعي" أن المسرح العربي حقق في السنوات القليلة الماضية طفرات إبداعية كبيرة دفعت حركة النقد لأن تواكبه، فتراجع تيار النقد الكلاسيكي القائم على قراءة النص فحسب ليتقدم عليه تيار النقد العلمي المؤسس على القراءة الشاملة لكامل عناصر العمل المسرحي.

وأرجع "المنيعي" تطور العرض المسرحي إلى تطور أدوات العصر بمجالات الصوت والموسيقى والديكور والسينوغرافيا عامة.

وقال في مقابلة مع رويترز بالقاهرة " المسرح حقق طفرات بعيدة على مستوى الإبداع، فهناك تقنيات جديدة لا بد من معرفتها ومعرفة المصطلحات التي تحاذيها لكي تقوم بوصفها وصفا علميا دقيقا، في حين أن النقد الكلاسيكي يهتم أساسا بنص العرض".

وأضاف " الملاحظ الآن في التجارب الحديثة أن النص لم يعد يحتل المكانة الرئيسة في العرض بل التقنيات التي تقوم عليه من كشوفات جديدة خصوصا على مستوى السينوغرافيا التي تعد تجسيدا فنيا لبعض الرموز التي ينطوي عليها النص، وهذا يتطلب قراءة علمية ".

ولد "المنيعي"  في 1941 وتخرج في كلية الآداب والعلوم الإنسانية "بالرباط" وحصل على الدكتوراه من جامعة السوربون في "فرنسا".

أصدر نحو 20 كتابا عن الرواية والنقد والمسرح وله العديد من الدراسات والأبحاث والمقالات إضافة إلى ترجمة بعض الأعمال والإشراف على أطروحات جامعية.

وكرمه مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي في افتتاح دورته الرابعة والعشرين التي انطلقت في 19 سبتمبر أيلول واستمرت حتى 29 من الشهر الماضي.

وقال  المنيعي": " العرض هو الذي يفتح المجال أمام الناقد، لأن بإمكان أي شخص أن يقوم بقراءة ذاتية، لكن عندما يستوفي العرض الشروط التقنية الحقيقية يكون النقد في موازاته لكي يبلور الخطاب الذي قام عليه هذا العرض ".

وأضاف " هناك نقاد إخباريون يقدمون الخبر عن العرض ويقدمون إشارات إلى النص ومحتوياته، في حين أن هناك المتخصصين الذين يقومون بقراءة العرض اعتمادا على ما تشبعوا به من مدارس نقدية وعلمية. والناقد الآن يجب أن يكون قد درس إما في معهد فنون أو أن يكون باحثا جامعيا بالمعنى الحقيقي للكلمة ".

وعن العرض المسرحي المغربي (خريف) الفائز بجائزة الشيخ "سلطان القاسمي"  لأفضل عمل مسرحي عربي بمهرجان الهيئة العربية للمسرح مطلع هذا العام والمشارك حاليا في مهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي، قال "المنيعي": إنه عرض يرقى لمستوى الإنتاج العالمي كما أن مخرجته تعد أحد أبرز المسرحيين بالمغرب.

وقال " مخرجة العرض (أسماء هوري) هي من أهم المخرجين في المغرب، وسبق لها أن حازت على جوائز عديدة في مهرجانات. هي درست أولا بمعهد الدراما في "المغرب" ثم ذهبت إلى "السويد" ودرست المسرح والتقنيات الحديثة أيضا وكل العروض التي قدمتها هي في مستوى الإنتاج العالمي لأن عملها لا يقوم على الارتجال أو التحضير العشوائي وإنما يقوم على بحث دقيق قبل أن تصعد مع مجموعتها فوق الخشبة ".

العرض تأليف الراحلة "فاطمة هوري" شقيقة "أسماء"، وبطولة  "فريدة بوعزاوي" و "سليمة مومني" و "زينب الناجم" و "هند بنجبارة" و "هاجر كريكع" ويركز على مفهوم الجسد المريض في المجتمع ونظرة الناس إليه من خلال قصة امرأة تصاب بالسرطان فتتزعزع حياتها وتهتز علاقتها بمن حولها.

و(خريف) أحد ستة عروض عربية تشارك في الدورة الحالية لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي إلى جانب سبعة عروض مصرية و11 عرضا أجنبيا.