أخبار أدبية

الروائية زهرة زيراوي .. الفردوس البعيد..الفصل الأول من الروائة

الروائية زهرة زيراوي .. الفردوس البعيد..الفصل الأول من الروائة

1746 مشاهدة

الفردوس البعيد

                     الفصل الأول من الرواية

                                                         زهرة  زيراوي 

تتناول فطورها، كمن يملأ  ثغرة بعجين التراب، لقد ساقها الحلم باتجاه الماضي، باتجاه غرفة ضيقة بالطابق  السفلي، يتناثر عليها أثاث رث، لا يحجب تراب أرضها الرمادي الخشن بساط، أو حصير .كان كل شيء صدئا، و يوحي بفقر مريع.

عشرون عاما، ما تزال  الغرفة الضيقة الشاحبة تربض في خلايا الذاكرة

          جـدران  مخـــدوشــة كـظهـر سـمـكـة عجــوز

....................................................................

مع بداية كل المساءات،  تستحوذ برودة جافة، و تسمع أصواتا كالصفير المخيف. وترى كائنات صغيرة تعبر أرض  الغرفة الرمادية، ترتجف، و تعلو وجهها صفرة فاقعة. تضم يديها الصغيرتين إلى  صدرها، وتجمع ساقيها. تهدئ حليمة من روعها :

   لا تخافي هذه  عصافير.

  من يومها اكتسبت  العصافير مخالب

                         .....................................................

   ـ اسكتي وإلا  أعطــيـــنـــاك للـــغـــول

تسترجع ما بقي من نفسها  في هذه الأمكنة. لم تكن العصافير عدا فئران، ولم يكن الغول سوى امرأة. تسكن في  الغرفة المقابلة عندما يشتد بكاء نجمة ويتعالى صراخها، ترتدي تلك المرأة شوالا وتلبس يديها خفين تضعهما فوق رأسها وتقصدها محدثة ذلك الصفير المخيف.

 - لم كانت تبكي وهي في  الخامسة، كل ذلك البكاء المتواصل ؟

حتى اليوم يبدو لها ذلك  غامضا، وكأنما قدرها أن تبكي وكفى.

كانت ترى الغول فعلا . تراه وظله الذي يعكسه ضوء الفتيل الزيتي على الجدار المتآكل . تضع رأسها في صدر  حليمة وتنام محشوة بالرعب. وقد نفذت برودة  إلى كل عظامها .

حتى اليوم لا تعرف أبدا  لماذا أعطتها أمها لحليمة و هي في عامها الثاني

هل يولد بعض الأطفال  بإدانة ما ؟؟

هل شيء "ما" يسم وجوههم  الصغيرة فيخشاهم الكبار ؟...

كل ما تذكره أنه كان  بوجهها صفرة فوسفورية لا تنطفئ، ونظرة جد منكسرة.

تأتي بها حليمة أحيانا  إلى بيت درب السلطان. كانت الوجوه هنا في هذا البيت غير وجوه بيت حليمة، تلك  الوجوه الرمادية و المستطيلة.

الأثاث هنا باذخ غير ذلك  الأثاث الرث. هنا لا يوجد صفير الغول الذي يبدأ مع المساء. هنا مذياع "ماركة ريلا " موسيقى و ألحان

لم يكن أيضا الفتيل  الزيتي الذي يعكس على الجدار المتآكل هيئة الغول. هنا المصباح الكهربائي .

أي شيء يجعلها تستوحش هذا  البيت ؟..

  كانت تريد أن تردها  حليمة على عجل إلى الغرفة ذات الجدران المقشرة، إلى ظهر السمكة  العجوز.

....................................................................

هل هي في حاجة إلى الغول، الذي يأتي به الليل ؟

كأنها جزء من هذا الرعب  ..!  تحب الانتماء إليه ؟

لقد أدركت الآن، أن تلك  الغرفة القذرة و الضيقة ومع ما تحفره في داخلها من خوف، كانت أفضل  من نعيم لا تحس  بالانتماء إليه..  أنى لهم أن يحبوا !.. 

انقطعت السكينة لأنك  حاولت أن تتذكري يا نجمة

طفلة غريبة الأطوار، ذات  الطباع التي لا تأتلف مع طباع ذلك البيت الفرح..!!

   تذكر أن سيدة هذا  البيت احتضنتها في غياب حليمة مرة، ألصقتها بصدرها و قالت لها :

أنـــت ابـــنــتــي  أنــا، لــســـت ابـــنــة حـــلـــيــمـــة

    جزعت نجمة، و ظلت  تنتحب إلى أن جاءت حليمة و أخذتها معها   .  من المسؤول عن  يباس ما بينها و بين أمها   ؟                                                                  

هناك في غرفة حليمة كان  المساء يتقدم بجيوشه المخيفة و القاتلة. غير أنها إذ تلوذ بصدر حليمة تحس أن صدر  حليمة قادر على أن يهزم كل تلك  الجيوش، فتنام في صدرها.  وهنا، هنا معزولة، تقارع الوحدة، والخوف.

كانت في الصباح. في تلك  الغرفة الرمادية و الجرداء تصنع لها حليمة عروسة القصب و تؤثث لها عالما من الوهم ،  فتستأنس به .

وفي الليل أو عند بدء  المساء تركب ظهر حليمة فتغني لها :

نــيـــني يا  مـومـو        

    نيني حتى يطيب  عشانا      

  ولا ما طاب  عشانا          

يـطـيـب عــشا  جـيـرانا

لقد رأت ضوءا باهتا، و  رأت الغول يمد يده إليها، برغم أن صفير الغول كان يرتفع مرة مرة، غير أن نشيد  حليمة الليلي كان يقهره. اعتادت على هذه الضفيرة الليلية :

صفير الغول و النشيد  الشجي

   فجأة اقتلعوها من  حليمة. لا تعرف السبب. سيقت إلى بيت آخر، إلى أم ثالثة. إلى أم  اسمها خدوجة ، إلى مدينة  نائية .

مع الليل يأتي سعال  متواصل، فكانت ترغم على شرب ملعقتي زيت زيتون، بها قطرات من زيت قطران كل ليلة  للعلاج. استمر ذلك أسابيع أو أياما. لا تتذكر الآن بالتحديد. فقط ما تذكره هو  مرارة الدواء .

  فجأة نسيت المرض. نسيت  كل شيء لقد جاء والدها لزيارتها صحبة أخيها فجرت   نحوهما، و تعلق جسدها  الصغير بصدر والدها، فحملها إلى صدره، وعانقها، ثم نزلت عن  صدره لتعانق أخاها،  وليرافقا الوالد إلى صالة الضيوف. فتح الوالد حقيبته، و أخرج لها ما أحضره لها من  ملابس و حلوى، وهي تتفرج على ما أحضره لها والدها، كانت مرة مرة ترفع عينيها إلى  المتحلقين حولهم، و تحديدا تتجرأ على أن تنظر في عيني خدوجة كمن يتحدى، لقد تلاشى  الآن خوفها، نسيت دمية القصب، و انخرطت مع أخيها في لعبته، حيث حفرا معا في تربة  البهو الخارجي، وزرعا به حبات قمح، وبدءا يسقيانها من حين لآخر. ناظرين إلى  التربة كل حين، ينتظران أن تطلع سنابل القمح التي زرعاها هذه الظهيرة .

  هذه البهجة لم تدم، إذ  نودي على الأخ. لقد حانت ساعة الرحيل عنها. لم تخلف جراحات كل مساءات طفولتها  جرحا أعمق من جرح هذا المساء.

   تجري وحدها في أرض  خلاء. في هذه المدينة النائية. هناك كان المساء يتقدم بجيوشه المخيفة، والقاتلة.غير أنها إذ تلوذ بصدر حليمة تحس أن صدرها قادر على أن يهزم كل جيوش الليل فتنام، هنا في هذه القلعة الباذخة السرية و الممتنعة، كانت تحس أنها وحدها. الليل بدون  غول. بدون جرذان. بدون بوخنشة. ولكنها وحدها .

كانت حليمة تغني لها في  الليل فيهزم نشيدها الودود العذب الغول، والأجسام الرمادية الصغيرة، التي تتراكض  أسفل السرير .

   أم ثالثة  ومزق من  وجوه أخرى

   وغول آخر في بيت آخر

   في مكان آخر بعيد هذه  المرة .

هل قدرها  أن تنتمي لهذا  المثلث المجهول ؟ 

عليها أن تركب قطارا في  كل مرة يطوح بها في جهة من جهات الأرض.

هنا حيث طوح بها القطار  هذه المرة كان البيت كبيرا، ومترامي الأطراف، يكتنفه كثير من الغموض، نساء  كثيرات يجتمعن في الصالة الكبرى. ترص كؤوس الكريستال، وصحون البقول، والأباريق  النحاسية، لم يكن بهذا البيت عدا رجل واحد. ستعرف فيما بعد أنه أخ  صاحبة البيت خدوجة  .

   كانت لعبة القصب هي  التي تشغلها عن التفكير في هؤلاء النسوة، وعن ما كان يلح عليها من حين لآخر :

   لماذا كن يغلقن عليهن  باب القاعة الكبرى ؟..

   و ماذا في الأباريق  النحاسية ؟..

   ولماذا يقهقهن عاليا   ؟..

   وما الحفلات السرية   الممنوعة هي من مشاهدتها ؟

تصرمت ساعات ذلك الليل  السري و الطويل......

آه، لو رأت حليمة  ! ...وغول حليمة !...

كان هذا هو الشوق الذي  يملأ صدرها: أين حليمة ؟...

لماذا سفروها بعيدة عنها   ؟...

ذات مرة قالت لها هذه  الأم الثالثة لقد أخبرتني طيور الخطاف التي تسكن هذا البيت أنك اشتقت لحليمة. إياك...

حدقت بعينيها الجليديتين في  عيني الطفلة التي لا يتعدى عمرها الست سنوات. جزعت نجمة، و تداخلت في بعضها البعض .  هي تعرف أنها لا تستطيع أن تصد قلبها عن حليمة، و عن غرفة حليمة...

الغول هنا في هذا البيت  الكبير سري، بإمكانه أن يدخل إلى صدرها، وأن يعلم ما تقوله لنفسها . أو  لحليمة.

اشتاقت مرة لحليمة. أن  تسألها عن عروسة القصب، وعن حتى الغول الليلي. ستجري نحو  دهليز مظلم، كان معدا  للتموين. تدلف إليه. و تستسلم للحلم. تكلم حليمة، و تضحك في سرها. كانت تعتقد  أن طائر الخطاف الذي حدث المرأة بأمرها. لا يستطيع أن يدخل هنا. ولن يعرف ما يدور  داخل الصدر الصغير.  هنا لا توجد طيور الخطاف .

هكذا اعتادت أن تهرب  باتجاه حليمة كلما اشتد بها الشوق. و أن تسأل:

من غول حليمة ؟؟

  ستعرف  فيما بعد أنه  مجرد امرأة تسكن في الغرفة المجاورة لغرفة حليمة. كانت ترتدي شوالا وتحمل في  يديها نعلين لتجعل منهما أذني غول. وأن المرأة كانت تفعل ذلك لأنها تبكي مع حلول  الليل،  كانت تبكي دونما سبب واضح .

الغول هناك  ليس إلا   شوالا تلبسه المرأة و تركب له أذنين.

في هذا البيت الغول هنا  في داخلها.

حتى ولو أعطي لها طبق  لذيذ أو حلوى الملفي التي كانت تشتريها لها حليمة في أيام نادرة.

الآن مجرد  منة عبثية  لا جدوى منها. لقد  اقتلعوا منها لذة الاشتهاء

*    *     *    *    *    *

   لا تذكر كيف أعادتها  أمها إلى البيت الأصلي الذي خرجت منه. إلى الأب، إلى الأخ الوحيد الشقيق .

ترى شجرة التوت على ناصية  الزقاق الضيق. ترى البيوت لصق بعضها البعض، الأطفال يتراكضون. تجري خلف أخيها،  يجري خلفها، يتسلقان معا شجرة التوت العتيقة و السامقة، يقشران لحاءها. ويضرب   كل منهما الآخر باللحاء،  في فصل الربيع يأكلان التوت الأحمر، تكون أكثر سعادة. هناك كسر الزمن  في طفولتها  أشياء كثيرة إلا أخاها ظلت تتعلق به.     

                 ....................................................

  تسير نحو ذلك الماضي  البعيد. تتذكر ما كانت تحكيه الأم

    عاشت أمها في الشرق  أميرة تتنقل في سهوبه  ولياليه: المدينة المنورة، حلب، دمشق، بيروت، القاهرة،  فلسطين. ثم أسفار مخيفة

سفر برليك قائم في ذاكرة  أمها  .لم تكن في الأول تعرف ما  كانت تغنيه أمها عندما تجلس في ركن قصي إلى ركوة القهوة الشرقية :

مـــت، وغمضت  عيوني

أهــــل الدار  يــــامـــــــــا

                 ما  رادوني

قالـــــــوا :               

            يرحم  الترابــــا

الحرب العالمية هي التي  كسرت حلم عودة أمها إلى الشرق..................

..........................................................................................

       
 
 
 

لكن هل تعرف أمها ما  كسرته بداخلها هي ؟..

       لماذا دفعتها من  رصيف إلى رصيف ؟..

       لمــاذا أهــل  الــــدار يامــا ما رادوها ؟..

                      قالــوا : يرحم الترابــــــا !..

  أسئلة غامضة ظلت طيات  نفسها. لم تقلها لأحد.

  لقد عاشت وفق مشيئة  الإبعاد، و الإدانة المستترة، والغير المبررة، وكانت عتبات نفسها  الداخلية   متآكلة ومهترئة وكانت في حاجة لمن يشعرها أنه يرغب في أن تكون إلى جانبه .

هذه المتعة نالتها فعلا  . ليس اختيارا بل جاءت هكذا عرضا.

خاطبها الصوت الخفي الذي  فيها

افرحي !... يا  نجمة  لك  أخ ستلعبين معه في ساحة البيت الكبير .

هـل سـتـبـقـى لـوقـت  طـويـل مـعـه ؟...

في هذا البيت أيضا كان  كثير من الحذر يستولي عليها. إلا مع أخيها، كانا يتخاصمان كندين. ثم ينسى كل  منهما ما قام به الآخر، و ينخرطان في مرحهما اليومي.

    والدهما كان مهيبا  . لا يقتربان منه . إلا عندما يطلب منهما ذلك. أو يرغب في أن يجلسا إليه. ومع ذلك،  لم تكن هي تخافه. كانت تخشى أمها، تخشى قطار التسفير  .

    تعرف أيضا أن أمها  تخبئ غابات من حبها لأخيها وأنها هي لا تملك في تلك الغابات سوى ركن  قصي.....وبعيــد. و مقعد في قاطرة، قطار يسفرها أين ما أرادوا ...، قد ينتظرها  رصيف آخر، ناء و مجهول

  - هل يولد بعض الأطفال  بإدانة  "ما" ؟

  - هل شيء  "ما"  يسم  وجوههم الصغيرة فينبذهم الكبار ؟...

تعرف أنه كان لأمها ولدان  قبل أن تولد هي : حميدو، مات في عامه الخامس فجأة، زبزارة – هكذا كانت تلقبه أمها  كان شعره أشقر مجعدا مات زبزارة دون عامه الأول.

هي جاءت بعدهما. ثم جاء  أخوها بعدها بعام.

    هل أفسدت على أمها  نكهة أن يأتيها طفل يعوض حميدو، وزبزارة ؟

الطفلة المولودة بلا رغبة  . أو الطفلة التي سرقت أخاها في الطريق. أخفته في جهة "ما" من الرحم و نزلت إلى  الدنيا دون أن تستشير الأم، خرجت محتجة صارخة  و دون مبالاة.  

أليس عليها أن تدفع ثمن  الخطيئة ؟

             ...............................................................

   هذا الصباح كانت  السماء صافية، تحلق فيها أسراب طيور الخطاف، طيور جميلة تحت شمس وليدة. لم تخفها  الطيور الآن. كانت ترفع عينيها إليها كمن يراها أول مرة و تبتسم. ما الذي تغير؟؟.... إنها هي طيور الخطاف. لكنك كنت تخافين منها .

هل صحيح أنك الآن أصبحت  تحبين طيور الخطاف يا نجمة  ؟؟

       مدينة لأمها أن  أعادتها إلى البيت لقد أدركت الأم في الأخير أن الطفلين ينبغي ألا يظلا  منفصلين،   أخوها الآن بجانبها  . سيلعبان سوية في ساحة الزقاق حيث شجرة التوث العتيقة . لم يبق على عيد الفطر غير  يومين . سيجتمع أطفال   الزقاق هذه الليلة بعد  المغيب ليلعبوا جماعات ،  وسيوزعون الألعاب فيما بينهم : المسابقة بعيدان القصب،  "ديني فري" أو الجري السريع، و جماعة اكتفت بالمشاهب  النارية الهائلة التي ستنير  ليلا الزقاق كله.

أغدق عليها العيد هذا  الفرح الذي لم تكن تنتظره.

مضى نهار العيد بوجبته  المنعشة والملابس الجميلة التي ارتداها كل منهما وقد حرك فيها سعادة لم تعشها من  قبل.

ما كاد يأتي المساء حتى  بدا أخوها يشكو ألما في عينيه و يحكهما و يبكي من حين لآخر .

حضرت الأم ضمادا تصنعه من  عصير عشبة  الحبق وماء الزهر، وبياض البيض . ومددت

ابنها على السرير . ثم  وضعت على عينيه  الضماد . وما كادت الأم تغادر غرفتها حتى نزعت نجمة الضماد و حطت  عينيها على عينيه بقوة و بدآ يتضاحكان . كانت تريد أن تمرض كأخيها بالرمد حتى تحظى  برعاية أمها.

   لماذا كانت هي ترغم   هناك على ابتلاع قطرات القطران المر التي لم تخلف أي شفاء عدا  مذاقا مرا في الحلق   ؟؟

الآن تحاول أن  تنســـى

بدا القمر من نافذة  غرفتهما سافرا يتدفق ضياؤه على أرض الغرفة. كأنه يشاركها فرحة هذا اللقاء، أسندت  رأسها إلى صدر أخيها و طوقته بذراعيها الصغيرتين لقد غابت  الآن كل أحزانها، لكن  ظل  يستبد بها قلق غامض.

تفرح الأم لهذه الألفة  التي تسري بين صغيريها أدركت أن الطفلين ينبغي ألا يظلا منفصلين عن  بعضهما.

دخلا صباح هذا الإثنين  إلى المدرسة معا.

هل الحياة بعد اليوم لن  تبقيهما على الخط التناظري

هــــــــــي  / هـــــــــــــــم 

 

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية