أخبار أدبية

الروائية لميس بلال في ملتقى بانياس الأدبي

الروائية لميس بلال في ملتقى بانياس الأدبي

1812 مشاهدة
نسيمات البحر تعمد اللقاء المتجدد في مركز ثقافي "بانياس" بكثير من الود ، فكيف إذا كان هذا اللقاء مع أديبة لها من الفضل الكثير في تأسيس هذا التجمع من أصدقاء مركز ثقافي "بانياس" ، ليأخذ شكل ملتقى نصف شهري ينعقد في صباحات يومي السبت من كل شهر .

ومع الذكرى الخامسة لتأسيس الملتقى كان لقاء هذا السبت 29 حزيران 2013 مع الروائية ( لميس بلال ) لتنسم الكثير من الجمال في روايتها الثانية ( إذا سورية سألت ) الصادرة هذا العام عن "دار بعل بدمشق" ، وكان أن سبقتها روايتها الأولى ( الزمن المؤنث ) الصادرة عام 2010 عن وزارة الثقافة السورية .
لقاء أداره باقتدار القاص "علي الشاويش" الذي رحب بادئ ذي بدء بالأصدقاء الذين جمعتهم الكلمة وألف عشقها بين قلوبهم ، فصارت الصداقة هي الأسمى والأنقى ، ومهنئاً بالذكرى الخامسة لتأسيس الملتقى ، ومرحباً على وجه الخصوص بالأديبة الضيفة المهندسة "لميس بلال" ، ولم يكن هناك من داع لتقديم تفاصيل تتعلق بها ، وهي أشهر من أن تعرّف لدى الجميع .
وبدأت الآراء المدونة بالتهافت .. بدأها الشاعر "علي سعادة" بكلام هو قطعة أدبية بامتياز ، محاولاً أن يقدم رؤيته في الرواية فتساءل عن هوية الرواية التي أجابته على لسان طلاسم "إيليا أبي ماضي" ( جئت لا أعلم من أين ) وماذا تريد الروائية أن تقول ..؟ واعتبر النص متعِب ومتعَب ومرهِق ومرهَق ، نص أراد أن يقول كل شيء دفعة واحدة ، فلم يفلح في قول شيء محدد .. وختم ورقته معلناً أن الرواية هي مشاريع روايات ، وأن شخصية ( ليليث ) الأسطورية أعجبته معتبراً أنها أنقذت ما يمكن إنقاذه من سفينة الرواية الغارقة في تفاصيل الواقع وأن قدرة الروائية على اختيار أسماء شخصياتها ذات الدلالات الإسطورية والدينية أعجبته أيضاً .
واعتبر القاص (جعفر نيوف ) في شهادته المكتوبة أيضاً أن الكاتبة اتكأت على شخصيات تمحورت بين اليقظة والذاكرة وأن الشخصيات لم تواكب الأحداث ، فقد ضيعت الحدث واهتمت بالشعور الداخلي .. وقد حاولت الكاتبة الربط بين زمنين فسقطت الشخصيات الأسطورية . كان بإمكان الكاتبة الإستغناء عن الحشو وقد استنزف سردها لأحداث آنية عنصري التشويق والموضوعية ، كما تشتت القارئ بسبب تشعب الأفكار وقد أساء تدخلها المباشر في الأحداث للرواية وكان عليها التدخل بشكل موارب .
واعتبر ( رزق الله ابراهيم ) أن الكاتبة استخدمت الجري السريع للأفكار ، إذ أنها لم تستقر على شاطئ ، كما انحدرت إلى السرد البسيط ، ولم توفق في استحضار التاريخ ، ولم تجب على سؤال الرواية الأهم ( إذا سورية سألت ) . وأضاف أن هناك إرهاق يتعرض له القارئ في قراءتها ، وأنها غفلت عن عذر المثقف اليوم ، مشيراً في النهاية إلى اللقطات الشعرية في الرواية ، مستشهداً ببعضها .
القاص ( محمد عزوز ) اعتبر جديد الكاتبة أكثر نضجاً بعد استفادتها من ملاحظات وجهت إليها في عملها الأول ، لكنه لم ينف تعب القراءة في طرح أسطورة ( ليليث ) بهذا الشكل في الرواية ، ورغم إعجابه المعلن بعالم "ليلى الكوسا" و "سامر" و "غيث" و "يمان الفخري" و "ابنه عمران" أشار إلى أن أجواء الحرب على سورية بدت مقحمة في الرواية ، وتمنى لو أنها حذفتها وأعطت للرواية عنواناً آخر ، كما أشار كمن سبقه أنها لم تجب على السؤال الأهم ( إذا سوريا سألت ) . وعاد وأشار إلى ثقافة الكاتبة وشاعريتها وأثنى على عامل الشغف الواضح في أغلب فصول الرواية .
واعتبر الشاعر "مجد ابراهيم " أن الكاتبة أجادت الإنتقال من الواقعي إلى الأسطوري وأنها بنت أسطورة على أساطير وأن الأسطورة تحسب للرواية وليس عليها ، وأكد أن في الرواية إعلاء لشأن الأنثى وأن هناك مقاطع شعرية واضحة في الرواية مستشهداً ببعضها .. وفي النهاية جسد إعجابه بالرواية عبر أبيات شعرية جميلة له .
وكان لعضو الملتقى " نوفل عليان " رأيه في أن هذا النص الروائي يمتد إلى ما لانهاية .. وأنك يمكن أن تبدأ من أي جزء في الرواية ، اهتمت الكاتبة بالمكان وسخرت له لغته الخاصة ، كما لونت الزمن ورسمته ، وهذا في صالح الرواية . ولكنها أكثرت من الوصف وقد تزاحم في النص كل شيء .
وقد عنون القاص "علي الشاويش" مشاركته بـ ( كمين الذاكرة ) معتبراً فيها أن الكاتبة تخلت عن التفاصيل لصالح الصورة العامة وأن الرواية تنسجم مع الفن الروائي في الإستعادة ، أما الأحداث فقد جاءت بشكل إخباري عادي . النهاية الإنتحارية لشخصية ( زارا ) ملفتة للإنتباه .. ولم ينس أن ينوه بجمال البناء السردي المعالج بطريقة السيناريو .. وقد أخذتنا الكاميرا من مكان إلى مكان .
عضو الملتقى السيد " أحمد الشبلي " أعلن في شهادته أن هناك ارتباك واضح في النص من خلال كم المعلومات الذي لم يوظف فنياً ، وأن المعلومات عرضت بشكل أشبه بنشرة أخبار ، وتمنى لو أنها حذفت بعض المطولات لكان الوقع أجمل .
ثم أتيحت الفرصة للمشاركات الشفهية .. فأعلن " خليل شعبان " أن هناك تسرع واضح في الرواية بينما سمتها " سمر عبد الرحمن"قفزات أساءت للرواية وتمنت على الكاتبة لو أنها اقتصرت على الأسطورة في موضوع روايتها ، وأصرت "غانده محمود " أن في الرواية إضافات وحشو كبير وأن الرواية أتعبتها .
أما "فيصل ابراهيم " فقد اعتبر أن الكاتبة استحضرت الأسطورة برؤية حديثة وأن هناك أزمة سرد ، المشكلة في طريقة الدخول إلى التفاصيل .
واعتبرت " ندى العلي " أن التفاصيل كانت ممتعة ولغة الفلسفة جميلة ، الشخوص لم تكتمل باستثناء شخصية " ليلى الكوسا" ، السياسة مقحمة وهذا خطأ واضح ، حتى في الأسطورة أنا لم أر "ليليث" الرافضة المتحدية للرجل ، كان هناك "ليليث" أخرى .. ثم أثنت على الجهد المبذول .
ثم أتيحت الفرصة للكاتبة الضيفة للرد على مداخلات الحضور فبينت وباختصار : بدأت بكتابة هذه الرواية عام 2005 وانتهيت منها عام 2012
حرصت على تجنب الحكائية ، وتعمدت التعب ، والحالة كما أوردت حالة انهدام وخواء .
"ليليث" رافضة وهي نفسها في قصص الخلق الأخرى وأنا بدأت "بليليث" وانتهيت "بسورية" .
أما السؤال ( إذا سوريا سألت ) فهو أزلي قديم قدم "سوريا" .
"ليلى" شخصية مكتملة في الرواية كما أوردتم .
كتاباتي مشهدية وأنا أعشق السينما .
وأنا أقر بما وجه لي من ملاحظات حول إخبارية الموضوع السياسي والمطولات فيه .
وفي فقرة الرأي بالرواية في كلمة واحدة حضرت عبارات مثل ( يكفينا أن نقرأمشاريع روايات – زواج بين الأسطورة والعقل – لم يعجبني العنوان – التعب الجميل – إعادة إنتاج الأسطورة – السؤال لم يزل مستمراً).
وقامت بعد ذلك الأديبة لميس بلال بتوقيع النسخ الموزعة على أعضاء الملتقى ، تسبقها ابتسامتها وبهاء حضورها .
وغادر كل منا ، وقلبه معلق بهذا المكان الذي تآلف فيه الود والكلمة وبعض الفرح .. فرح صار حلمنا الصعب في زمن فيه من الدموع الكثير الكثير ..

محمد عزوز
30
حزيران 2013

سننشر تباعاً شهادة الأديبين ( علي سعادة – محمد عزوز ) ونأمل من باقي الأصدقاء نشر ما يتوفر لديهم من شهادات

محمد عزوز

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية