أخبار فنية

السهرات  الرمضانية بعاصمة المكرة

السهرات الرمضانية بعاصمة المكرة

1669 مشاهدة

السهرات  الرمضانية بعاصمة المكرة

لعبة الزواج ... فرجة وحكمة

    

       في باب إحياء الليالي الرمضانية لسنة 2010 ، انفتح المسرح الجهوي بسيدي بلعباس على العرض المسرحي " لعبة الزواج"  للمسرح الجهوي لوهران " عبد القادر علولة" للمخرج " غوتي عزري".

        العرض المسرحي صور يوميات عائلتين برجوازيتين لكل منهما نمط حياتي معين ، ويجمع القدر بين العائلتين ليكون الهدف المصاهرة ، وبما أن الفتاة المدللة " سيلفيا" ترفض مبدأ الزواج حاليا إلا أن إصرار الوالد وتشجيع الخادمة " ليزات " للفكرة يضعها في موقف حرج وتضطر للموافقة المبدئية بعد نسج خطة جهنمية  من شانها كشف القناع عن الزوج المستقبلي المدعو " دورنت" ليحدّد الزمن باقي المفاجآت .

     وبين مدّ وجزر يأتي اليوم الموعود أين يقرّر " دورنت" القيام بزيارة لعائلة صهره

" أرقون" لاستغلال الفرصة والتقرب أكثر من الزوجة المستقبلية " سيلفيا" ، وفي قالب فكاهي هادف تتصاعد الدراما لتكون المفاجأة وتأخذ سيدة البيت " سيلفيا" دور الخادمة

" ليزات" والمثير للاهتمام أن السيد " دورنت" بدوره" خطط لنفس الفكرة ولبس دور الخادم " أرلوكان" ، وفي تبادل الأدوار تنعكس الأحداث ويتم التقرب بين الخادمين المزيفين اللذين هما في الأصل الزوجين المرتقبين ، في حين الخادمين اللذين تحولا الى سيدين في ظرف قصير بناء على الخطة المرسومة هما الآخرين ينجرفان مع التيار ويقع كل منهما في حب الآخر ، فالشابين المتنكرين في دور الخادمين تتوطد بينهما العلاقة ويقع كل طرف في غرام الآخر وهنا يصعب البوح بالحقيقة التي تتطلب الجهد وضرورة الإقرار، إلا أن الانجراف الذي حدث يفرض على الشاب المتنكر الذي هو في الأصل السيد " دورنت" على الإقرار بشخصه أمام السيدة " سيلفيا" معتقدا أنها الخادمة ، وفي تصاعد الأحداث

   تسقط جميع الأقنعة ويتم الاعتراف بين الأطراف الأربعة، لتكون الصراحة أساس بناء العلاقات، والحب كعاطفة إنسانية لا تحكمه لا حواجز اجتماعية ولا فوارق طبقية  لأنه عاطفة أسمى من شأنها زرع الابتسامة وإحياء القلوب الميتة ، لتكون " لعبة الزواج" من بين الألعاب التي نجحت ولمّت شمل بعض الأطراف.  

        وفي باب ليالي مونولوج رمضان ، ودائما مع المسرح الجهوي لوهران " عبد القادر علولة" كان جمهور المكرة على موعد مع عرض " لاّه لا يزيد أكثر" للمؤلف

" بوزيان بن عاشور "   وإخراج السيد " عز الدين عبار" مع تقمص أدوار المونولوج للممثل المحترف " أحمد بن خال " ابن عاصمة المكرة .

      " لاّه لا يزيد أكثر" عرض ترفيهي تطبعه الاحترافية في الطرح والتعامل مع القضايا المطروحة التي وفّق الشاب " أحمد بن خال" في توصيلها الى جمهور عاشق للركح تواصل مع العرض واستنتج أن في الضحك حكمة وعبرة .

     المونودراما التي صورت شخصية " قادة بوجلال" كانت أنموذجا لكل شاب طموح يكد في الظفر بمنصب يليق بمقامه لاعتلاء درجات السلم الاجتماعي بمميزاته المعروفة ، إلا أن كدّه لم يشفع له حيث سلك كل الاتجاهات وجرب كل الطرق الملتوية لتحقيق الشهرة لكن لا حياة لمن تنادي في زمن طغت عليه الأنانية

وشمّع بأصحاب الجاه والمال والمصالح الذاتية.

    في سعيه ذلك وفي بحثه عن الاستقرار والصفاء الروحي والنفسي بقي حبيس أحلامه وأوهامه، فعدّ رقما إضافيا في قائمة المعاناة الاجتماعية والإنسانية، فكان " قادة بوجلال"

ضمن الأعداد التي بقيت ولا تزال حبيسة العبث الاجتماعي والتعسف الانساني  ، فكان خوض غمار التجارب السبيل الوحيد والمنفذ للخلاص ، فطرق كل الأبواب ومع ذلك لم يبتسم له الحظ فضاع ضمن التجارب .

ليعدّ " قادة بوجلال" رقما ضائعا ورجلا متوهما في عهد اللامبالاة والتحيز الاجتماعي ، لذا فان " لاّه لا يزيد أكثر" حمل العديد من المزايا الإخراجية والطاقات التمثيلية التي وفّق الممثل " أحمد بن خال" في تقمصها وطرحها على الرّكح .

بقلم : عباسية مدوني – سيدي بلعباس- الجزائر.

 

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية