قالت الصحف

السيدة ديانا جبور .. أول الغيث .. لكن شقوق القحط عميقة

السيدة ديانا جبور .. أول الغيث .. لكن شقوق القحط عميقة

1657 مشاهدة

 

أول  الغيث .. لكن شقوق القحط عميقة

معاً على الطريق 

الثورة : 14133
الأحد 31-1-2010م
ديانا جبور

لم يصل إلى الشعب الأمريكي أكثر من عُشر الفظائع التي ارتكبت  ولاتزال ترتكب بحق الشعب الفلسطيني في غزة ،منذ حرب إسرائيل عليها قبل عام إلى حصار  التجويع والإفناء العنصري الحالي،

ومع ذلك فقد  تخرش سطح إجماع السياسيين الأمريكيين ووجه قرابة ربع أعضاء الكونغرس رسالة إلى  الرئيس الأمريكي يطلبون إليه عبرها التدخل لتخفيف المعاناة الإنسانية غير المتقطعة  لسكان القطاع.. فهل نستطيع استخلاص بعض العبر والدلالات والآفاق؟‏

التغير يخدمنا  وإن لم ينطلق من غيرة إنسانية خالصة علىأبناء جلدتنا ، لأنه تأسس على قاعدة أن كثرة  الدلال مفسدة يحرق الطبخة ويقلب الطاولة ، وأن بعض التوازن في أداء الدولة العظمى  سيعيد الاعتبار إلى العمل السلمي والديبلوماسي فلا يحتكر«العنف» فاعلية المشهد  السياسي الفلسطيني.‏

لكن ماتقدم  لايعني تجريد المبادرة من إيجابياتها لأنها تدل على أن ما كان أصواتاً خافتة خجولة  أو خائفة، مبعثرة وضائعة ، قد زاد وتعدد فاكتسب قوة وشرعية دقت ولو مسماراً قد يخلق  ثغرة وقد لا يتجاوز تأثيره الناحية الشكلية، وهو ماتحدده قدرتنا كعرب على التقاط  لحظة تحول تاريخي ، من الممكن أيضا أن يؤدي تضافر الجهود إلى تحويلها إلى تيار ،  لكن من الممكن أيضا أن لم نحسن التعامل معها أن تبقى حرفا ضائعاً في صفحات  التاريخ.‏

لقد صحا جزئياً  ضمير البعض أو الربع إن شئنا الدقة مقابل عُشر حقيقة ماجرى في منطقة يتم تصويرها  علىأنها«غيتو» أو إمارة للتطرف الإسلامي ، وهذه حصيلة مقبولة ومبشرة أخلاقيا رغم  سياسة التخويف تجاه الإسلام والمسلمين وحشرهم في خانة الأعداء الحضاريين  والوجوديين.‏

وسؤالي على أي  صورة قد يعود علينا الراجع الغربي فيما لو أحسنا التسويق الإعلامي لجراحة إسرائيلية  يومية لكنها تستأصل أجزاء صغيرة ستصفع العالم إن استمرت على هذه الوتيرة بحقيقة  تهويد القدس، من دون حقبتيها الأهم، أي المسيحية والإسلام.‏

هل ستبقى كما هي  علاقة ربع التأثر إلى عُشر حقيقة ماتتعرض له القدس يومياً، وكذا باقي مناطق الضفة  ومدنها من حملة تهويد عنصرية، أم أنها - وهو الأرجح - ستزيد إلى النصف، وربما تنقلب  كفة الموازين إلى مصلحتنا.‏

جروحنا عميقة  ومابدأ يصل إلينا من صحوة الضمير الغربي قليل لايتعدى قطرات ، فلنستمطره بغزارة  أكبر .

 

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية