حوار مع مبدع

السيدة ديانا جبور .. مديرة التلفزيون العربي السوري في حوار مع موقع عكس السير

السيدة ديانا جبور .. مديرة التلفزيون العربي السوري في حوار مع موقع عكس السير

3135 مشاهدة

 

مديرة التلفزيون السوري السيدة "ديانا جبور"

 لـ  عكس السير:

علاقتنا مع القنوات الخاصة تنافسية وتكاملية

و نطمح لتحقيق هامش أكبر في  نشرات الأخبار

الاربعاء - 15  تموز - 2009 

من محررة إلى مسؤولة صفحة إلى كاتبة  زاوية يومية  فرئيسة للقسم الثقافي ومن ثم أمينةً للتحرير في جريدة الثورة  فمديرة  للتلفزيون العربي السوري منذ عام /2005 / هكذا تدرجت ديانا جبور في عملها الإعلامي  مثبتة أن المرأة السورية عندما تتسلح بالثقة والإيمان يمكنها تحقيق الكثير ، خريجة  معهد الإعداد الإعلامي لعام /1982/ وخريجة كلية الحقوق عام /1986/ ، لديها مجموعة  مهمة من السيناريوهات (معزوفة زوجية،جليلة، شجرة حياة...) والإصدارات (القضية  القومية في السينما السورية) .

كما شاركت في إعداد وتقديم عدة برامج  تلفزيونية مثل طيب الكلام ومجلة التلفزيون ، متزوجة من المخرج باسل الخطيب ولهما  ابن اسمه مجيد ، كثيرة هي الأسئلة التي جالت  في خاطري وأنا في طريقي إلى الهيئة  العامة للإذاعة والتلفزيون لألحق بموعد حدد من يومين ضمن مجموعة كبيرة من المواعيد  التي ملأت دفتر مواعيدها ومدة قدرها نصف ساعة لهذا اللقاء الصحفي مع احتفاظي طبعاً  بحقي من الوقت الإضافي الذي أتوقع الاستفادة منه مستثمراً طيبة قلب تلك الإنسانة  التي ما أن وصلت إلى مكتبها حتى بادرتني بالترحيب والضيافة ، وكان لعكس السير هذا  الحديث الدافئ مع مديرة التلفزيون العربي السوري  .

تكاملية وتنافسية  هي العلاقة بين التلفزيون السوري وباقي القنوات الخاصة

*دراما هي قناة  تلفزيونية جديدة ما هي مسوغات إحداثها وأهداف بثها ؟

**طبعا كما تعرفون بان أية صناعة وطنية  تحتاج إلى حماية وأشكال هذه الحماية تتفاوت وتتعدد وبما يخص صناعة الدراما أهم شيء  للحماية هو أن تجد سوقاً محلياً ، فمثلاً السينما الهندية تغطي رأس مالها وتربح من  داخل الهند وكذلك الحال بالنسبة للسينما المصرية وكذلك الحال المسلسلات ، فأي صناعة  منتشرة تتمتع بقدر ملحوظ من الجماهيرية ، وهذا يأتي على الأغلب بعد أن تكون قد  حققت  حضوراً وانتشاراً وأمنت أرباحها وضمنت بأنها تستطيع أن تعبر بصوتها الخاص عن  مجتمعها الخاص بنبرتها الخاصة ، وحماية صناعة الدراما الوطنية لا بد أن يتحقق عبر  قنوات عرض تؤمن معادل مادي يحمي صناع الدراما ويحقق لهم حدا ما مقبولا من العائد  وبالتالي من استقرار واستقلال هذه الصناعة ، وجاءت قناة الدراما لنستطيع شراء أكبر  عدد ممكن من الأعمال الدرامية وهذا تم بتوجيه من السيد الرئيس بشار الأسد .

*ما نوع العلاقة  بين التلفزيون السوري وباقي القنوات الخاصة، أهي تكامل أم  تنافس؟

** العلاقة هي تكاملية وتنافسية بآن  معاً ، أنت لا تتكامل مع شخص قبلك أو تجاوزك بكثير وإنما تتكامل مع شيء  يشكل الضفة  الأخرى من سكة الإعلام ، والتنافس صحي لان قياس الجودة يكون دائما عبر المقارنة  بالآخر ، ودون هذه المقارنة يكون هناك حالة ركود ويكون السقف بالتجديد محدود بخيالك  وإمكاناتك أما عندما يكون هناك طرح آخر فهذا الشيء يفتح أمامك خيارات أخرى  .سينجز الخبر  بالتسابق مع الصورة بحيث لا يكون أطول منها

*إعلام الصورة هو  سلاح مهم ، كيف تعامل التلفزيون السوري مع هذا السلاح في خدمة قضايانا الوطنية  .

**لدينا وعي حقيقي لأهمية الصورة ،  فالإعلام يعتمد على حفر  الصورة في ذاكرة ووجدان الجمهور ، قد لا تتيح لنا  إمكانياتنا أن نقدم الحد النموذجي ولكن هناك على الدوام محاولة للارتكاز على لغة  الصورة من خلال الخروج من الاستديو إلى الأماكن الحية والطبيعية  لأنه كما تعرف أنه  أحد ميزات  الدراما أنها خرجت إلى مواقع الحدث ولم تحبس نفسها في الاستديو ونحن  أيضا نحاول في أعمالنا أن نخرج إلى مواقع الحدث فبدلاً من أن نأتي بضيف إلى  الاستديو تخرج الكاميرا إلى موقع الحدث وتنجز الحلقة في مواقع الحدث وأحياناً نخرج  إلى مواقع جديدة ليس لان الحدث فرض نفسه ولكن رغبة في تجديد الطرح البصري حتى أنه  هناك أيضا واجب وطني أن نقدم سورية كما هي ، وحتى في الأخبار نقوم بانجاز الخبر  والبحث عن معادل بصري لهذا الخبر والآن لدينا منظومة جديدة في مجال التجريب وسننطلق  بها قريباً ما أن تكتمل وهذه المنظومة ستقدم لنا إمكانية أن ننجز الخبر بالتسابق مع  الصورة بحيث أن لا يكون الخبر أطول من الصورة وبالتالي هناك رهان على لغة الصورة  واللغة البصرية حتى في برامجنا الإخبارية .

*مهمة القناة  السورية إيصال صوت وصورة سورية الأجمل ، ومهمة الإعلام رصد الايجابيات والسلبيات  كيف تستطيعين كمديرة للتلفزيون أن تحدثي التوازن أو تمسكي العصا من المنتصف  .

**أنا لا أحب أن أمسك العصا من المنتصف  لأنني لست بهلوان،  و لا أحب أنصاف الحلول ولكن أحب التوازن وأميل وأنحاز إلى  الموضوعية والتي تعني أن أقدم سورية كما هي ليس بحجة أن الإعلام مطالب بتسليط الضوء  على السلبيات أن أقع في ورطة جلد الذات ، فسورية جميلة وهي موجودة أمامنا وليست  بحاجة إلى أي اختراع وبرامجنا التفاعلية الخدمية والمباشرة تحتل نسبة كبيرة من  ساعات بثنا وهذا النوع من البرامج نقدمه كانعكاس للواقع ولا تقدم تصورك كإدارة عن  الواقع .

*ما مدى التعاون  بين التلفزيون العربي السوري ووزارة التعليم العالي على صعيد استيعاب خريجي كلية  الإعلام وتدريبهم فيما يخص الإعلام المرئي  .

** هناك شقين الأول هو أن السيد وزير  الإعلام سيعين العشرة الأوائل على كلية الإعلام مباشرة وهذا يخلق حالة من الاطمئنان  والإبداع والتنافس فيما بين طلاب الكلية والشق الثاني أننا نحن أرسلنا برنامج مفصل  بطاقتنا على التدريب لعمادة كلية الإعلام بالإعداد الممكن تدريبها بالفنون  الإعلامية المختلفة (مونتاج –تصوير – تحرير- أخبار  - صوت ....) فنحن لدينا حاجة  يجب أن يتم توزيع التدريب على أساسها ونحن أبدينا أكبر رغبة لتدريب المحررين  الميدانيين والعمل الجيد نتبناه بدورنا ونضعه على الهواء ، فالتدريب لا يعني الفرجة  بل الانغماس في العمل الميداني حيث يستطيع الطالب من خلاله أن يشارك ويصنع .

*ما مدى صحة ما  سمعناه عن مشروع يتعلق باشتراط حمل شهادة الإجازة في الإعلام للدخول إلى  التلفزيون .

** نحن أميل لهذا الشرط ولكن أنت تعرف  أن هذه المهنة تحمل المواهب بمعزل عن الاختصاص فالملكة هي شيء مهم بهذا الموضوع  وبالتالي الإعلام له ميزة وأولوية لكنه ليس شرطاً أساسياً.
نحن بصدد تلافي  الحضور الرمزي للبرامج المنوعة الثقافية

*ما هي خطة  التلفزيون للفترة القادمة  

** هناك محاولات لقياس التلقي وردود  الفعل اتجاه برامجنا عبر وسائلنا المتاحة سواء ردود الانترنت على موقع الهيئة  أو  الهواتف والاتصالات وبالتالي نحاول أن يكون لدينا دوماً خطة برامجية تستفيد من  أخطاء الحاضر وتستشرف احتياجات المستقبل لنخلق نوعاً من التوازن ونحاول أن نرسم  خططنا البرامجية على هذا الأساس وأحياناً يكون هناك نقاشات حادة حول نسبة نوع معين  من البرامج على حساب نوع آخر ولا أخفيك سراً أننا الآن بصدد تلافي الحضور الرمزي  للبرامج المنوعة الثقافية .

*هناك حالات  كثيرة من التخصص في الإعلام ولاحظنا هذا في التلفزيون السوري كقناة الدراما والقناة  التعليمية ، هل هناك خطوات أخرى تصب في هذا المجال  .

** البحث عن الاختصاص وإنشاء قنوات  مختصة لا يلغي أبداً المحافظة على قناة شاملة ولكن بالتوازي مع هذه القناة الشاملة  نحاول أن ننشئ بالتتالي قنوات مختصة لان هناك محبي النوع ومحبي التنوع .

* ما هو الدور  المناط بالتلفزيون السوري في الترويج السياحي لسورية وما هي الخطوات المتخذة لدعم  القطاع السياحي  .

** نحن نحاول على صعيد برامجنا أن نقدم  سورية كماهي وهذا يدعونا إلى الفخر ونضمن أنها تجذب المشاهد والمثال على ذلك برنامج  صباح الخير حينما يطل على المشاهدين كل أسبوع من مكان مختلف وهذا التنوع والغنى  قليل من البلدان الذي تملكه وهذا يأتي في إطار الحفر بمكونات الروح للمتلقي العربي  الذي سينعكس بميادين سياحية ثقافية سياسية وما إلى ذلك ، ونحن عندما نقدم إنتاجنا  الفني والثقافي فأنت أيضا تقدم مفاهيمك وحيوية مجتمعك وهي كلها عناصر جذب  ، كما  أننا نخصص أوقات الذروة الدرامية لمسلسلات تقدم سورية أو وجهة النظر السورية اتجاه  أحداث ما ونحن منفتحون على التعاون ولدينا أعمال مشتركة مع وزارة السياحة ووزارة  الإدارة المحلية وغيرهما فلدينا أكثر من أداة أوقناة لتقديم وجه سورية ،وأنا يهمني  أن أروج لسورية كما هي عند الناس ثم تأتي السياحة كتحصيل حاصل .

* هل هناك تعاون  بين التلفزيون السوري وباقي التلفزيونات العربية  .

*نعم هناك تنسيق عن طريق اتحاد الإذاعات  العربية مع كل التلفزيونات الأعضاء وهناك تنسيق مشترك على بعض القضايا العربية  كقضية القدس حيث أقمنا أكثر من يوم مفتوح لدعم القضية الفلسطينية بمناسبة القدس  عاصمة للثقافة العربية ، كما قمنا نحن بيوم مفتوح ودعينا عليه التلفزيونات الأخرى ،  كماأن السودان أيضاً أقامت يوماً مفتوحاً ودعت عليه ومددناهم بكافة المواد المتعلقة  بهذا الموضوع ، كما لدينا مذكرات تفاهم وتعاون مع العديد من التلفزيونات العربية  الحكومية والخاصة .

نعتمد على رفد  التلفزيون بدماء جديدة

*الإعلام الغربي  يحاول بشتى الوسائل تحويل جيل الشباب العربي إلى جيل مستهلك للأفكار والثقافة ، ما  هو الدور الذي يلعبه التلفزيون السوري بأن يجعل الشباب مولدين للأفكار وليسوا  مستهلكين له  .

** الإعلام أولاً هو انعكاس للمجتمع ،  فلا يمكنك اختراع مجتمع وإنما  تعكس هذا المجتمع ، ثم يقوم الإعلام بدوره كمرسل   للثقافة والفكر كما انه يقوم بعملية أخذ صدى هذا الإرسال لان الرسالة الإعلامية  تعتمد على عناصر أساسية ثلاث هي المرسل والمستقبل ورجع الصدى ، فمثلا عندما تقدم  موضوعا يعني الشباب السوري أو العربي فأنت تعكس واقع هذا المجتمع ويجتهد المحلل أو  الضيف أو الخبير لحل أو إيجاد فكرة لهذه القضية أو المشكلة التي يدور الحوار حولها   ، والتالي التصاق الإعلام وقربه من مواضيع الناس هو الذي يولد هذه الأفكار كما يولد  الخصوصية في الطرح .

* هناك العديد من  البرامج في التلفزيون السوري ما زالت تعزف على نوطة موسيقية واحدة فلا تجدد في  أسلوب طرحها للمواضيع فتجعل الإيقاع روتينيا ، ألا تعتقدين أن هذه البرامج أصبحت  بحاجة لدماء جديدة لتواكب الواقع .

** هل تخصص التلفزيون السوري بالحديث  دون سواه ؟! لدينا أرقام وإحصائيات كيف استطاعت برامجنا أن تحقق استقطابا للمشاهدين  وأن تطور في أسلوب طرحها وأدائها كما لدينا إحصائيات عن البرامج التي تهتم بالشباب  ونسبة هذه البرامج بالنسبة للتلفزيون العربي السوري نسبة جيدة جداً كما أن المتوسط  العمري للمعدين والمقدمين لا يتجاوز أغلبهم الخامسة والثلاثين أي أننا نعتمد على  رفد التلفزيون بدماء جديدة كما أننا نحاول بشكل مستمر إيجاد أفكار جديدة لهذه  البرامج وإقامة ورش عمل لتطويرها كما أن هناك برامج كثيرة تم إيقافها لعدم تطويها  لأفكارها وأسلوب طرحها لتواكب الواقع ، وأريد أن نضيف هنا أن اغلب برامجنا تعتمد  وبشكل كبير إما على العنصر الشاب في مضمونها أو هي برامج شبابية كبرامج جيلنا  وخمسين بالمائة وأغلى شباب وللشباب رأي وخط أحمر وقضايا عائلية وبلا رتوش ومصارحات .

* يقولون إرضاء  الجمهور حاجة لا تدرك ، ومازال الجمهور السوري يأمل من نشرة الأخبار أن تقدم النشرة  بقالب أكثر حداثة  .

** نحن أيضا نطمح أن تكون نشرات الأخبار  تحمل هامشاً اكبر بالنسبة للتقديم والتحرير ونحن حتى الآن لسنا راضين بما يكفي عن  الطريقة التي تقدم بها نشرات الأخبار ونحاول تطويرها بشكل دائم لتحصد نسبة مشاهدة  اكبر وبالتالي نستطيع المنافسة في ظل زحمة القنوات ولكن هذه المنافسة لن تجعلنا  نتخلى عن الموضوعية والمصداقية في نقل الحدث ونحاول توسيع المروحة التي نتناول بها  المواضيع الإخبارية .

* بماذا تعدون  جمهور التلفزيون العربي لسوري .

** نعدهم أن نكون أكثر قربا ً وأن نكون  أكثر حرصاً على المعايير المهنية والموضوعية في نقل الحدث 

فلاش :

من قمة جبل قاسيون في دمشق، بتاريخ 23  يوليو 1960 بدأ التلفزيون السوري إرساله .
بلغ عدد العاملين في التلفزيون  السوري /1208/ موظف مثبت بالإضافة إلى/900/ يعملون وفق نظام البون .
عدد  المعدين في التلفزيون السوري /103/معد و/92/مخرج .

حوار : أحمد حمزة  الدرع - عكس السير

 

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية