الشغف للأديبة القاصة فداء سـلوم سـوريـا
#الـــشــــغــــــــف
#الأديبة _القاصة _فداء _سلوم
#إن فقدنا الشغف فلا قيمة لأية حركة بحياتنا ... لا يوجد فرح مع اي شيء...
سكون يخيم على الذات ، يشتاق السكينة والنجاة بسلام من جمود الدم بالعروق ...
أداعـب غبار المكان مبتسمةً بعد أن تصالحت مع وجوده وهو العدو لرونق أغراضي وبريق مقتنياتي...
انتصرت على ذرّاتـه المتلاصقة بحنان مع بعضها ضدي، حتى خُيّلَ إلـيّ أنـّها تشمت لانكساري ... ابتسمت لقدومه فلولاه سأفقد شغفي بمسح الجماد، بمسح الاشياء، كيف سأفرح بعودة اللمعان لذلك التمثال ...؟
الذي اتعبني بوقوفه وهو يحمل ذلك المشعل، أفركه ضاحكة أيعقل ان يكون هو ذلك الفانوس السحري ...؟
وقد يخرج ذلك العملاق المارد ويرعبني ويسألني :
شبيك لبيك عبدك بين إيـديـك ... أقهقه ضاحكة ماذا سأطلب منه ...؟
قد أقـول له :
امح التجاعيد حول عيوني كلما ابتسمت، امح التجاعيد حول شفاهي وإصبغها بحمرة دائمة لكي لا احتاج قلم حمرتي، أعـد لشعري سواده،لا أريد أن أرى بمفرقي ذلك اللون الأبيض يتبختر أمــام عيوني ...
البارحة كنت طفلة كيف كبرت ومرّت الايام لا أعلم...؟
عد بي لعمر السادس عشر (16)
لعمر الولدنة لأعود أسابق اخوتي بالركض والقفز دون أن أتعب، وألهـث منتظرة هدوء النفس ...
عد بي لليالي الصيف الجميلة، وعناقيد العنب تتدلى من عريشة أبـي، وأنا أطير بأرجوحة ربطها بسقف بيتنا، جعلتني فراشة بأجنحة تطير لتقطف حبة العنب، وتشم ورق الغار، وترى سطوح المنازل المكتسية باللون الذهبي فالحنطة المسلوقة افترشت السطوح لتجففها شمس تموز، وتملأ الخيرات والبركات البيوت والقلوب ...
عد بي لأسمع الزغاريد بنجاح الابناء ... لأسمع الزغاريد والطبل يدق والزمر يرتل فالأعراس كثيرة والأفراح كثيرة، وستلصق العروس الخميرة فوق باب الدار ليكون قدومها خير، ووجهها وجه السعد والسرور... فالطيبة والمحبة خميرة الحياة ...
عد بي لأقبّل جدران الكنيسة كلما دق جرسها، تفتح أبواب السماء لتستقبل صلواتنا، وتشع شمعاتنا، ويمتلئ المكان والزمان برائحة الصلاة والبخور...
أريـد أن لا يهجرني الشغف بالحياة ... سأطلب منك أيها المارد أن تنجي بلدي من الموت البطيء، سآمرك أن تشفي كل مريض، وتطعم كل جائع، وتملأ جيوب الناس ...
امح الفقر... وامح الخونة ...
سوريا لؤلؤة امتلأت بالغبار أعـــيــدوا لبلدي بريقه ...
لنلصق الخميرة فوق أبوابك يا سوريا ليرجع الخير والسعد... سنصلي ...
لعودة الحق لأصحابه، وليت الحق يصنع التاريخ ...
