أخبار فنية

العروض المسرحية في مستوى تطلعات الجمهور المتذوق

العروض المسرحية في مستوى تطلعات الجمهور المتذوق

2154 مشاهدة

 

         " الرهينة "  " ، " غبرة الفهامة" " و "يمينة"  يصنعون الفرجة

ما تزال فعاليات  أبي الفنون متواصلة  على مستوى ركح  المسرح  الجهوي لسيدي بلعباس  بسلسلة من العروض المسرحية المختلفة الاتجاهات وذات أبعاد متباينة ، في سهرة أخرى من سهرات الفن الرابع تواصل جمهور عاصمة المكرة مع عرض " الرهينة"  لتعاونية  مسرح الحرف بسيدي بلعباس  ، النص من تأليف " قندسي بومدين " وإخراج " ملعب عبد القادر"

وسط حضور جماهيري معتبر رفع الستار عن عرض " الرهينة"  الممزوج بين التراجيديا والكوميديا ، أين دارت أحداث العرض المسرحي في مخيلة كاتب طموح هدفه الأسمى إيصال صدى رسالته الإنسانية السامية في لغة الجسد والكلمة الهادفة بين ستائر الفن الرابع ، في خضم كل هذا توجه دعوة رسمية للفرقة بغية المشاركة في فعاليات مهرجان دولي للمسرح ، وبين نقص الإمكانيات والتفكير الجدي في نص أصيل تكثر الاستفهامات ويبدأ التخطيط لعمل معين بهدف تأمين تذاكر السفر وتحقيق حلم الفرقة ، وفي طابع كوميدي تم طرح العديد من القضايا وتمرير العديد من الرسائل الإنسانية السامية لتشريح واقع الفن الرابع وأزمة النصوص بين النص الأصيل والنص المقتبس ليبقى الهدف الأسمى واضحا ألا وهو خدمة الفن الرابع.

ان عرض " الرهينة" واقع حي لفعل ديمقراطي غيب لأسباب دنيئة ، كما أن ذات العرض عملة صعبة في زمن التكتلات وعكس طموحات المبدعين وتشجيهم لا سيما  اللبنة الأولى في رص أسس مجتمع سليم ألا وهي زمرة الشباب لتتضح الآفاق وتبين الأبعاد الضائعة.

" غبرة الفهامة" ونظرا لحجم طلبات الجمهور تم عرضها مجددا على ركح المسرح الجهوي لسيدي بلعباس ، العرض للمخرج " أحسن عسوس" عن نص شعلة المسرح الجزائري" كاتب ياسين " ، وسط حضور جماهيري مميز رفع الستار عن " غبرة الفهامة" العرض الذي اتسم بسينوغرافيا مميزة وموسيقى منتقاة بدقة متناهية مع طاقم كله شباب تجمعه لغة الخشبة وحب المغامرة على ركح  ظل وفيا لكل إبداع أصيل .

" غبرة الفهامة"  عرض تراجيدي مزج بلوحات من الكوميديا لخلق الفرجة وإيصال رسائل إنسانية سامية في مقدمتها  الاهتمام بشريحة المبدع الأصيل والأخذ بيد كل موهوب في أي حقل كان ، فبين السلطة الحاكمة وعجينة الشعب المأمور شتان ، الا أن غضب تلك الفئة واصرارها على الأخذ بمصيرها أمر مفروغ لا سيما وان توفرت الارادة وتجمعت كل المؤهلات ، فالحاكم جاهل بالتنوين والعبد المأمور ذا اصرار لا نظير له بخاصة ان طفح الكيل .

ان " غبرة الفهامة"  سلاح ذو حدين بين تحقيق الذات والانصياع لأمر الحاكم الجاهل ، فالعرض رسالة واضحة لحماية ارث وطن سيظل شامخا وصامدا رغم المشاحنات ورغم كل ما هو محظور ، في أعين الممثلين تلمح الارادة وبريق الأمل ، كيف لا ؟ وشعلة " كاتب ياسين " تتقد من جديد على أنامل من رباهم على حب المسرح وخدمة المجتمع فنيا.

انه عمل طبعه التحدي لاسيما وأن " غبرة الفهامة"  عرض ألم بشتى الجوانب ومعظم الاتجاهات الشائكة في زمن البيروقراطية والتزمت الأخلاقي.

ثاني عرض تواصل معه جمهور ولاية سيدي بلعباس هو عرض " يمينة" لتعاونية ورشة الباهية  للمخرج " آدار محمد"  

مع كل من : " مليكة يوسف" و " وهيبة عدنان"  و " آدار محمد" .

" يمينة"  عمل درامي مستوحى من كتاب " النساء" لعز الدين المدني، وعمل مسرحي طرح العديد من القضايا والصراعات  المتداولة في صراع طاحن بين الأجيال والمعتقدات في أسمال بالية التي تصطدم بواقع معيش مر ،إن

 " يمينة" رمز لامرأة مناضلة وسيدة تسعى لمواجهة الحياة وعقباتها بعين بصيرة ، تسعى جاهدة لدحض الجهل والتخلف .

رغم أن زوجها " عمر" دكتور جامعي إلا أنه جاهل بحكم تحجر أفكاره  وأمه "الشادلية  "توافقه الفكر المتحجر والذهنية المتزمتة ، وسط سينوغرافيا ل" الحزاتي علي" جرت أحداث العرض وسط محاكمة علنية تبادل فيها الأطراف  التهم أمام الرأي العام والذهنيات الممختلفة الاتجاهات ، وكل طرف يطرح طموحاته ووجهة نظره لتبيان الصواب  ليتم في الأخير انتصار الفكرة النيرة والنضال من أجل قضية نبيلة وأسمى ألا وهي التحرر من المعتقدات الزائفة والطابوهات العقيمة ، لتشد " يمينة" على يد " الشادلية" وتضع حدا للتطرف بكلمة بركات ، بركات ، بركات .....

لقد أثبثت " وهيبة عدنان " أحقيتها في دور مسرحي لطالما أملت فيه مبرزة موهبتها وقدراتها الإبداعية هي التي عشقت الفن الرابع حتى النخاع بعد أن صالت وجالت بالعديد من الفرق المسرحية الا أن رصت على عمل أكد موهبتها وعفويتها على الركح.

لتتواصل السهرات مع العرض الاحتفالي " آخر حلقة " ل" عباس لكارن " ، العرض المستوحى من التراث المحلي الذي رحل بالجمهور في غضون  الساعتين  إلى أزقة عاصمة المكرة لاسيما الأحياء العريقة منها في مقدمتها " الطحطاحة"  معقل الأدب ، الشعر والثقافة ....

" آخر حلقة " مع عمي " عباس لكارن" وآخرون من أترابه تميزوا في العرض بكل عفوية وبكل شغف لنقل تراث سنوات ولت إلى شباب الألفية الثالثة بخاصة في عصر الرقمية ، في عرض احتفالي طبعه القوال تم طرح العديد من الفرجة  على إيقاعات القرقابو والطبل مع العودة لأصول الشعر والفن وفحول الشعراء لاسيما في حقل الملحون.

آخر عرض تم عرضه كان لفرقة الوئام هو " دقيقة فقط"  الذي حاول المساس بقضية أرقت جل المجتمعات ألا وهي

" الحرقة"  البعد عن الوطن الأصل تحت أوهام تحقيق الذات واثبات الوجود ، لا سيما وان كان الوطن الأم في نظر قاصري التفكير وطن غير منصف لا يحفل بشبابه بخاصة المثقفين منه وأصحاب الشهادات العليا ، هنا تطرح الاستفهامات وتكثر علامات التعجب بين وطن يضم أبنائه تحت جناحيه وآخر ينبذهم بحجة اللامبالاة .

" دقيقة فقط" عرض امتزجت فيه الكوميديا بالتراجيديا وقام بأدواره شباب سعوا لتمرير العديد من الرسائل في محاولة  توعية بعض الفئات والسعي وراء نضجها بخاصة ان كان الوطن وطنا .

وعليه ، ستتواصل باقي العروض في محاولة اشباع رغبات الجمهور المتذوق والعاشق للفن الرابع.

 

عباسية مدوني – سيدي بلعباس- الجزائر

 

 

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية