حوار مع مبدع

الفنان الشامل غنام غنام وتاريخ ميلاد الهيئة العربية للمسرح واليات جهودها

الفنان الشامل غنام غنام وتاريخ ميلاد الهيئة العربية للمسرح واليات جهودها

681 مشاهدة

الفنان الشامل غنام غنام وتاريخ ميلاد الهيئة العربية للمسرح واليات جهودها

الحلقة الاولى

فكرة واعداد/ أمجد زاهر

المصدر: الحدث بوست

 الفنان والمخرج غنام غنام

الممثل والمؤلف والمخرج “غنام غنام” من اصول وجذور فلسطينية، حيث ولد ونشأ في اريحا، فنان يتمتع بالشمولية فى شتى الاسس الفنية، بجانب انه مسؤول الإعلام و النشر في الهيئة العربية  للمسرح ،لديه سلسله محطات من روائع الفن الاصيل فى تاريخه العملي المسرحي على وجه الخصوص منها تأسيسه لثلاث فرق مسرحية أردنية بخلاف إصداراته الادبية من قصص قصيره وابحاث ومؤلفات مسرحيه، بجانب دراساته وخبرته بالندوات الفنية والمهرجانات.

واذا حصرنا اعماله فلم تكتفى السطور التالية عن التحدث عنه، فالرائع الغنام صاحب مدرسة فنية خالصه تمثيلا واخراجا وتأليفا وحصول اعماله على العديد من الجوائز العربية والمحلية .

لكن سنركز في هذا الحلقة عن تاريخ ميلاد الهيئة العربية للمسرح ومراحلها منذ فكره انشائها وتطويرها اعلاميا والكترونيا وجهودها بالمهرجانات وصولا لعام 2019.

في هذا اجاب المسرحي الكبير ”غنام غنام” فقبل الهيئة العربية للمسرح كنا نقف موقف المحبط من طبيعة التنظيمات الفنية العربية، وكنت ومعي مجموعة من الحالمين في الوطن العربي، وهى تسع فرق عربية، نحلم بكيان يجمعنا، وأسسنا عام 2000 “رابطة مسرح بلا حدود – رماح” والتي عمرت ستة أعوام تقريباً، أمضيناها في محاولة إخراج الحلم حقيقة ملموسة، واجتمعنا بقدر ما كان ذلك متاحاً لنا في أكثر من مدينة عربية، عمًان، الأردن، القاهرة، تازة المغرب، دمشق، طرابلس لبنان، الفجيرة، تبادلنا بعض المشاركات و العروض، لكن رماحنا تكسرت أمام الظروف السياسية الصعبة، وعدم توفر الإمكانات التي تدعم استمرار الكيان و قيامة بخطوات عملية على الأرض، لذا تبخر ذلك الكيان في عام 2006 نهائياً، إذن حلم النهوض الشامل و العمل الموحد مسرحياً كان هاجساً حاولنا فيه ما استطعنا حينها.

واشار المبدع ”غنام غنام” عشت منذ 12 عاماً على إيقاع الهيئة العربية للمسرح و عملها، بكل ما في ذلك العمل من آفاق و تطلعات و أحياناً عثرات، و حيث اني كنت من بين الفنانين الذين ساهموا في صياغة الحلم / الهيئة التي انبثقت من ثاقب بصيرة صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، الكاتب المسرحي، صاحب رسالة اليوم العالمي للمسرح 2007، التي ختمها بمقولته الرائعة “نحن كبشر زائلون و يبقى المسرح ما بقيت الحياة” و كان في ذلك الجهد عشرات الفنانين العرب، و منظمات مثل اتحاد الفنانين العرب و اتحاد المسرحيين العرب و النقابات الفنية العربية إضافة إلى منظتي اليونسكو و الأليكسو، أسوق هذه المعلومات لأن البعض ممن لم يواكبوا ميلاد الهيئة العربية للمسرح يعتقدون أنها بدأت ربما بتفكير فردي أو تفكير عدد محدود، و كان لها لجنة تأسيسية و لجنة استشارية، و أذكر من بين أعضاء التأسيسية من مصر حينها الراحل الكبير نور الشريف و الأستاذة سميحة أيوب و الدكتور أشرف زكي، إلى جانب قامات عربية كبيرة من كل الوطن العربي… هؤلاء أسسوا الكيان.

واضاف المتألق “غنام غنام”، هؤلاء أسسوا الكيان على أساس “أحلامنا” جميعاً، لذا كبر و تطور و استمر لأنه توفر على، رجل داعم بلا تردد من أجل مشروع تنويري مسرحي عربي، رجال صدقوا وعدهم للمسرح، و برامج و استراتيجيات واضحة و مدروسة، ففي عام 2013 أنجز 300 مسرحي عربي على مدار عامين قبلها “الاستراتيجية العربية للتنمية المسرحية” و هي التي وقع عليها و اقرها وزراء الثقافة العرب في 2015 بالرياض، و منذ تلك اللحظة صار هناك ميثاق يجمع المسرحيين و أصحاب القرار على أسس واضحة، و أما تفعيل هذا الميثاق فيعتمد على قدر المسرحيين و برامج أصحاب القرار. و لم تقف العجلة الاستراتيجية عند ذلك، إذ وجه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي  خلال اجتماعه بحوالي 250 من المسرحيين العرب، إلى وضع خطط للنهوض بالمسرح المدرسي كضمانة للتنمية المستدامة للمسرح، من خلال خلق حواضن اجتماعية للمسرح و المسرحيين؛ و في منصف 2015 كان أكثر من 300 مسرحي عربي منهم 200 من خبراء و عاملين و مسؤولين عن المسرح و النشاط الفني و الثقافي  في 16 وزارة تربية و تعليم عربية قد أنجزوا “استراتيجية تنمية و تطوير المسرح المدرسي في الوطن العربي” الذي احتوى الدليل العام للمسرح المدرسي، و خطة عمل تمتد على 10 سنوات، تبدأ من معالجة الأساس المتمثل بندرة وجود المعلمين و المعلمات المؤهلين، و قد تم تأهيل ما يزيد على عشرة آلاف منهم على امتداد الوطن العربي، و بدأت المرحلة الثانية التي تعنى بجعل المسرح مادة في المنهاج، و قد استطاعت الإمارات أن تنجز أول منهاج من الأول ابتدائي و حتى الثانوي، و قد أدرجت مادة المسرح في شهادات الطلاب اعتباراً من هذا العام، و سيكون هناك انتقال في السنوات القادمة إلى تعميم التجربة، و تأهيل الفضاءات المسرحية. كل ذلك يتم بالتعاون مع الوزارات التي عرفت قيمة الأمر، فيما لا زالت بعض الوزارات تعاني من سيطرة (التفكير الإخواني) الذي زرع في الثلاثين سنة الماضية أن الفنون ليست مهمة في حياة الطالب، و هي قليلة نسبياً لكن لنعترف أنها موجودة حتى و إن زال الإخوان من موقع السيطرة في تلك الوزارات.

واشاد الفنان الكبير “غنام غنام”، وإذا كانت الهيئة قد ساهمت في تطوير و تغيير آليات عمل المهرجانات و محتواها، و ساهمت في تطوير العمل الإعلامي المسرحي، و ساهمت في إثراء المحتوى على الشبكة العنكبوتية، وساهمت في زيادة الوعي بالتوثيق المسرحي، و نشرت أهم الكتب المسرحية، وإذا كان مهرجان المسرح العربي قد أصبح من أهم المواعيد على الخارطة المسرحية، و إذا كانت المبادرة التاريخية لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي بتنظيم مهرجانات وطنية للمسرح في الدول التي لا تنظم مهرجانات وطنية قد افرزت 7 مهرجانات عام 2018  و ستكون 10 مهرجانات عام 2019، إضافة للمسابقات في التأليف و البحث و كذلك المؤتمرات الفكرية و فنون العرائس.