أخبار أدبية

الفنان القدير أيمن زيدان  الرجل الشجاع الحلقة الثانية

الفنان القدير أيمن زيدان الرجل الشجاع الحلقة الثانية

408 مشاهدة

الفنان القدير أيمن زيدان  الرجل الشجاع الحلقة الثانية ...

#الياس _الحاج‏

أيام ..

#أيمن _زيدان ( الرجل الشجاع ) ج2

البروتريه للمبدع Issam Ismandar .

صاحبي العتيق ..

لا تزال قلادة الفرح المشتهى تلمع كبريق ضوء القمر الساهر مع شغف تعود إليه بحماسة نجلك الأغلى، المتفوق كبراعة حضورك يوم كنت في عمره الحالي ( النجم الممثل والمخرج #حازم _أيمن _زيدان ) المولود بالمصادفة في ذات اليوم وذات الشهر والسنة التي ولد فيها نجلي البكر ( مخائيل ) في عالم بات شديد الضيق .. لكنهما امتلكا دفة ذلك الحلم الذي قرأت مفرداته يوم التقينا ثانية في سنوات خدمة العلم بالمسرح العسكري مع عدد من خريجي الدفعة الأولى من المعهد العالي للفنون المسرحية ، وكبار المخضرمين من المخرجين والنجوم الممثلين ، حيث تنبأ كل من عرفك عن قرب بأنك ستكون نجماً له المستقبل الهام في مسيرة الدراما السورية ..

وكم كانت تلك الأيام العفوية في مخاضها هي أجمل بدايات معرفتنا بين الترقب والتفاعل والقلق .. البحث عن مكان للبوح .. للحب .. لقضاء بعض الوقت في منافسة لعب الورق ، والمقامرة أحياناً أثناء المناوبات الليلية بربع أو نصف ليرة أيام كان لليرة طعم وفعل .. وغالباً تكون الفائز فيقول أحدهم عبارة مكررة عنك ( قش الطاولة ) .. أو في المنافسة نهاراً بالتحدي في لعبة كرة الطاولة المركونة عند فسحة مدخل المسرح المحترق .. أو الانشغال طويلاً في التدريبات المسرحية للمسرح الثابت والجوال .. إلى أن بدأت أترقبك البروفات اليومية على مسرحية ( المرحوم ) لبرانسيلاف نوشيتش وإخراج الكبير "مانويل جيجي" أستاذنا في المسرح وأحد أستاذك في المعهد ..

ومع عروض أول مسرحية بعد تخرجك، كانت بدايات الغرس لبذور اهتمام النقاد والمخرجين بممثل محترف شغل فراغ المنصة بأداء أخاذ .. بل ملأ بانحناء كتفه وثقل خطواته وحشرجة صوته فضاءً ممثل مدهش، خط بعد ذلك مسيرة مبدع مختلف بكل ما تحمل الكلمة من معنى ..

وأنت الذي كنت ولا تزال حقيقة كعنوان أول فيلم تلفزيوني جمعنا ( شجرة المحبة ) أيام مشاركتنا في منتصف ثمانينيات القرن الفائت إلى جانب الحبيبة "وفاء موصلي" وأستاذنا الكبير الراحل الباقي "عدنان بركات" ...

يومها عرفتك أكثر .. وعرفت كيف كانت تتسع خطواتك الرشيقة بحيوية روحك ودفق دمك كأناشيد تروي بقطرات ندى جسدك أرض بيتك الحلم أنهاراً من الحب والشغف .. مستنكراً الخطوات المثقلة بالحزن والتندر .. في زمن تسول فيه الكثيرين ممن نعرفهم الأمل والحلم عند بابك .. وأنت تترع على المرتفعات كأس النشوة .. فيما مجنونك العاشق جامح أصيل على صهوة الضوء .. الوطن الذي عرفك وعرفته ..

أصارحك أبا حازم .. أنني لم أتوقع وصيتك لحازم كي لا يبتئس في زمن رداءة السائد وأنا العارف تماماً طبيعة وتركيبة أولئك الذين كنت ذات يوم مسؤولاً عن هنيئة عائلاتهم وأهلهم ..

ولأني لا أرى حاجة لأن ينصف قانون الحياة فارساً ينصف الحياة بإبداعه كحازم الحالم بقوة الحب أن ينتصر لمشروعه الشرعي كما تصفه أنت ..

غير أني لم أجد حقيقة مع ولدي أن في بلادنا حلماً يستحق كل هذا العناء .. وربما لأنني أومن بأن الفضاء الأجمل بكثير مما يحدث ، نحن من نصنعه بإبداعات صغيرة أو كبيرة .. اليوم .. وفي الغد .. وبعد غد ....

تماماً كما كانت الدنيا تحنو على قلبك الصغير وتداعب أمنياتك .. يوم كنت تحبو في أزقة المدينة الملونة .. تجر عربة أمنياتك على الدروب بفرح ٍلا ضفاف له ولا حدود ...

وإذا كان ذلك الزمن يوازي اليوم في ظروف مختلفة كثيرة زمن حبيبنا نجلك الحازم الذي أنفق من عمره أربع سنوات في الدراسة الأكاديمية بالمعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق، ثم أربع سنوات في أكاديمية السينما بالقاهرة، فإنه اليوم ذلك الفارس المسلح كما تصفه بالمعرفة والإيمان أن سلاحه ماضٍ في حياة تبدو شائكة واشكالية في زمن حقيقة لايشبه زمنك الأول .. زمن وكما وصفته أيضاً " هيمنة الرداءة وما يحيط بنا أشبه بمستنقع وريح عاتية تحملنا إليه ... وسؤال المعادلة المعقد هو : هل ينزلق الفنان الحقيقي الى المستنقع ويغوص فيه ليصبح جزءاً من مكوناته ...؟ أم

يجلس على الحافة يرقب ويتأمل ؟

 .. أدرك أنه سؤال تترتب على اجابته أعباء معيشية معقدة وشعور غامر بالإحباط والخيبة .. ولكن النأي عن الرداءة والانحطاط يظل فعلاً نبيلاً لاتوازيه قيمة في هذا العالم ..... طوبى للفنان الذي خسر هذا الزمن الفني الرديء وربح نفسه ... " .

صاحبي المتربع على عرش الحلم ..

كم مرة جرفتنا الأيام إلى حافة الحزن فتذكرنا أمهاتنا .. أم أيمن الأكبر من أن تحيط بها الكلمات ، والتي تقول أنها أهم معاني حياتك .. ينبوع التفاؤل الذي يغتال احباطك وحزنك .. ريحانة عمرك وفرحه المتبقي ... القديسة التي سكنها دفء الدنيا ...

وأنت المسكون اليوم بقدسيتها وأوجاع كفاح والدك - رحمه الله - لأجل هنيئة عائلة مؤلفة من عشرة أشخاص .. كم من المفاهيم القيمية والطموحات المشروعة والهواجس النبيلة التي أنتجتها أنت لأجيال كبرت تحت جناحيك ومنهم حازم شريك همومه وأحلامه .. فرحك كفرحك بالعظيمة " أم أيمن ".

في السنوات الأخيرة قبل الحرب .. وقبل أن تلوح خيانات الجسد في الأفق .. كنت أراك على طريق جديدة عرطوز .. عرطوز .. دروشا ... تبني جسوراً من أحلام خارج الراهن .. تغزو فرحاً لما تبقى من العمر وأنت الذي استل سيف الحلم وصارعه بكل ما أوتيت من قوة .. كيف يمكن أن يهزمك وأنت صديقه المختمر بتجارب أبعد من شواطئ الأحلام ذاتها ... وسيفك الحلم الذي عارك الدنيا لا يحتاج بعد الأن شحذ نصله في فضاء ٍ أنت من خطه آمن إلى لحظة النفس الأخير .

يتبع .............