أخبار فنية

الفنان المسرحي الشمولي .. سمير الحكيم ..  الحاضر نوره على خشبة المسرح ..

الفنان المسرحي الشمولي .. سمير الحكيم .. الحاضر نوره على خشبة المسرح ..

2190 مشاهدة

الفنان المسرحي الشمولي .. سمير الحكيم .. الحاضر نوره على خشبة المسرح ..

سمير الحكيم.. الحاضر في ظلمة الغياب

يبقى المسرح أباً لجميع الفنون البصرية، ومهما كبرت شاشة التلفاز ومهما استطالت قطعة السينما القماشية، يظل لتواجد الفنان على المسرح أمام جمهوره بشكل مباشر طعم خاص، وتظهر على خشبة المسرح مدى صحة البناء الدرامي بشكل مجرد بعيد عن الخداع بالمونتاج. وفي "حماة" امتلك الفنان "سمير الحكيم" زمام الحياة المسرحية في المدينة، وكان له الفضل في قيام الحراك المسرحي خلال عقدين أو ثلاثة من عقود القرن الماضي فيها.

الفنان المرحوم "سمير الحكيم"، متعدد المواهب الإبداعية، التي ذابت بالروح الجماعية للإنسان عشقاً وعطاءً. هو الممثل، المخرج، المؤلف، الكاتب الساخر، الذي احترف المسؤولية، بحجم الواجب، كبعد ذي قيمة معرفية إطارها الأخلاق المتماهية مع الشرط الإنساني، وكانت حساسيته تتجسد في الملاحظة والرؤية الخصبة المؤطرة بالذوق الذي لمسناه بأعماله المتنوعة، كتابة وتمثيلاً وإخراجاً، أخلص بعشقه للمسرح فنذر حياته له، ولم تغره الشاشة الصغيرة ليترك المسرح ويتجه لها كما فعل الكثيرون، وإنما بقي ضيفاً عليها وأعطى جل وقته للنشاط المسرحي والعمل في ميدانه. خصوبة العطاء المسرحي لأكثر من ثلاثة عقود أفناها الفنان "سمير الحكيم" في سبيل المسرح والمسرحيين على مساحة الفعل الثقافي محلياً وعربياً، خدمة لهذا الفن الحضاري والإنساني.

ولد "سمير الحكيم" في مدينة "حماه" عام /1948/ حصل على إجازة في الدراسات الفلسفية والاجتماعية، درس مادة الفلسفة منذ عام /1983/، عضو في نقابة الفنانين في سورية بصفة (مخرج مسرحي وممثل)، عضو مشارك في اتحاد الصحفيين السوريين، مراسل صحفي عام /1979/، أسس فرقة تحمل اسمه "فرقة سمير الحكيم" ولهذه الفرقة مشاركات مسرحية مميزة وقد شاركت في العديد من المهرجانات المسرحية، وكانت هذه الفرقة تحمل اسم (المسرح الوطني)، وأطلق اسمه عليها في حفل تكريمي عام /1995.

بدأ "سمير الحكيم" العمل المسرحي مع مجموعة من أصدقائه وهو في الرابعة عشر من عمره في العام /1963/ من خلال نادٍ رياضي يحمل اسم "العاصي" حيث كانوا يتدربون على عدد من المشاهد الاجتماعية والكوميدية ويقدمونها في باحة النادي أمام الجمهور، ثم انتقل نشاط هذه الفرقة إلى مسرح المركز الثقافي، وقدموا عدداً من المشاهد المسرحية في ظل عدد من التسميات فرقة "الثانوية الصناعية في حماه" حيث أغلب أعضاء الفرقة يدرسون الثانوية التي تحمل اسم الفرقة، بإشراف الأستاذ "عمر زكية"، وكان "الحكيم" يعمل وقتئذ بتفويض من زملائه مؤلفاً ومخرجاً.

بعد ذلك توسعت معارف "الحكيم" وفهمه للعمل المسرحي، فقدم عدداً من المسرحيات العربية، حيث مثل بعض أعمال الكاتب "توفيق الحكيم" وأسس فرقة "المنار" الفني التي قدمت نشاطاً مسرحياً بين عامي /1965-1968/، كما شارك في نشاط المسرح الجامعي وأشرف على فرقة المسرح العسكري وأخرج لها ما بين عامي /1969-1971/، ترأس فرع نقابة الفنانين في حماه منذ تأسيسه عام /1986/ وحتى عام /1998/، أسس مهرجان "حماه" المسرحي عام /1989/ وكان مديراً له لثمان دورات سنوية متتابعة، بالإضافة إلى كونه عضواً في المسرح الجوال التابع لوزارة الثقافة- مديرية المسارح.

ما يسجل للفنان "الحكيم" أنه ظل ملتصقاً بمدينته "حماه" ولم تجذبه إغراءات العاصمة للانتقال إلى نشاطاتها من موقعه في تلك المدينة التي تقع في منتصف سورية وتبعد عن العاصمة بحدود /250/كم والتي باتت تدعى "رئة المسرح السوري" بفضل "الحكيم" وأمثاله الذين عملوا على خلق حراك مسرحي لم تتوقف آثاره حتى الآن. شارك في عدد كبير من عروض المسرح القومي التابع لوزارة الثقافة- مديرية المسارح. حصل أكثر من مرة على جائزة أفضل مخرج وأفضل ممثل من خلال مهرجانات ومسابقات وزارة الثقافة والمسرح الشبيبي والمسرح العمالي والمسرح الجامعي».

المدير الفني لفرقة الفارابي المسرحية الهاوية التي قدمت على مسرح القباني في "دمشق" حكايتين في عرض، الأولى (مأساة بائع الدبس الفقير) من تأليف "سعد الله ونوس"، والثانية "الذئب" من تأليف "خوسيه رويبال" وذلك بمناسبة يوم المسرح العالمي عام /1981/، حيث كتبت جريدة الصباح اللبنانية عن العرض: «في الوقت الذي لم يستطع فيه المسرح القومي بإمكاناته الالتزام بمواعيده أو ببرنامج موسمه هذا العام، تأتي مشاركته في العديد من الأعمال السينمائية ممثلاً ومديراً للإنتاج منها (الطحالب، الترحال) وهي من إخراج "ريمون بطرس"، وكان ممثلاً في الكثير من المسرحيات لمخرجين عرب، في تاريخه عدد كبير من المسرحيات التي كان مؤلفاً لها، كما أن التلفزيون سجل له عدداً من المسرحيات. من المسلسلات التلفزيونية التي شارك بها نذكر (افتح يا سمسم، نهاية رجل شجاع، يوميات مدير عام، تل الرماد، أخوة التراب، جواد الليل، ليل المسافرين، أنشودة المطر(.


كتب عنه "عبد الفتاح قلعه جي" في جريدة الجماهير عام /2002/ : «من لا يعرف "سمير الحكيم" الذي عرفته في "حلب" منذ السبعينيات في عروض مسرحية وكان آخر أعماله فيها مسرحية "وحش المدينة" التي أخرجها لمسرح "حلب" القومي عام /2001/.. تفاقم المرض على سمير وضرب السرطان عموده الفقري فشلّ تماماً نصف جسمه السفلي، وهو مصرّ على إخراج مسرحيته الأخيرة في حماة باسم المسرح القومي والتي كلفته بها مديرية المسارح، والمسرحية بعنوان "البحث عن نوفان" تأليف الكاتب المسرحي "غنام غنام" ..كان يحمل على كرسي ذوي الحاجة من البيت الى المسرح ليتابع تدريبات المسرحية.  ورغم ذلك لم يحضر افتتاح عروض المسرحية التي تابع إخراجها مساعده بالإخراج "كنعان البني" محافظا على رؤية المخرج المرحوم "سمير الحكيم" الإخراجية..

توفي الفنان "سمير الحكيم" عام /2003/، تاركاً أمانة المسرح الحموي وتاركا حماه التي أحبها وأحبته...

ملاحظة: تم إضافة اسم المسرحية، ومؤلفها، ومن تابع الإخراج، والعنوان " الفنان المسرحي الشمولي .. سمير الحكيم .. الحاضر نوره على خشبة المسرح .."  .. كنعان البني

 
     موقع المهرجانات في سوريا

وموقع المهرجانات العربية

يتمنيان توثيق أعماله من قبل المهتمين بالمسرح

حماة ناشونال جيوغرافيك

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية