أخبار أدبية

الفنان كاظم نصار وحكاية المعطف

الفنان كاظم نصار وحكاية المعطف

510 مشاهدة

الفنان كاظم نصار وحكاية المعطف ...

الفنان #كاظم _نصار

مرة كان نجيب سرور يسير ليلا في شارع من شوارع القاهرة عائدا الى (لوكاندته )......

ولما هطل مطر غزير أحتمى سرور واسند ظهره على تمثال منصوب هناك

ولما اراد ان يكمل مسيره التفت للتمثال فوجده تمثال (#سيد درويش) ينزل المطر على رأسه وعينيه

وماكان منه الا ان غطى التمثال بمعطفه الذي لايملك غيره ومضى يجر اقدامه وهو يتلفت .....

وفي مناسبة اخرى

كنت ضيفا في ايام الشارقة المسرحية وهبطت الى تناول الفطور مبتسما وحليقا ومعطرا واضع شالا ورديا على رقبتي

وصادف ان نادت علي الفنانة( اميرة جواد ) الضيفة على المهرجان ايضا للفطور معا على طاولتها

ولما كان المطر يهطل على زجاج المطعم

اسرتني (اميرة) وفي لحظة اسى نادرة  انها قبل ايام

وفي مطر كثيف اغرق بغداد هرعت هي مع دستة بطانيات تحملها معها الى الشارع

وحين يسألها المارة عن مقصدها

تقول لهم

ان ابنها (علي)

 وحده في القبر وسيتبلل ......

تركنا الفطور وظللنا نبكي

وظلت هي تعتذر

لكن الاوان قد فات على ضبط احزاننا

خالد مطلك الشاعر والكاتب

كتب مرة قصة بعنوان (معطف كاظم النصار )ونشرت في جريدة الجمهورية

كان مدير تحرير هذه الجريدة عندما يريد ان يسخر من احد

يقول :

يمعود هذا من اول بيك يعترف بأسرائيل😅

ثم تحولت القصة الى فلم تطبيقي سينمائي لطالب تونسي لا اتذكر اسمه  اصر على ان اكون انا بطلا لهذا الفلم

عرض الفلم في مهرجان كلية الفنون للافلام وحزت على جائزة افضل ممثل في المهرجان في سابقة خارج التوقعات

حتى ان الراحل فاضل خليل سلمني الجائزة وهو يبتسم قائلا :

ها ياعمي هالنوب سينما

وضحكنا معا

وفي مسرحية للراحل سامي عبد الحميد

يقول الفنان مظفر الطيب الممثل في هذا العرض لزميله الممثل الاخر

هذا شنو معطفك يخوف 

عبالك معطف كاظم النصار

بقيت سنوات ارتدي هذا المعطف شتاءا وربيعا  كماركة مسجلة

حتى ان بعض الطالبات حين تراني وانا ادخل قسم المسرح في كلية الفنون

تفز قائلة يمة

وفي الهجرة التسعينية العارمة

ارسل لي الشاعر عدنان الصائغ مجموعته (سماء غريبة ) الصادرة حديثا في محطته الجديدة خارج البلاد

وكتب اهداءا

.................

اخلع معطفك الثقيل

وطر في سمائي الغريبة

...........

بعد سنوات ضوئية

رميت المعطف على عمود من اعمدة شارع الرشيد وشددته

كما تشد امهاتنا عباءتها على ظهرها عند المحن

ومكثت ....مكثت طويلا

حتى غرقت بغداد بالمطر والحروب والدموع والشعر وهز الرقبة اثناء البرد واثناء النحيب واثناء الغناء

  فكلنا خرجنا من معطف

رنين البصري

وأن لم نغن