أخبار أدبية

الفنان كاظم نصار وذكريات القاهرة

الفنان كاظم نصار وذكريات القاهرة

259 مشاهدة

الفنان كاظم نصار وذكريات القاهرة ...‏

الفنان #كاظم _نصار

#ح3

#القاهرة ... #حصان الدم

#عام 2007 كان المسرح مازال ينتج عروضا كمية ونوعية رغم الوضع الامني والسيارات المفخخة المتلاحقة والتي كان هدفها المعلن ضرب القوات الامريكية لكنها كانت تبطش بالعراقيين في الاسواق والمدارس والشوارع واسواق الطيور وتقول بيانات المنفذين ( لا مانع من ان تقتل السيارات المفخخة بعضا من الترس ....)لا اعرف ما يقصدون بالترس واظن انهم يقصدون كل من يقف بالصدفة في مكان التفجير

يعني يأتي شيشاني وافغاني وجنسيات اخرى ويفجر نفسه في سوق الغزل فيختلط الدم البشري مع دم الطيور والحيوانات الاليفة

قلت ان رغم الوضع الامني ورغم هجرة عدد كبير من الفنانين الى سوريا للانخراط في الاعمال الدرامية كانت العروض المسرحية مستمرة ومن بينها عرض (حصان الدم) للمخرج "جبار جودي" وهو قراءة جديدة لماكبث شكسبير قراءة جمالية بصرية تؤشر لحجم المضار التاريخية للتسلط والديكتاتورية والذي ترشح لمهرجان القاهرة للمسرح التجريبي لهذا العام وكما نوهنا سابقا من ان هذا المهرجان يستقبل عشرات العروض العربية والعالمية من اسيا وافريقيا واوربا وامريكا واستراليا وحتى مالطا الجزيرة المنسية كانت مشاركة بعمل مسرحي جديد

اقنعنا الوزارة بجدوى المشاركة وسافرنا

وعندما تخلف احد الممثلين عن السفر معنا حللت بديلا عنه فورا

الدور كان ثانويا وانا لم امثل منذ عقود لكنه العراق وهذا مسرحه

عرضنا في مسرح ميامي  وسط القاهرة وهو مسرح مخصص لمسرحيات "فؤاد المهندس" وسط حضور عراقي مميز ... كان ابطال العرض هم: محمد هاشم وفرح طه وحيدر منعثر ورياض شهيد

ومقولة (السفر يكشف) التي كان يرددها "حيدر منعثر" اصبحت لازمة فكاهية لأي موقف ثانوي او رئيسي يمر بنا في هذه الرحلة  و"حيدر" عبارة عن ذاكرة حديدية وسارد فكاهي ماهر حتى انه يحفظ كل اغاني الثمانينيات الحربية ويؤديها بطريقته ...

من حياك يابو الوفا

الى وحياتك وحليب امنا الرضعناه

تظل عالشجرة مامونة العصافير

و"حيدر" جعل من شاي (خمسينة )علامة فارقة للفكاهة اليومية والتعليقات المجاورة لها 😅

ومن جهة ثانية هناك المخرج "جودي" الذي يمتاز بتنظيم دقيق وصرامة ومغامرة وليس امامه شيء اسمه المستحيل ...وعملنا كفريق منسجم معه ومن هنا

استقبل العرض بحفاوة وحاز على ملف نقدي واحتفاء عراقي وعربي في هذا المهرجان

في هذه المرة التقينا عددا  اكبر من العراقيين وسالت ذكرياتنا معهم ولامست الوجدان

ثم متابعة العروض والجولات السريعة في فيافي القاهرة واسواقها القديمة

وفي لحظة خاطفة

تسللنا في فجر قاهري انا ود . يوسف رشيد والذي كان دراماتورجا لعرض "حصان الدم" وذهبنا الى كراج سيارات النقل ومن هناك الى الاسكندرية

رحلة طويلة وجديدة علينا ... كان باستقبالنا صديق للدكتور رشيد وهنا نحن الثلاثة احتضنا صباحا البحر كما يحتضن الملهوف عشيقته

يا سلام  ... انها الاسكندرية ...ذهبنا بعد استراحة قصيرة الى مكتبة الاسكندرية العظيمة وهناك اكتشفنا كنوز مصر المخبئة عن تاريخها السياسي والادبي والثقافي والاقتصادي والعمراني وتشكلها كدولة محورية مؤثرة

وانت تحتاج الى ساعات طويلة للاطلاع على عناوين الكنوز تلك فقط

نتجول في الاسكندرية وفي ذهني انا شخصيتين نادرتين ولدتا وعاشتا في هذه المدينة هما

كافافي وسيد درويش .......شاعر كبير وملحن ومطرب عبقري

درويش الذي رحل بعمر 31عاما لكنه نهض بموسيقى دولة كبيرة مثل مصر وانجز المئات من المسرحيات والالحان والاغنيات واسس لفكرة ان الغناء للجميع حشاشة وصنايعية وعمال وعشاق بدا كعامل بناء حتى اصبح عبقري الموسيقى الذي هو عليه كان درويش شخصية فالتة من عقال زمنها  ومن الطرائف عنه انه كان يحب فتاتين في ان واحد

اختلف مع الاولى وتركها وبقيت له واحدة يحبها وقبل ان تفتح له الباب قالت له بشرط ان تغني لي فورا اغنية خاصة ...  وبعبقريته كتب ولحن وغنى لها اغنية باسمها وهو مازال في الباب يرجوها ان تدخله بيتها ...... لكنها ادخلته بعد ان عرفت ان حبيبها جنيا وليس بشرا 😅...

واما كافافي الشاعر فهو من اب يوناني ثري جاء الى الاسكندرية وهنا ولد  وكتب شعره العظيم

كافافي الذي كنا ومازلنا نردد عبارته الشهيرة

اذا كنت قد خربت حياتك هنا

في هذا الركن القصي من العالم

فهي خراب

انى حللت 😪

(البقية في البوست القادم)