أخبار أدبية

الكاتب السوري محمد درويوس

الكاتب السوري محمد درويوس

328 مشاهدة

الكاتب السوري محمد درويوس ..

الأستاذ #شادي فضة

"ليس للسوري الأسماء والصفات العادية التي تطلق على البشر. ليس لديه رفاهية الصفات المجلوبة من زمن الآخرين على أرضه،  أو من زمن من أفتى له بوجوب الموت لقاء شعارات مزعومة ،لا لأنه  أكثرأو أقل  من غيره ، لا لتبجح عنصري أو دونية مزروعة ،إنما لأن لديه محنة ومحنة فقط ، يعيشها بأحرفها الثماني والعشرين وكتائبها الألف ، منذ سبع سنوات  وهو يجوب اللغة بحثا عما يصف توهته في الصراع والاختيار.منذ سبع سنوات وهو يبحث عن اسم له يقيه شر التوصيف المقيت .....لديه أسماؤه الخاصة به ، أو لنقل ملحقات أسمائه المنحوتة من أعمار تذوي وأرواح ترتجف ...سماؤه ليست كسماء الآخرين وأرضه ليست كأرض الآخرين.

.......

هو القاتل الذي اكتشف في نفسه قدرة وحشية كنا ظننا أنه تخلى عنها طواعية منذ زمن ، هو الجسور الذي يقطع سبعة بحار وسبعة أودية في سبيل الهروب إلى جنة مفترضة ، وهو اللعوب الذي يجد وقتا بين نويتي حراسة ليكتب قصيدة على فسيبوك لحبيبة منتظرة ، وهو العاشق الذي يردد أبيات العتابا على خط تماس في منطقة ساخنة ، وهو السجان والسجين والضحية والأضحية ...وهو الكفيف والأخرس والخائن واللص الذي يسرق قبلة من قبض ريح ، هو الضعيف والبارد والمتهتك واليائس من ألاعيب السياسة والنائم في أحضانها ....المشاء والعابس والمنكفىء الذي يأكل فلا ينقص الرغيف والذي يتنفس فلا يقل الهواء ، المفكك والبليد والمرتعب الذي ينتفض صدفة فلا يجد غير جسد أخيه ليزرع فيه سكينه والذي يثور فيحطم طاولة طعامه ويحرق بيدر قمحه ، الكابت ألأما والمضمر حزنا ، الفقير والمرتجف والعاصي والسكير والمنقوص والناقص ، المكسور جناحا والمدمى عضدا ، المتهور الذي يتصدى بمفرده لرتل مدرعات مؤمنا بقدرته على صدها ويفعل .....المرسوم بألوان خفيفة على جدار يتهدم ....البسيط والرئيف والحنون ، الغامض واللغز والعنيد والمعجزة السيارة ، البريء البريء والجائع الجائع والجندي الذي يتجمهر ، منفردا ، في قبر ضيق ."