حوار مع مبدع

الكاتب نور الدين الهاشمي .. يجب دائماً أن نبحث عما هو عميق وإنساني

الكاتب نور الدين الهاشمي .. يجب دائماً أن نبحث عما هو عميق وإنساني

2315 مشاهدة

أعمال مسرحية وتلفزيونية كثيرة و مئة وخمسون لوحة لمرايا ياسر العظمة الكاتب نور الدين الهاشمي: يجب دائماً أن نبحث عما هو عميق وإنساني

19/1/2011
نكتب كي نتنفس ... نكتب كي نرد القبح والظلم و نسخر من الصلف والغرور نكتب لكي ندافع عن الحقيقة والجمال وكي نعيد الإنسان إلى إنسانيته ... نكتب لأن الله وهبنا من روحه لهب الإبداع لكي نكشف جمال وروعة خلقه.. نكتب حتى لا نكون شهداء زور إذا صمتنا

نكتب كي نغسل طحالب اليأس عن أرواح طال انتظارها للشمس... لهذا يكتب "نور الدين الهاشمي" الذي نال العديد من الجوائز الذهبية داخل القطر وخارجه صاحب الإنتاج الغزير والمتنوع والقلم المصبوغ بروح الطرفة الحمصية المتفائل بهذا الجيل والذي يرى في نظرته لكل طفل فكرة لقصة أو مسرحية حتى وصلت لأكثر من عشرين عملاً داخل سورية وخارجها في المسرح والتلفزيون إضافة إلى أكثر من مئة وخمسين لوحة كوميدية جريئة قدمها لمرايا ياسر العظمة منذ عام /2000/ المسلسل الأكثر شهرة الكاتب "نور الدين الهاشمي" من مواليد حمص/1945/ إجازة في اللغة العربية من جامعة دمشق زار العروبة وكان لها معه لقاء حول مجمل أعماله ...

- هل تحدثنا عن بدايتك مع قصص الأطفال وسر إنتاجك الغزير لأعمال الطفولة مسرحياً وتلفزيونياً وما حققته في هذا المجال عبر مسيرتك الطويلة..؟

 -- علاقتي بالأطفال قوية كوني علمتهم ثماني سنوات قبل انتقالي للتعليم الثانوي يمكنك إيصال معلومة بقيمة هامة للطفل وبمتعة شديدة وتشويق فعالمه عالم حكاية وخيال وقد بدأت بشكل جدي بالكتابة المسرحية للطفل عام 1983 عبر نص بعنوان" الصيد الثمين" من إخراج الأستاذ حسن عكلة قدمته فرقة المسرح العمالي ثم فرقة المسرح الثقافي بحمص ثم في مراكز المحافظات الثقافية وريف حمص و الثانويات الصناعية وبإمكانيات بسيطة من ديكور ومستلزمات و موسيقا وبمبلغ لا يتجاوز مئتي ليرة سورية .... لكن التجربة كانت جميلة رغم صعوبتها التي تطلبت الانتقال بالديكور والفرقة وهذا العمل قدمناه بمهرجان الطلائع بالرقة وكان انطلاقاً لنجاحات أخرى شجعتني على الكتابة للمسرح فكتبت بعدها نصاً آخر بعنوان " جبل البنفسج" ثم مسرحية " رحلة الحظ" وهكذا توالت كتاباتي للمسرح وأفخر أن لدي عشرون نصاً مسرحياً للأطفال ستنشر في كتاب وافقت عليه وزارة الثقافة وربما تكون مرجعاً لمن يريد أن يقدم شيئاً للطفل قدمت معظم هذه النصوص في سورية والإمارات وتونس والسعودية ولي حالياً نصوص اختارتها وزارة التربية لتدريسها في المناهج الحديثة للصف السابع وأكتب مجموعة جديدة " الزورق الفضي- هدية الثعلب- أحبك يا أمي" وهي مطبوعة بشكل جميل... أما بالنسبة لدراما الطفل ففي بداية التسعينات اتفقت مع المنتج عبد الله عباسي لتحويل أحد النصوص المسرحية إلى دراما تلفزيونية وقدمت عشر حلقات للتلفزيون السوري فقد لاحظت بأن الدراما التلفزيونية أكثر قدرة على الانتشار حيث يراها الملايين من الأطفال فكتبت " رحلة الحظ" و" سرحان في وادي الكسلان" و" مدينة الأحلام" التي أنتجها تلفزيون الكويت بالتعاون مع تلفزيون أبو ظبي وقدمت أكثر من عمل كفيلم أو كمسلسل أذكر منها " الرجل الآلي والأمنية الخامسة" وفيلم بعنوان " أزهار الصداقة" الذي نال الجائزة الذهبية في مهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون وحالياً هناك موافقة من التلفزيون السوري لانتاج فيلم بعنوان (غدير الغزلان واللمسة الذهبية )ومسلسل من ثمانية عشرة حلقة بعنوان "الينابيع الزرقاء" آمل أن يريا النور قريباً وأضاف الهاشمي : كتبت للشباب " الجدار- الجناح والصخرة- الدائرة" وأخرجت ستة أعمال منها " أغنية الموت" للكاتب المصري توفيق الحكيم قدمت في مهرجانات الشبيبة بحمص وأذكر مسرحية "رقصة الممثل الأخير" والتي كان أحد أبطالها الممثل حسام الشاه.....

- تعتمد في كتابتك لمسرح الطفل على الأغنية كثيراً...؟

 -- الأغنية بإيقاعها الجميل لغة محببة للطفل تحمل إيقاعاً خفيفاً وسريعاً وجملا موسيقية تصل بسرعة وسلاسة فتخدم العمل وهي جزء من الدراما المسرحية يمكنك من خلالها أن ترسم معالم الشخصيات وأن تدخل في قصة مشوقة أو تمهد لها أو تعلق على حدث فيها أو تلخصها وهي جزء من العمل المسرحي

- تقول في أحد لقاءاتك نكتب كي نرد القبح والظلم وندافع عن الحقيقة والجمال فما مدى تأثير الكلمة وقدرة الكاتب على تغيير الواقع في دفاعه عن قيم الحق و الخير؟

-- الكاتب الحقيقي جزء من مشروع الناس الشرفاء والطيبين هو المناضل والشهيد والفنان والعامل والسياسي النقي والكاتب جزء من هؤلاء وقد يكون دوره أعمق وأخطر لأنه يخاطب العقول والأرواح فنحن نستحم يومياً لننقي جسدنا ولكن من ينقي أرواحنا المتعبة سوى الفن والشعر الجميل كان المسرح في اليونان عملية تطهير روحي تجعلك تكره الخطأ والفساد و تهتم بمن حولك خاصة الأجيال القادمة الطرية فيجب أن تكون حياتنا جسراً لمستقبل آمن لهم...

- هناك من يرى بأن الدراما السورية تمضي إلى مزيد من التألق وآخرون يعتقدون أنها ستراوح في مكانها وعلى ضوء مسلسلات هذا العام ما رأيك كأديب كتب للدراما السورية ...؟

-- عندما تسير الدراما بهذه القوة والاندفاع لا أعتقد أنها تتراجع قد تراوح في مكانها ولكنها لا تتراجع فالدراما السورية لها كتاب وفنانون كبار وتقنيون مبدعون ومخرجون ومصورون ومهندسو ديكور يبحثون دائماً عن الأفضل وهي تطرح موضوعات تاريخية واجتماعية وكوميدية متنوعة وجريئة كان مسكوتاً عنها طرحتها بعمق كما تناولت بعض الأمراض التي تعيق مسيرة المجتمع ودخلت إلى بيئات مختلفة والأهم أنه أصبح لها هيئة خاصة للإنتاج وضعت لها مبالغ كبيرة حوالي/600/ مليون ليرة سنوياً فلم تعد رهناً للمال الخارجي

- فما أهم المسلسلات التي لفتت انتباهك في الموسم الرمضاني لهذا العام...؟

-- الأكثر جرأة وقوة وعمقاً كانا مسلسلي " لعنة الطين وما ملكت أيمانكم" حيث لامسا قلوب وعقول المشاهدين وكان مسلسل " ما وراء الشمس" موضوعاً جديداً وهاماً سلط الضوء على مشكلة المعوقين ولم تطرحهما الدراما سابقاً بهذا الوضوح وهذا شيء يحسب لها وهنا برز جمال الدراما السورية وإبداعها لأن مشكلة المعوقين موجودة....
- ألا تخشى من تكرار هذه المسلسلات الناجحة بطريقة تجارية من قبل شركات الإنتاج؟
-- هناك هيئة عامة يجب أن تضبط هذا النوع من الأعمال حتى لا يعمل كل شخص على هواه وأن لا يتم طرح الموضوعات كعملية تجارية أو موضة رائجة بل من زوايا مختلفة لم تتم معالجتها وهذا تكرر في المسلسلات التي تعالج البيئة الشامية ولكن لم تعالج بأزمنتها المختلفة وبيئاتها الفنية والمليئة بالقصص والبطولات والشخصيات التاريخية ...

- كان لك وجهة نظر حول مسلسلات البيئة الشامية بعد لقائي مع كاتب مسلسل باب الحارة كمال مرة ويومها اتفقنا أن تعرضها في لقائي معك...؟

-- في مسلسلات البيئة الشامية رأينا نفس الوجوه والحارات واللباس وباب الحارة واقع مفترض معلق وليس موجوداً وهذه ليست دمشق ما بين الحربين وحتى منذ مئة عام لم تكن هذه الأبواب المغلقة موجودة بل كانت تضج بالحركة الثقافية والفنية وفيها كليتي طب وحقوق وأندية رياضية وثقافية وطلبة يتصلون بالحياة ويذهبون إلى الجامعات أين دمشق الثورات والأناشيد الوطنية أين يوسف العظمة وشكري القوتلي ونجيب الريس وخالد العظم وأين عمر أبو ريشة وخليل مردم بيك وشفيق جبري – كان يجب التعمق أكثر عن دمشق ودراستها لا الانشغال بمشاكل النساء وتشويه حقيقة مدينة دمشق

 - كيف بدأت تجربتك في مرايا مع الفنان ياسر العظمة وماهو جديد هذا العام الذي سمعنا عنه...؟

-- بدأت علاقتي مع الفنان ياسر العظمة عام 1999 عندما أهديته مجموعة قصصية من تأليفي رغب فيما بعد بصنع قصص منها للوحاته فعرض علي التعاون وكانت " مرايا ألفين" التي أخرجها مأمون البني وقدمت فيها حوالي /25/ لوحة وتتالت اللوحات عاماً بعد عام حيث وجدت اتصالاً فكرياً وروحياً بيني وبين الفنان ياسر العظمة وقدمت لمرايا أكثر من /150/ لوحة منها ما كانت جريئة فكرياً وسياسياً وعميقة إنسانياً ورغم انقطاع مرايا منذ عام 2006 لا زالت علاقتي معه وهناك تعاون جديد في مرايا /2010-2011/ حيث تمت المراحل الأخيرة من كتابتها ...

- في تصريحك للعروبة مع الزميلة قمر صبري الجاسم ذكرت أن مرايا ستدخل في العمق ولن تتحدث عن مشاكل آنية فهل هو توجه جديد...؟

-- يجب دائماً أن نبحث عن ما هو عميق وإنساني ... صراع الإنسان ضد المرض والفقر والظلم والموت وصراع الأجيال وصراع المرأة لتأخذ حقها ومعنى البطولة والكرامة والحرية وهي معاني كبيرة ومجردة إذا شخصناها بالفن تبقى طويلاً ويمكن ترجمتها للعديد من اللغات أما معالجة مشكلة صغيرة كالازدحام على المخبز فإنها مشكلة آنية تموت بوقتها‏

حاوره : بديع سليمان‏

العروبة الحمصية

العدد : 13451

الخميس 20/1/2011

 

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية