أخبار أدبية

الكاتبة زليخة أبو ريشة وحكاياتنا حكاية

الكاتبة زليخة أبو ريشة وحكاياتنا حكاية

424 مشاهدة

الكاتبة زليخة أبو ريشة وحكاياتنا حكاية ...

الكاتبة #زليخة _أبو _ريشة

#قطع الأعناق في القصص الشعبي العربي

الحكايات الشفاهية التي يتم تداولها عبر الأجيال تفضح كثيرا من خفايا ثقافتنا وتكشف عن كثير من المستور والمسكوت عنه والمخبأ في رفوف خاصة في مكتبات المرجعيات والمؤسسات الرسمية والدينية لكي لا تطالها أيادي الباحثين غير المرغوب بهم . فالقائمون على تلك المؤسسات يعرفون أن ( حكايتنا حكاية ) وأن تاريخنا منقع بالدم . ومن أجل إنقاذ الكثير من السرد الشفاهي الذي بدأ يضمحل ويختفي في عصر أصبح التداول المعرفي الرقمي متاح للأطفال  وكف فيه الحكواتيين عن الكلام  (( الجيل الأكبر لم يعد يروي والجيل الصغير لم يعد يهمه الاستماع )) كما جاء في مقدمة كتاب ( حكايتنا حكاية ) والذي هو حصيلة مشروع عمل مشترك بين عدة مؤسسات جمعت حوالي 250 حكاية من القصص الشعبية التي رواها لاجئون ونازحون سوريون ، ثم أستخلص منها خمس وخمسين حكاية أوكلت مهمة دراستها وانتقاء عدد مناسب منها لغرض النشر الى الكاتبة والشاعرة والناقدة  والناشطة المدنية الأردنية " زليخة أبو ريشة " التي اختارت منها أحدى وعشرين حكاية وعملت على تدوين واعادة كتابة تلك القصص التي هي في الغالب حكايات استمعنا لها جميعا في طفولتها من الأهل وكبار السن . قامت الأستاذة زليخة بمجهود كبير لتخليص تلك القصص من كثير من المتعلقات وتدخلت لتخليص تلك القصص قدر الإمكان من لغة الوصم والتنميط العنصري أو الإدانة وإصدار الأحكام المسبقة والتمييز ضد النساء ، لكن الأشاعرة الأكثر أهمية التي تثبتها في مقدمتها تأتي في قولها (( لكني لم أستطع أن أجعل من الحكام أهل عدل ، بل كان قطع الرؤوس يتهدد أبطال الحاكايات كيفما أتصلوا بهذا الملك أو ذاك السلطان ، وظلت الرعية في جميع الحكايات تحت رحمة ما فيها من حكام ، وقد أبقيت على هذا الهيكل المظلم ، لأن هدمه يعني هدم القصص الشعبي نفسه ، حيث يصبح وثيقة عصرية بأفكار عصرية ، بينما نريد له أن ينطق عن هواجس كل من روى وحكى وأضاف وحذف وعدل ))

وقد قرأت القصص التي اختارتها الأستاذة زليخة وجمعتها في هذا الكتاب ومثلي مثل الكاتبة قد سمعت أغلب هذه القصص في طفولتي . وذلك ما يجعلني أدرك حصافة الكاتبة ومحررة الكتاب وجهدها الكبير الذي سعى لتخليص تلك الحكايات من الكثير من عوالق الفكر العنصري الذي ظلت راسخة فيها عصورا طويلة . بعد ذلك قمت بإحصاء صغير لعمليات قطع الرؤوس الواردة في تلك الحكايات وكان عددها اثنتي عشر مرة ، أضافة الى عمليات قتل للزوجة أو لصديق أو لعابر سبيل بالخناجر وال سكاكين أو رميا للزوجة في البير . وهنا مثال واحد لما ورد منها :

  أراد رجل يكره زوجته التخلص منها بأن يطرح عليها حزورة تحملها الى أبيها ، الذي لم يحسن تربيتها ، حسب اعتقاد الزوج ، فإذا حلها عفا عنهما وإذا لم يفعل يقطع رأسها ورأس أبيها !!!!!!