أخبار فنية

المؤلفة والمخرجة ليزا نصير ومسرحية .. وتـبـقـى .. التجربة الأولى ..

المؤلفة والمخرجة ليزا نصير ومسرحية .. وتـبـقـى .. التجربة الأولى ..

4162 مشاهدة

المؤلفة والمخرجة ليزا نصير ومسرحية .. وتـبـقـى .. التجربة الأولى ..

ضمن فعاليات المهرجان المسرحي الرابع والعشرون لشبيبة دمشق قدمت رابطة " العباسيين"، مسرحية " وتبقى ".

بدأ العرض المسرحي من محكمة افتراضية نسمع منها صوت نقرات القاضي الثلاث يعلن بدأ الجلسة للاستماع للمدعيات الأربع، ترافق المشهد ضربات سوط الجلاد/الرجل كهرموني لصوت أنثوي يرتل " لاءات " الأحكام الجائرة على خلفية موسيقى الألم والحزن، يفجر التمرد للتبديل والتعديل والتغيير وحتى الإلغاء... فالمحكوم بغض النظر إن كان أنثى أم ذكر، هو في النهاية مطلق إنسان....وتتالت الحكايات الأربع بروح وأحاسيس الممثل الواعي للفضاء الذي يتحرك فيه الجسد والحوار واللون والإكسسوار يشكلون بالنهاية الصورة ذات الموضوع الشائك الأنثى والذكر/المرأة والرجل...الإنسان؟؟؟؟ بتوصيف دون الدخول بالعمق لنهاية المشوار وهذا ما دفعنا لنذهب بعد العرض نلتقي مؤلفة ومخرجة العرض المسرحي "وتبقى"، الشابة المسرحية "ليزا نصير"، التي شاهدنها على خشبة المسرح ممثلة تختزن طاقة وتكنيك عال، في التعبير والأداء والإلقاء.  مع مخرجين شباب في عدة عروض مسرحية شاركت في الدورات السابقة لهذا المهرجان، وبالمهرجانات المركزية للشبيبة أيضا. اليوم تقدم نفسها مؤلفة ومخرجة وممثلة مع فريق عمل لطيف وظريف، كما شاهدنا وسمعنا ما تفضل به أعضاء لجنة التحكيم أنكم تصديتم لموضوع إشكاليّ هن العلاقة بين المرأة والرجل، وبالمعنى الإنساني الرفيع العلاقة بين الأنثى والذكر في مجتمعنا المقبل على الحياة تغييرا وإعادة صياغة للكثير من المفاهيم والمصطلحات الفكرية والاجتماعي وسواها...نتمنى عليك أن تضع القراء الكرام أمام هذه التجربة المسرحية الفنية والتي حملت قضية كبيرة تم معالجتها على خشبة المسرح، وهي تجربتك الأولى بالتأليف والإخراج؟ تفضلت قائلة: «نعم هذه التجربة الأولى ليّ مع التأليف والإخراج، والعمل بشكل عام يمس الأنثى، وبنفس الوقت يمس المرأة والرجل بآن معا، وبالعام هي دعوة قضائية أنثوية رفعتها المرأة ضد الرجل، وتتجلى بعدة أشكال، وهي بالتالي مشاكل تتحدث مع معاناة المرأة مع الرجل، عدة حالات اجتماعية مثلا بنت طالعها والدها من المدرسة لأن زميلتها تعرضت للاختطاف، حاول أن يزوجها من شخص متعلم لكنه رفضها لأنها غير متعلمة، هذا ما دفعها لرفع دعوى للقاضي، بنت أخرى تعاني من السمنة كان معظم الناس يحكمون عليها من شكلها، وتدعوهم كي يرونها من الداخل الأنثوي عندها، وحكاية ثالثة لبنت خرساء ترغب بل تريد أن تعبر عن داخلها وأحاسيسها الإنسانية، وبنت ترزح تحت سلطة والدتها التي تخاف عليها جدا، لذا ترافقها للمدرسة وتنتظرها بالعودة، يتوفى الوالد فترزح تحت سيطرة أخيها، الذي باعها كزوجة لأحد ما، هذه الحكايات الأربعة هناك جزء منها يخص الرجل وآخر يخص المرأة...تلك هي الدعوة، لكن بنفس الوقت أوضحنا أن الرجل له أيضا مشاكل اجتماعية تربوية أيضا، إذا وكما أعتقد هي حالة صراع غير منتهية، وهذا ما دفعني لتسمية العرض "وتبقى"، هذه الحالة الجدلية، حالة الصراع بين الرجل والمرأة موجودة لأن وجود الرجل والمرأة مربوط بهذه الحالة، بشقيها السلبي والإيجابي عند الطرفين، لذلك لم أضع المرأة المظلومة بالمطلق، ولا الرجل الظالم بالمطلق أيضا، لأنني أريد بالنهاية أن أشير للإيجابي عند الطرفين بوصفهما إنسان، وليس هناك في مسرحيتنا بطل، ولم أطرح القضية من هذه الرؤية مطلقا- وهذا ما كتبته على البروشور، حيث أقول: "سيبقى الجدل مستمرا...طالما السؤال ذكر والإجابة أنثى...وعلينا أن لا ننسى أن الذكر والأنثى هما مصطلحان لكلمة واحدة هي الإنسان...شكرا لك...". – لأن كل منهما يكمل الآخر، وهذه الحالة موجودة ومستمرة حتى الآن وأعتقد ربما تكون أبدية، وهي حالة إيجابية لأنهما الاثنان وجدا أنهما لا يمكن أن يستغني أحدهما عن الآخر ويكملان بعضهما البعض...».

تعرف عليك الجمهور ممثلة، ما هو الدافع الذي أخذك باتجاه التأليف والإخراج بوصفك أنثى/صبية؟ أجابت موضحة بالقول: «شغلي كممثلة جعلني أحب كل ما يتعلق بالمسرح، وأشعر بأنه يعنيني تماما بشكل عام، لذلك وعبر مراحل متعددة بدأت أحس أن الإخراج هو جزء مني وبدأ يكبر شيء فشيء، وأحسست أيضا أنه من الضروري أن أضع وجهتي نظري بما يجري حولي، وأنا أُحب الرسم، فوجدت أن هناك علاقة بين الرسم والإخراج، وهي بحد ذاتها تجربة، وأحببت أن أخوضها وأختبر إمكاناتي، وقد كانت أمنية في البداية لكن دعمتها معرفيا وثقافيا وتجربة ومحاكاة لتجارب الآخرين من الزملاء، كي أمتلك أدواتي بشكل صح ، لذا يمكنني القول أنني دخلتها بمعرفة وإحساس عال بالمسؤولية، تجاه نفسي، واتجاه فريق عملي الذي شاركني هذه التجربة وسلم نفسه ليّ، واتجاه الجمهور الذي أحترمه لأنه الضلع الثالث بالتعاطي مع المسرح، كل ذلك كان حاضرا لأخوض تجربة كاملة، ربما لا أنجح، لكن في النهاية أسير على أسس صحيحة كمؤلفة وكمخرجة أيضا، ضمن مشروع الطموح الذي يخصني في تناول موضوع يخصني بوصفي أنثى أيضا، كان عرض له علاقة مهمة بالشفافية، من خلال استخدام التول الأبيض، والدخان، يعني حاولت رسم صورة كاملة لشيء له علاقة بالشفاف، وتوجهي جاء ضمن مشروعي العام، والذي يحمل أحد أهدافي، لذا من هنا جاءت المغامرة الجريئة المبنية على الوعي والثقافة والمعرفة والتحدي أحيانا للذات، وللمجتمع إن جاز ليّ التعبير، لذا لم تكن مجرد أمنية وانتهى الأمر، بل نتاج إصرار، شاركني به مجموعة العمل بإعطاء الفكرة، التي نسجت عليها هذا النص المسرحي، بعيدا عن الخوف، والقلق، وأحببت أن أقدم وجهة نظري بهذا الموضوع، بعيدا عن التقييم والجائزة، وأعتبرها مغامرة إيجابية، ولا أنكر جهود المجموعة والأصدقاء المسرحيين والمشرفين الذين ساعدوا لتقديم هذا العرض المسرحي، وكل الشكر للمهتمين ولجنة التحكيم التي قدمت ملاحظات هامة لتحسين العمل والارتقاء به، وكذلك الشكر للجمهور النبيل الذي أحسست مشاركته الوجدانية للعرض المسرحي.».

بطاقة العمل:

اتحاد شبيبة الثورة – فرع دمشق

المهرجان المسرحي الرابع والعشرون لشبيبة دمشق – رابطة العباسيين تقدم: مسرحية "وتبقى . . "، فكرة: المجموعة..تأليف وإخراج: ليزا نصير..

 الممثلون: مدين حدو، أحمد الحرفي، ريم بدوان، رزان عزام، رؤى معروف – بدلا عن نور عيسى –  ليزا نصير.

 الفنيون:تصميم الإضاءة: سمير الشماط. تنفيذ الموسيقا: ياسين بشار. تصميم الديكور: مدين حدو. اختيار الملابس: ليزا نصير. كوافير: براء خواتمي. مساعد مخرج: أحمد الحرفي.

شكر خاص للأستاذ "رائد مشرف".  

كنعان البني – دمشق    

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية