أخبار فنية

المخرج الممثل رعد علوش ... في مسرحية ... إلى الأسفل

المخرج الممثل رعد علوش ... في مسرحية ... إلى الأسفل

2737 مشاهدة

المخرج الممثل رعد علوش ... في مسرحية ... إلى الأسفل

قُدم هذا العرض المسرحي ضمن فعاليات المهرجان الرابع والعشرون لشبيبة دمشق..وذلك مساء يوم الأحد 17/4/2011 على مسرح "نبيل يونس"، ميسات.

بطاقة العرض: اتحاد شبيبة الثورة – فرع دمشق تقدم مسرحية "إلى الأسفل"، مادة نصية مستوحاة من الأدب الروسي.. تمثيل: مُهجة الشيخ، أحمد سلقيني، رعد علوش. تأليف: سعيد الحناوي..إخراج: رعد علوش...كلمة المخرج: «لأنني لم أجد حلاً قررت قتل الكلام...». شكرا...بلال الظفري...شكرا...سعيد الحناوي لقد كنت العين التي نرى من خلالها..الفرقة.

بدء العرض المسرحي بصوت مُسجل للكاتب القابع بزاوية في القبو يقول: «سنوات عديدة وأنا لم استطع ولو لمرة واحدة أن أعرف أين أنا ...تركت كل شيء...وهجرت كل شيء...ودخلت إلى المكان الذي سميته قبر الكلمات...لم يعد قلمي قادر على الكتابة ..وأصابعي تحولت إلى عظم».

تحدث العرض المسرحي عن كاتب متزوج من امرأة أصغر منه بعشرون، أحبته وتزوجته لقاء معروف صنعه معها، وتعلم أنه كان يحب غيرها لكنها هجرته..عاف الفيلا الفخمة ولجأ للقبو المتعفن هربا من الناس الذين يقولون ما لا يفعلون، ويدعون الثقافة، ويشغلون المناصب العالية، اعتكف هذا القبو رافضا الخروج رغم تهديد الزوجة بالرحيل...لكنها لا تنفذ لأنها تحبه .. يدخل عليه رجل باسم صحفي يحاول إقناعه بالخروج لكنه يرفض الخروج ويحاول طرد الصحفي قائلا: «مللت من الذين يسمعون ثم يدوسون على الكلام...مللت أولئك الذين يتظاهرون بالثقافة والعلم ولا نراهم إلا وهم يظهروا بالافتتاحات والختامات...وربما لا يفقهون شيء عن الثقافة ...مللت التصنع، مللت الرياء...اسمع يا هذا نحن لسنا بحاجة إلى شعر يُكتب أو كلام يُبكي...نحن بحاجة إلى قلوب تنبض دما صافياً...إلى قلوب تؤمن كل الإيمان أن العمر مرة واحدة...وفي هذه المرة...يجب أن نصنع أنفسنا لا أن نبقى تحت المطر..وندعو الله أن يُنزل مطره رزقا من مال أو طعام...لن يقبلنا الله ...لن يقبلنا الله...». يؤكد له الصحفي أن حبيبته "ماريا" تطالبه للخروج..يستغرب الطلب ويعترف بأن "ماريا" ميتة؟؟؟ ثم يكشف الصحفي عن نفسه لنعلم أنه محقق بالشرطة الجنائية وتم اكتشاف جثة "ماريا" مدفونة بحديقة منزل ووجدوا معها الدليل على القاتل وهو "الكاتب" الذي يعترف بجريمته، ويسرد قصة القتل وكيف تمت لأنه اكتشف أن "ماريا" لا تحبه لفوارق اجتماعية بينهما حيث يقول: «أنا من قتل "ماريا"، ودفنتها بيدي هاتين، كان يجب أن تموت، شيء بداخلي أمرني بقتلها، سقط عنها القناع، مثلها مثل بقية الوحوش..رأيت مخالبها ورأيت أنيابها...فقتلتها بيدي هاتين..كان يجب أن تموت...»...لذا اضطر لقتلها والخلاص منها.. ينتهي العرض المسرحي بقرار توقيفه وعرضه على القضاء...نراه في الزاوية تسقط لوحات ثلاث منها صورة الحبيبة – الصور الثلاث بلا ملامح فارغة – وتنقلب اللوحة التي بالعمق وعليها مرآة محطمة ويعلوها قفص يحتوي على ببغاء ملون..لتصبح لوحة عليها مرآة غير مكسورة ويعلوها قفص فارغ...ثم نسمع تسجيلا آخر لصوت الكاتب يقول: «كم أنت جميلة أيتها الحياة...بيدي أغلقت عينيّ عنك..بيدي حمّلتك أثقالاً فوق أثقالك..كم أنت جميلة أيتها الحياة ...سامحيني إن كنت أرى كلّ شيء...إلا نفسي...سامحيني إن كنت ملأت كل الفراغات ...ولم أملأ فراغاتي...سأصحو في الغد وأعترف بكل قواي العقلية ...كم أنت جميلة أيتها الحياة....».

بعد العرض كانت الاستراحة مع مجموعة العمل وبعض أعضاء لجنة التحكيم والضيوف من الأهل والمهتمين. وجرى حوار بين أعضاء لجنة الحكم وفريق العمل..وكان هناك إجماع أن العمل يمتلك أكثر من 60% من مقومات وعناصر العرض المسرحي...وكان هناك نسبة بسيطة لتحقيق الأفضل..وأن هناك خلل بالمادة النصية حكمت أداء الممثلين وأوقعتهم بالمُنُتون الواحد وسيطرت الحالة العصابية الانفعالية عليهم في كافة الذرى الدرامية التي تتطلب التلوين والدخول أكثر في توضيح عوالم الشخصيات الثلاثة... والخل ما بين المقدمة الذاهبة بالكاتب نحو الموت والإجرام ثم نراه يتحدث عن فلسفة القيم الإنسانية والحكمة .. هذا التناقض والضعف في المادة النصية أنتجت هذه الحالة من الذهاب نحو الشكلانية في الحلول الإخراجية، رغم أن الأدب الروسي غني بالعوالم الداخلية الرومانسية والعبثية والصمت...وهذا ما كان ينقص المادة الدرامية النصية لتفسح المجال أمام الشخصيات لتذهب بالحالة/الحدث إلى نهايتها...ملاحظات هامة قُدمت من الدكتور الفنان "جمال قبش"، ومن الفنان الدرامي والمسرحي "يوسف المقبل"، ومن الأستاذ الفنان والناقد "موسى أسود"..على حامل من المحبة والغيرية على هؤلاء الشباب الهواة الطموح...كما أثنى على العرض مع بعض الملاحظات الفنان الموسيقي الجميل "هادي بقدونس"، والدكتورة "عبير سليمان"، والدة الممثلة "مهجة الشيخ"، التي عادت للمسرح بعد غياب أربع سنوات..وكانت متألقة كبقية فريق العمل...

كنعان البني - دمشق

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية