أخبار فنية

المسرح الجهوي بوهران .. عبد القادر علولة

المسرح الجهوي بوهران .. عبد القادر علولة

2887 مشاهدة

 

المسرح الجهوي بوهران .. عبد القادر علولة

لاّه لا يزيد أكثر...تشخيص لواقع اجتماعي ونفسي

احتضن ركح المسرح الجهوي " عبد القادر علولة" بعاصمة الغرب الجزائري وهران ،

العرض العام لمونولوج " لاّه لا يزيد أكثر" للكاتب " بوزيان بن عاشور"  واللمسة

الإخراجية لـ" عزالدين عبار" .

العرض الذي تقمص أدواره باحترافية عالية وحضور قوي على الركح الممثل المحترف

" أحمد بن خال" الذي ساير أحداث المونولوج بكل عفوية ولمسة إبداعية تنمّ عن

مميزات ذات أفق واسع وبعد مستقبلي .

" لاّه لا يزيد أكثر" كانت أنموذجا لشخصية " قادة بوجلال" الشاب الطموح الساعي

لاعتلاء سلم التميز الاجتماعي والمستوى الحضاري الراقي ، راح يسلك شتى المسارب

بهدف أن يلمع نجمه في سماء الشهرة.

في خضم الفوضى الحاصلة أمامه ، لم يخمد اصراره وبحثه عن المخرج كان منفذا

للخلاص النفسي والصفاء الروحي الذي راح يسعى لتبيّنه ، فكان " قادة بوجلال"

حبيس أحلامه وخيالاته الجوفاء التي دفعت به لسلك كل التجارب دون جدوى ،

فكان صورة طبق الأصل لمعاناة اجتماعية ومأساة إنسانية.

إن " قادة بوجلال" شخصية تختفي وراء ستار العبث الاجتماعي مقتنعة أن الخلاص لا

يكون إلا بالتجريب والغوص في مجالات الحياة العثرة ، وفي هذا دقّ كل الأبواب وخاض

كل مغامرة حياتية ومع ذلك لم يبتسم له الحظ فكان رقما ضائعا في سنّة الحياة وسرابا

قائما بذاته .

وممّا زاد الطين بلّة تحمّله المسؤولية تجاه شقيقته التي كانت عائقا حسب معتقداته في

وجه نجوميته المقوقعة في ذهنه ، ومع ذلك حاول المضي قدما فكان ركضه المضني

للحاق بالشهرة مجرد حلم ضائع الهدف والأساس.

ليكون " قادة بوجلال" واحدا من سلسلة المتوهّمين ، وحلقة ضائعة في زمن اللامبالاة

والعبث والتحيز الاجتماعي ، والمسؤوليات المقلدة والمناصب المرموقة المرصعة

بالخيانة والتغني بالمبادئ في زمن لا يعترف إلا بالسّلطة والجاه الفارغين من كل غاية .

وعليه ، إن مونولوج " لاّه لا يزيد أكثر" كان حاملا للعديد من المزايا والرسائل الهادفة

التي وفّق الممثل " أحمد بن خال" الى حدّ كبير في تقمّص شخصياته أين أكّد مدى

الطاقة الكامنة في داخله التي ماتزال في حاجة للدّعم والالتفاتة الفعلية .

 
بقلم : عباسية مدوني – سيدي بلعباس- الجزائر .

 

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية