مواضيع للحوار

المسرح بين التكامل والتفاعل

المسرح بين التكامل والتفاعل

542 مشاهدة

المسرح بين التكامل والتفاعل

#جدل - #تكاملية المسرح

بواسطة #سماورد في أغسطس 16- 2020

 

#ما يميز المسرح كفعل وممارسة عن غيره من الفنون كونه فن جماعي/تكاملي وفن تفاعلي أيضاً، قائم على مبدأي التكامل والتفاعل. التكامل والتفاعل الداخلي بين مجموع عناصره المكونة له، والتكامل والتفاعل الخارجي مع الجمهور. هذا التكامل/التفاعل هو ما أعطى للمسرح الحياة منذ نشأته الأولى وحتى الوقت الحالي. الأعمار التي مرت على المسرح لم تُغيّر من طبيعته ولا من بنيته، رغم الاستفادة من التكنولوجيا بكل ما أنتجته منذ المصابيح والكهرباء، وتقنيات السينما، وتقنيات العرض ثلاثية الأبعاد، و… إلخ؛ وبذلك ظل المسرح حيوياً وقادراً على التعايش مع متغيرات الزمن.

نفتح في مجلة سماورد ملف (جدل) حول المسرح وتكاملية وتفاعلية عناصره، وطرحنا أسئلتنا حول هذا الموضوع على عدد من المسرحيين العرب الذين شاركوا هذا الملف، وقد تناولوا في مشاركاتهم موضوع تكاملية المسرح تكاملية عناصره، ومبدأ التفاعل في الفعل المسرحي داخلياً وخارجياً، والتجريب المسرحي الذي طال كل عناصر المسرح. كما تناولوا أيضاً التجارب التي غيبت جسد الممثل تمامًا من على الخشبة، كتجربة استخدام الهولوجراما، والنص وأهميته، وفكرة بث العروض المسرحية عبر وسيط بصري، التلفزيون، أو اليوتيوب، أو حتى وسائل التواصل الاجتماعي كالفيسبوك، وهل يخل هذا البث من مفهوم المسرح، ورأيهم حول عروض المسرح الافتراضي، أو المسرح الرقمي. حيث تقدم عروض مسرحية مباشرة لجمهور خلف شاشات الكمبيوترات أو الهواتف النقالة، ودون حضور واقعي، وهل يمكن اعتبار هذه التجارب مسرحاً.

 

1 - #الطرح التجريبي يمنح اللعب المسرحي حياة

الدكتور سامي الجمعان – السعودية:

إذا ما نظرنا الى المسرح بوصفه صورة مرئية يفترض بها أن تكون منسجمة العناصر، ولا يمكن أن يحيل الانسجام إلى أن عناصرها متسقة ومتوائمة وقادرة على تبليغ رسالتها بشكل وافي، هذا التكامل الذي نتوخاه ونصبوا الى بلوغه ليس أمرا اختياريا بل هو شرط اساسي من شروط العرض المسرحي، لذلك نقول عن عرض بانه عرض مشبع فاتن ممتع ونقول عن اخر بأنه جميل لكنه يحتاج الى زيادة تجويد وما النقص الذي نشير اليه سوى نقص في تكاملية العناصر وبالتالي نقصان في انسجامها.

 

2 - #التجريب سفينة المسرح المحاربة

عبيدو باشا – لبنان:

 لا يمحي عنصر عنصراً في المسرح. الصالة هنا، حيث يحبس التعب وحيث يتحول التعب إلى شلالات فرح بدون جد، بدون جد فائق. ما أن يدخل المسرحي إلى المسرح، حتى يراوده شعور غزو الجبال بأسلحة من خضرة، بأسلحة خضراء. بعدها، يدرك المسرحي أن لا مجال أمامه سوى المضي إلى الأمام. هكذا، يضحك كما تضحك فتاة عندما تملأ دلواً بالماء وآخر بالأمل وثالث بالأقمار الوردية. لا يفصل المسرحي بكل المراحل بين الداخل والخارج. لأنه الأدرى بأن المسرح إسفنجة، غيم ملون متفوق لم يلبث أن يغدو غيمة لا تزهر إلا في وهج المسرح. المسرح شيء برمته. الكلام على داخل وعلى خارج كلام على طعم الملح في ماء البحر. الكلام على الداخل والخارج كلام على الحروق وعلى المراهم. المسرح مساحة، حيث لا ترى الأشياء.

 

3 -  #“المسرح بين الواقع والافتراضي ولكن… !!”

جمال قرمي – الجزائر:

يعد المسرح حالة ثقافية متلازمة مع الإنسان منذ وجد، وبغض النظر عن مظاهره الأولى التي ظهرت وتطورت مع الإنسان وحضاراته المتعاقبة، فإنّ المسرح بقي في حالة تحول مع هذه التقلبات في الحياة الاجتماعية للإنسان، ومع تسارع حالات التطوّر كان المسرح من جهته وأهله يطوّرون أساليبهم الفنية والجمالية معه.

فكان منذ البداية بظهور الممثل ثم جاء “سوفوكليس” ليجعل منه نصا مسرحيا وليخلق الحوار المسرحي ثم تتطور اللّغة المسرحية أكثر حتى تخرج من عباءتها الدينية والطقسية وتحرر المسرح من الكنيسة والسيطرة الدينية، حيث كان هم المسرحيين البحث بكل الوسائل عن صيغة للتقرب من الجمهور أو الطريقة المثلى للوصول إلى الجمهور… وبالطبع كون المسرح حالة متلازمة مع المجتمع فكان لابد من تلازم تطور اللّغة المسرحية مع تطور المجتمع بل ومحاكاة الحالة الاجتماعية، فتطور بناء المسرح من الخارج وتطورت لغة النص وأهدافه وأساليبه بل ونشأت المدارس المسرحية المختلفة والمتناقضة ببعض الأحيان على يد مخرجين مسرحيين، اختلفوا في مناهجهم ورؤاهم لكنهم اتفقوا على هدف واحد…

 

  1. - #المسرح تفاعل متجدد مع الحياة

سحر جعفر – السعودية:

 المسرح رسالة فنية وثقافية وإجتماعية وتعليمية نستقي منها تاريخ الحضارات والثقافات. المسرح أجمل الفنون وأقواها أثرا بتكاملها وتفاعلها اللامحدود مع الإنسان وتعزيزها للقيم والأخلاق. هذا الركح بكل ألوانه المسرحية يهدينا البهجة والدهشة ومشاهدة تحكي مشاهدنا وقصصنا وكأنه حياة ضمن حياة.

يقول بيلي “أينما كان هناك مجتمع إنساني تتجلى روح المسرح التي لا يمكن كبتها”، حين ينجح المسرح في رسم حالاتنا الإنسانية بكل ألوانها، حينها تكتمل هذه الرسالة. حين يصبح المسرح وسيلة تفاعلية مع الإنسان، وحين يتكامل العرض المسرحي بأسس فنية صحيحة سينجح في رسالته المنشودة في الوصول الى الإنسان.

 

5 - #لا مسرح بلا جمهور

خالد المسلماني – الأردن:

ان فن المسرح كفعل يتميز عن غيره من الفنون كونه فن المواجهة الحي ما بين الممثل والجمهور منذ نشأته الاولى وحتى يومنا هذا، فلا مسرح بلا جمهور. وقد تطورت العروض المسرحية عبر التاريخ من خلال مكملات العرض المسرحي من اضاءة وخدع بصرية، من خلال الاستفادة من تقنيات السينما والتكنولوجيا بشتى انواعها ليتطور مع تطور الزمن ومواكبة تكنولوجيا العصر، لكن المسرح يبقى كما هو من ناحية انه فن جماعي وتكاملي ما بين الممثلين فيما بينهم على خشبة المسرح وما بين الجمهور ومدى تفاعله مع العرض المسرحي. لهذا كان الممثل ولا زال هو العنصر الاساس للعرض المسرحي فلا عرض  مسرحي بلا ممثل ولا مسرح بلا جمهور، ولكي ندرك تكاملية العرض المسرحي فلا بد من الانسجام الكامل.

 

6 - #المسرح لعبة الــتحدي

فتحية الحداد – الكويت:

لعبة، هي المترادف الانكليزي الذي يعود بنا إلى الفضاء الأول لكلمة “مسرحية”، يأخذنا إلى الألعاب الرياضية الجماعية لــنتخيل أننا في اليونان جالسون على مصاطب نراقب الألعاب الأولمبية ونهتف مع الجماهير هناك ونصرخ تفاعلا مع اللعب حتى يحل العام 364 قبل الميلاد وتصاب روما بالطاعون وهنا تهب رياح موسمية، لعلها “رياح التغيـير”. في قراءتنا لتاريخ روما نستخلص أن فترة انتشار الوباء صادفت إضافة جانب جديد إلى الخُطب العقائدية، فقلدوا حركات الراقصين ليصبح الأداء واللهو جزءً من طقـوس تتطور لاحقا سواء عند الاغريق أو الرومان لتأخذ سياقا أكثر تعقيدا فيـسمى العرض باللاتينية (theatre) أي ما يُرى بالعين.

 

7 - #المسرح دون الممثل .. عين التحريف

حاتم التليلي محمودي – تونس:

 لقد سبق لي أن عبّرت في أكثر من موضع عن مجزرة مفهومية تجد اشتغالها في الحقل المسرحي. وأنا أستعمل لفظة المجزرة كاستعارة للتعبير عن العنف القائم أمام فوضى المفاهيم والمصطلحات، أعتقد أنه يجب كنس تلك الادعاءات القائلة بالمسرح دون حضور جسد الممثل، إن جوهر هذا الفنّ هو الدم/ القربان والممثل هنا والآن هو البديل المتعالي عن ذلك القربان، وأن نتحدث عن مسرح دونه فذلك عين التحريف، لا بل عين الخطأ، ولا بل عين الجهل.

 

8 - #المسرح .. حياة متجددة وتواصل مستمر

الدكتور عمرو دوارة- مصر :

أفضل دائما استخدام عبارة أن “المسرح جماع الفنون” عن استخدام عبارة “المسرح أبو الفنون”، وذلك لأنه تاريخيا قد خرج من رداء الشعر (الأدب)، ومع ذلك يظل “المسرح” هو أطول الفنون عمرا وأكثرها تأثيرا وقدرة على تحقيق تلك العلاقة المباشرة مع المشاهدين، تلك العلاقة التي تفتقدها جميع الفنون الأخرى بكل ما تملكه من وسائل حديثة للإبهار تسهل امكانية الوصول والتواصل مع المتلقي. ويحسب للمسرح باعتماده على لغة الحوار وعلى الحبكة الدارمية محكمة الصنع والتي يلعب فيها “الصراع” دورا أساسيا في تصاعد أحداثها أنه قد ظل طوال مسيرته  القلعة الحصينة للحرية، وذلك باعتماده على صياغة وتقديم.

 

9 - #المسرح ومأزق الوجود والتأثير

الدكتور جبار خماط حسن – العراق:

المسرح طاقة تأثير مجتمعية لها القدرة على إعادة التناغم المفقود في النسيج المجتمعي بين الأفراد والبيئة المحيطة، على نحو معالجات إبداعية تتجاوز الخاص /النخبة، إلى العام / الجمهور. وإذ نجد تراكم الخبرة المسرحية في وعي الشعوب التي عرفت المسرح لدى أوروبا وشرق آسيا، فإننا نجدها، تنعكس إيجابا على السلوك اليومي والايمان بالآخر شريكا في صناعة المساحة الصديقة ذات  البعد الثلاثي، الانا – الآخر- البيئة، هذا المثلث الإنتاجي هو الذي يحقق تأثير المسرح بالمجتمع، اما نحن أمة العرب، فإننا عرفنا المسرح منذ قرن ونصف، وقد كان على هامش الحضور الثقافي المجتمعي.

 

 10 - #المسرح قابل للتكيف مع الظروف للوصول للدهشة

الدكتور علي السوداني – العراق:

بالتكامل نحقق المضامين الفكرية والجمالية بالعرض المسرحي وهذا ما أكد عليه المخرج الروسي ألكسي بوبوف في كتابه التكامل الفني في العرض المسرحي هو مخرج معروف وله تجارب عديدة اذ أن التشكيل البصري والصورة المرئية تنتج من خلال العناصر التي يعتمد عليها العرض المسرحي من أجل التكامل في تشكيل العرض سمعيا وبصري. إذ أن التكامل في منظومة العرض من النص والاخراج والتمثيل والعناصر التقنية والمتلقي يشكلون وحدة تكوينية واشتغالي من خلال المساحة الجمالية على خشبة المسرح وشاعرية الجسد واشتغالاته في توظيف العناصر التقنية والمعالجات الاخراجية مع جغرافية المسافة مع المتفرج، حيث يحقق العرض المسرحي وجوده من خلال تواجد كل العناصر في تجانس وتناغم مستمر لبث مضامينه الفكرية والجمالية، فضلا عن حضور المتلقي بشكل كبير داخل هذه المنظومة وغالبا ما يغيب عنصر ويحضر عنصر آخر او تطغى منظومة على أخرى وبالتالي نفقد التكامل بالعرض المسرحي.