أخبار أدبية

الياس الحاج‏ الحبيب بسام كوسا الجزء 4

الياس الحاج‏ الحبيب بسام كوسا الجزء 4

416 مشاهدة

الياس الحاج‏ الحبيب بسام كوسا الجزء 4

أيام ...

الحبيب #بسام كوسا ( سنونو أبيض ) ج 4.

البورتريه للمبدع Issam Ismandar#

 

في لقاء مع النجم العربي الراحل #نور الشريف، سألته عن مشاهداته للدراما السورية، ورأيه بأدوات الممثل السوري، فأبدا أعجابه الشديد بما وصلت إليه درامانا من انتشار سريع وبأعمال معاصرة وتاريخية وما أطلق عنه بالفنتازيا، ثم أشار أنه سبق وتحدث مطولاً عن فن التمثيل السوري من خلال دهشته بأداء الفنان الكبير "بسام كوسا"، الذي شاهده في السينما والتلفزيون فاعتبره من الفنانين القلائل الذين يبحثون بأهمية في عوالم الشخصيات ( الأفعال الداخلية والخارجية )، كما اعتبره من أهم الممثلين في استخدام أدواته الإبداعية بطرائق مبتكرة، وبدوري أشرت له أن بداياته المسرحية والسينمائية والتلفزيونية، شغلت اهتمام الناس، وصار حالة من الشغف والطموح لدى معظم المخرجين ليكون ممثلاً أول أمام عدسات كاميراتهم ..

ولإيمان الكثيرين بأهمية تجربته، ورهافته، وعمق أفكاره، اعتبر في الكثير من الأعمال الدرامية، الرأي الاستشاري الأول لدى ( الكاتب، المخرج، المنتج )، وأفخر أني كنت مقرباً منه فاستشرته في الكثير من جوانب معالجة أحداث أعمال البدايات التي كتبتها، وسمعت منه مقترحات ذكية، دفعت يومها بعجلة سيناريوهاتي إلى التأثير والنضج الأفضل، دون أن يكون له أي هدف أو طموح في تجسيد شخصية هامة في العمل، أو حتى أي تفكير بذلك .. وبالطبع كان طموحي وغيري من الكتاب والمخرجين والمنتجين أن يحصلوا على موافقته في المشاركة بأعمالهم، ولكنه صرح لي ولغيري في كثير من المراحل أنه لا يستهويه المشاركة في العام بأكثر من عمل واحد، ولا يوافق على المشاركة بعملين معاً كما يفعل الكثير من الفنانين ممن يسعون للإنتشار الأفضل وتحصيل المال الأكثر ...

كما كان لي الشرف بأنه كان الشريك في الرأي والمناقشة التفصيلية لكل مشهد من تجربة مسلسل " درب التبان " الذي أنتجه وأخرجه الحبيب "يوسف رزق" ، واعتبر المسلسل في حينها نقلة نوعية في الدراما البيئية الشامية، وفي هذا المسلسل تجدر الإشارة أن بعض الفنانين حاولوا أن يجروا البساط إلى تطوير أدوارهم بعدد مشاهد أكثر وأطول، فاستنكرت طريقة تفكيرهم ولم البي رغبة أحد منهم، في حين كان الحبيب "بسام" يسعى بالمطالبة لتكثيف المشاهد، ومنها مشاهد أساسية للشخصية التي جسدها، علماً أنني كنت ولا أزال أومن بتجلياته الإبداعية الفكرية التي تضيف لبناء وجوهر العمل، أي عمل .. التأثير الأفضل .. لمعرفتي الجيدة بهوايته في كتابة القصة القصيرة، ونشر بعض كتاباته الأولى في منابر صحفية عدة .. وتكررت التجربة بيننا في مسلسل " شواطئ الوفاء " بعد أن بذل بين بيته وبيتي جهداً كبيراً في قراءة ومناقشة مشاهد العمل التي أكتبها يومياً، والبحث بأدق تفاصيلها، ومع انتهاء كتابتي للحلقات الثلاثين وموافقته على تجسيد شخصية ( كاركتر طريف ) غير تلك التي كنت أسعى لأن يكون من خلالها البطل الأول في العمل، اعتذر عن المشاركة لأسبابه الخاصة، ولسوء الحظ لم نتمكن من إكمال أيام ذلك المسلسل لأسباب موجبة أهمها عدم توفير المنتج للمال المطلوب لاستكمال التصوير.

من خلال تلك التجربتين، ومعرفتي الشخصية بفروسية تفكير الحبيب "بسام"، كان غالباً يزعجه استعراض الممثلين من الصف الأول أو الثاني لأهمية موقعهم، وادعائهم أنهم يختارون أدوارهم وتكتب لهم، في حين وبرأيي كان ولا يزال طموح الكثيرين لأن يشير لفكرة أو موضوع يوافق عليه فيتم إنجازه دون مساومة، أي لديه حرية الاختيار والقرار عند من ينظرون إلى العمل الدرامي بأهمية وليس بإنتاج الرداءة والاسترخاص كما حدث ويحدث في الكثير من الأعمال، ومع ذلك ينظر لنفسه أنه ممثل يطلب للعمل، وإما أن يعجبه ويكون بعيداً عن تشابه أعمال كان قد جسد فيها شخصيات، أو يكون إعجابه نسبي فيسعى لمناقشة جوانب تطور العمل والشخصية المطروحة لتجسيدها من قبله، بحيث يقدم مقترح لتفاصيل يجدها مناسبة لبناء الشخصية، أو يناقش في حاجة العمل لبعض التعديلات، أو يرفض لمبرراته الذكية والطموحة بأعمال ذات سوية تليق باسمه وسجل تاريخه الإبداعي الحقيقي.

وأعتقد أن قناعاته تلك تأتي دائماً مبنية أصلاً على جذور منطق تفكيره الهاوي الأول، أي هوايته الأولى " النحت " التي جعلت منه – كما روى لي ذات مرة - شغوفاً في المجال الفني بمختلف تنوعاته، والتي تتمحور بنتيجتها حول العمل المشارك فيه والشخصية وتقاطعاتها في ذلك العمل، وكأن كيمياء الأفعال الدرامية التي يبحث فيها تشكل علاقة جدلية غير نهائية بين ما درسه في المناهج الأكاديمية للفنون الجميلة، وعالم الدراما الواسع بألوان شخصياته وتكوينات مشاهده البصرية التشكيلية، بمعنى آخر وأعمق .. بحثه المنهجي الدقيق في العلاقة التشكيلية والألوان المستخدمة بالدراما، وكم من مرة شرح لي أهمية الألوان ومعطياتها بقصد إسقاطها على أحداث وذروات درامية تعيشها شخصيات كتبتها.

يتبع ...........