لفنان الأستاذ #كاظم _نصار
انساق العرض
كانت حرب الخليج الاولى حربا تدميرية منهجية لكنها حرب نظامية جرت بين جيشين على السواتر فانتجت لاحقا مااسماه النقاد بمسرح الحرب ومسرح مابعد الحرب وهي عروض تنعكس عليها وقائع الحرب ونتائجها... وبدون نسق نصي محكم ونسق اخراجي محكم وكذا نسق ادائي محكم يصبح العرض مترهلا او لاقيمة له بمافيها العروض التي نحت منحى تجريبيا وهنا يؤرخ العرض ويدين واحيانا يصرخ مكتوما عبر الرمز والدلالة والتشفير ...
اما مابعد تغيير 2003فالحرب تحولت من حرب نظامية الى حرب عصابات وارهاب يأتي احدهم متحزما بربع طن من المتفجرات ثم يفجر جسده على الناس عشوائيا فيتمزق جسده ويختلط مع الطيور والحيوانات واشلاء الناس (تفجير سوق الغزل انموذجا )
وهنا صار العرض يؤرخ ويدين ويصرخ ويحتج ويبكي ويضرب على راسه لكنه لايكتفي فينفجر العرض على المشاهدين في لحظة موازاة لفعل التدمير العصاباتي الغير منظم ومن هنا ايضا صار العرض يضرب الانساق جميعها ويخلطها او يقصيها وليس مهما ان يكون هناك نسقا اخراجيا او ادائيا. وصار من الممكن ان يكتفي العرض بالنسق النصي ليحتج وينفجر .. وهنا ايضا وبعد مرور17 عاما على تلك الظاهرة يمكن اعتبار التخلي عن هذه الانساق في العرض المسرحي اومحاولة خلخلتها حالة مؤقتة او موديلية لكنها ازاء صرامة نظام العرض وديناميكيتها يمكن ان تعود الى اصولها ولو بعد حين وبدون ذلك ايضا لابد من سماع جملة المخرج الروسي لوبيموف من (ان العرض الذي يفتقر الى هارموني الشكل هو عرض هابط لامحالة ..حتى لوتوفر له ممثلون بارعون )
وبالتالي فايما عرض خارج نظام انساقه مهما كان تجريبيا فهو يشبه من يريد ان يقدم محاضرة عن اختفاء سيارات البرازيلي من شوارع الجادرية في ساحة ميسلون
