أخبار فنية

باب أي حارة يقصدون?

باب أي حارة يقصدون?

2074 مشاهدة

 

باب أي حارة يقصدون

بقلم نهاد سمعان

نجاح منقطع النظير ... ترقب ومتابعة وتسجيل حلقات ... مواقع على الانترنت ونقاشات ... مهرجانات وحفلات تكريم للممثلين والمخرج "بسام الملا"والكاتب "مروان قاووق".. جزء أول ثم جزء ثان ... ثم الجزء الثالث الذي اشترته مسبقاً قناة   mbc   لتبثه حصرياً في رمضان القادم ... معلقين وتعليقات ... ومحللون يدرسون أسباب نجاح هذا المسلسل ..إنه باب الحارة

لنجاح هذا المسلسل أسباب كثيرة لست هنا في صدد سردها وتحليلها .. فأنا أيضاً كنت من متابعيه وأعرف تماماً لماذا كنت أتابعه …. لكني كنت دوماً أصحح الأخطاء التاريخية مباشرة في ذهني وأتغاضى عنها بسبب ظرافة وطرافة الممثلين وحسن أدائهم …. كنت أبعد عن ذهني باستمرار أن هذه الحارة هي إحدى حارات "دمشق" .. فتستقيم الأمور معي وأستمر في المتعة .. وفي بعض الحالات كنت أتخيل أن العسكر "أتراكٌ" يلبسون "القلابك"  وليسو "فرنسيين" وأن أحداث المسلسل تدور في منتصف القرن "التاسع عشر"  فتستقيم أيضاً الأمور وتصح الرواية ..

  في العدد الماضي أبدت السيدة "سهى سلوم" وجهة نظرها ..وفي الماضي القريب صرحت السيدة "كوليت خوري" أطال الله بعمرها إنها عاشت في حارة من حارات "دمشق القديمة" ولم تر مثل هذه المشاهد ولم تحي مثل هذه الحياة ولم تلاحظ وجود مثل هؤلاء النساء في الحارة ....  .فرأيت أنه أصبح من المفيد بل ومن واجبي  أن أدعم وجهة نظرهما وأؤيدهما ببعض ما وصلت إليه من أدلة توضح طبيعة الحياة في "الثلاثينات" في "دمشق" عاصمة "بلاد الشام" ودرتها .أنظروا معي هذه الوثيقة المرفقة وهي منشور وزِّع في "دمشق" قبل "ست عشرة" سنة من زمن باب الحارة أي عند دخول "الفرنسيين" منشور وزعته سيدات من " حواير دمشق "

من نساء "دمشق" و"حواير دمشق" ولا أعتقد أن المخرج كان يعرف أن هناك في "دمشق" نساء على هذا القدر من الثقافة والبطولة والقدرة وإلا لما جعلهن على هذا الشكل في المسلسل .

أنظروا صورة الملكة "حُزيمة" ملكة "سورية" عام 1920 زوجة الملك "فيصل" قدوة سيدات "سورية" ومحط أنظار فتياتها

  وحتى يكون الأمر واضحاً ولتسليط الضوء على موضع  الخطأ يجب أن نحدد الزمن الذي أراده المخرج لأحداث المسلسل إنه حتماً بعد العام/ 1936 /بدلالة العلم "الأخضر والأبيض والأسود والثلاث نجمات الحمر" وهو علم أقره الدستور العام/ 1936 /في ظل الانتداب "الفرنسي" ولا يمكن أن يكون بعد الاستقلال بدلالة وجود "الفرنسيين" والثوار في المسلسل   
برأيي أن المخرج أو الكاتب أو الاثنين معاً قد أخطأا إما في الزمان أو في المكان .. وهما أي المخرج والكاتب إما من الأرياف لا يعرفون شيئاً عن "دمشق" وأهلها في "الثلاثينات" فصوروها كقريتهما وأهلهما ومجتمعهما وهذا الأقرب للمنطق .. أو إنهما من "دمشق" وضاعت  بوصلة الزمن من ذهنهما.. فخلطوا بين الأباء والأجداد .. لأن  الحالة الاجتماعية للحارة في المسلسل تنطبق أيضاً على "دمشق" لكن في أواسط القرن "التاسع عشر" أي قبل "مئة" عام تقريباً من الزمن الذي اختاره المخرج لمسلسله ... وفي هذه الحالة كان يجب أن يظهر العلم "التركي" والعساكر "الأتراك" و"القلبق" و"البستون" ... فمن يستطيع أن يصدق أن هذه الحارة موجودة في "دمشق" بجوار جامعتها ومكتباتها ومنتدياتها الأدبية ... أين هذه الحارة "الدمشقية" التي لا يوجد فيها جريدة أو مجلة أو كتاب في زمن كانت "دمشق" تحنضن أكثر من عشرين مطبعة وصحيفة .. أين هو هذا الحلاق في "دمشق" الذي يداوي الناس بجوار كلية الطب ... أين هي هذه الحارة التي تغلق في الليل وتفتح في النهار ولا يدخلها من وسائل الركوب إلا "الحمير" و"الخيول" ... في "دمشق" عام/ 1936 /كان هناك "ترامواي" و"سيارات" و"كهرباء" و"مستشفيات" و"جامعة" و "معامل" تنتج أفخر أنواع الشوكولا " الغراوي " وبالمناسبة لقد شارك "الغراوي" في معرض "باريس" العام/ 1931 /ونال الجائزة الأولى بدون واسطة" تكلمت عن الشوكولا ولم أتكلم عن القمر الدين لأدل على تواصل أهل دمشق مع العالم " ..

ملكة سوريا حزيمه بنت ناصر زوجة الملك فيصل الأول ( 1920 ) توفيت عام 1935

 

السيدة السورية الأولى عام 1936 زهرة اليوسف زوجة الرئيس محمد علي العابد (1930 – 939 )

 

 جناح غراوي في معرض باريس عام 1931أين هي حارة "أبو شهاب" راعي الزرقا  وهل بعيدة عن سينما "العباسية" التي عرض فيها أول فيلم من إنتاج سوري " أبطاله وبطلاته سوريين " عام 1934  

 

دعاية للفيلم السينمائي السوري الأول عام 1934 واسمه تحت سماء دمشق 

أين هي هذه الحارة وهل شارك من نسائها أحد في المظاهرات النسائية كما في الصورة

 

مسيرة نسائية في دمشق عام 1939  احتجاجاً على سلب لواء اسكندرون من منهن تشبه نساء مسلسل "باب الحارة"

 

طلاب من كلية الطب في جامعة دمشق عام 1920  من يلجأ إلى أبو عصام بوجودهم

  أعضاء نادي الفنون الجميلة في دمشق عام 1927

المكتبة الجامعة في دمشق عام 1920

 جامعة دمشق عام 1925 بقرب أي حارة كانت هذه الجامعة

وبعد هذه الصور والشواهد نسأل أنفسنا عن أي حارة يتكلمون في مسلسل " باب الحارة "

نقلا عن الصحافة اليكترونية

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية