مواضيع للحوار

بطلات أحوال شخصية  قدمنا نماذج لقهر المرأة من واقع المجتمع

بطلات أحوال شخصية قدمنا نماذج لقهر المرأة من واقع المجتمع

935 مشاهدة

 بطلات أحوال شخصية  قدمنا نماذج لقهر المرأة من واقع المجتمع

  الهام زيدان

فى غفلة من صاحب محل الملابس الحريمى، تخرج 4 مانيكانات من فاترينات العرض لتتعارف فيما بينها، وتبدأ كل واحدة فى الحديث عن حكايتها، والمشكلة التى حوَّلتها من امرأة إلى مجرد مانيكان بلا إرادة، وذلك ضمن أحداث مسرحية «أحوال شخصية» المعروضة حالياً على خشبة مسرح الطليعة، برعاية المجلس القومى للمرأة.

يناقش العرض المسرحى 4 قضايا رئيسية قديمة ومعاصرة تمس واقع المرأة المصرية، وهى الزواج المبكر، والحرمان من الميراث، ورفض الزوج فكرة خروج قرينته للعمل، وقهر المرأة للمرأة والفروق الطبقية.

ويعتمد العرض على الحكى أكثر من الحوار بين البطلات، مع إدخال عنصر الكوميديا للترويح عن الجمهور، إلى جانب الاستعانة بمادة فيلمية متغيرة فى خلفية المسرح، تشير إلى جذور المشكلة ومنشأ صاحبتها، كما يتضمن العرض أغنيات وموسيقى حية مصاحبة للمشاهد، تقوم بها الدكتورة بسمة الجالسة داخل إحدى فاترينات العرض القريبة من خشبة المسرح.

وتقول عبير الطوخى، التى تؤدى شخصية الزوجة، التى يمنعها زوجها من النزول إلى العمل، إن مسرحية «أحوال شخصية»، ليست تجربتها الأولى فى مسرح «الطليعة»: «رشحنى المخرج عادل حسان للدور، حيث عايشته على مدار ثلاثة أشهر من البروفات المتواصلة». وبحسب «عبير»: «تجسيد شخصية الأم جذبنى للدور الذى أقدمه لأول مرة، حيث نتناول أكثر من مشكلة فى العرض تمس المرأة، منها التفرقة بين البنت والولد فى مراحل التربية، وإحساس الفتاة بالدونية بسبب هذه المعاملة، إضافة إلى زوجها الذى يرفض خروجها للعمل، فهذه المشكلة ما زالت موجودة فى المجتمع حتى الآن».

«عبير» تجسد الزوجة فى الخروج إلى العمل.. و«ندى» صعيدية حرمها شقيقها من الميراث

وتتقمص لمياء جعفر، شخصية المرأة التى تتعامل بعنصرية مع أمها: «الدور كان يحتاج لنقلات كبيرة من الطابع التراجيدى للكوميدى للتخفيف من حدة المشكلات المطروحة، وهذا الأمر يتطلب تدريبات وجهوداً، وفكرة تحويل المرأة إلى مانيكان مقصود بها الهرب من المشكلة أو تجميدها دون تقديم حل لها».

الفنانة ندى عفيفى، إحدى طالبات المعهد العالى للفنون المسرحية، تؤدى دور فتاة صعيدية تهرب من بلدتها المنيا، بسبب قهر الشقيق الذى يحاول حرمانها من الميراث، «للأسف ما زالت هذه المشكلة موجودة فى الصعيد إلى وقتنا الحاضر». وتابعت: «تدربت على يد متخصص لإتقان اللهجة الصعيدية الخاصة بأبناء مركز ملوى، حتى لا أبدو متصنعة، وكنت أذاكرها خلال وجودى فى البيت ومع أصدقائى».

«راماج» طالبة المعهد العالى للموسيقى العربية، تؤدى دور البنت التى يزوجها أهلها مبكراً من رجل كبير فى السن، حيث تتحدث عن أولى تجاربها فى البيت الفنى، قائلة: «قدمت نموذجاً لفتاة تعرضت للقهر بسبب زواجها مبكراً فلم تعش سنها، وهذه رسالة لكل أسرة مفادها أن البنت تحتاج إلى أن تعيش سنها حسب المرحلة العمرية». وتابعت: «اختلطت ببعض الأسر من المناطق الشعبية التى مازالت تسعى لتزويج البنات مبكراً».

«أحوال شخصية» عرض مسرحى من تأليف وأشعار ميسرة صلاح الدين، وبطولة عبير الطوخى، ندى عفيفى، لمياء جعفر، راماج، وديكور وأزياء أحمد سلمان، إضاءة عز حلمى، موسيقى حازم الكفراوى، مونتاج مواد فيلمية محمود صلاح، وإخراج أشرف حسنى.