مهرجانات منوعة من العالم العربي

تجمع احتجاجي للمثقفين بالدار البيضاء

تجمع احتجاجي للمثقفين بالدار البيضاء

1619 مشاهدة

تجمع احتجاجي للمثقفين بالدار البيضاء

 

شعيب حليفي يدعو  كل الجمعيات الثقافية بالمغرب إلى التنسيق لمواجهة الوضع الثقافي ، ويوجه نداءً إلى المثقفين لمواصلة مقاطعة أنشطة وزارة الثقافة

 

الاحتجاج الثقافي

 جزء من الاحتجاجي الاجتماعي

 

 

                          إعداد : سعيد رضواني والزوهرة صدقي

 

بحضور عدد من المثقفين للمثقفين والمتتبعين للشأن الثقافي بالمغرب، عرفت ساحة السراغنة بالدار البيضاء وفي فضاء لقاء جديدا أشرفت عليه اللجنة التحضيرية للمرصد المغربي للثقافة  في إطار بلورة مشاريع أفكار حول اختلالات المشهد الثقافي بالمغرب وما يشهده واقعنا الثقافي من تراجعات  ،هذا اللقاء الذي يأتي في ظرفية تعرف تصاعد احتجاجات منظمة وسط المثقفين المغاربة ، تعكس الدينامية  والتحول في حقلنا الثقافي. كما يأتي أيضا لتجاوز الركود الذي بدت معالمه تسئ إلى الثقافة المغربية مما جعل فرصة الانتفاض شرعية على واقع بات ينذر بعواقب عبثية ومظلمة ، وفي وقت أصبح الحديث عن تشخيص المشهد الثقافي هو  في واقع الأمر مجرد وسيلة لامتصاص هذا الفعل الاحتجاجي الخلاق ، كما أصبح الحديث عن مواثيق ثقافية  صيغة لخندقة الثقافة  في زوايا محصورة  وضيقة بالايديولوجيا وبأساليب انتهت صلاحيتها ...في حين يبقى المطلوب هو ميثاق القيم التي تُعلي من شأن المشاريع الحقيقية والمرتبطة بواقعنا وبأفقنا المتطور .

 

ترأس هذا اللقاء شعيب حليفي والذي ارتجل كلمة تأطيرية لخص فيها موقف المثقفين قال فيها في البداية :" نجدد التأكيد على عهدنا الذي التزمنا به أمام المثقفين منذ 20 فبراير الماضي .وأقول أن زمن الصمت  المريب قد ولى ..ولن نُسلِّمَ رؤوسنا لأحد .وأقول أيضا بأن القوس قد أوتيت باريها  فانهضوا أيها المثقفون ولا تترددوا ..واضربوا بأفكاركم ونصوصكم وجه العبث والصمت وحقارة الزمن الذي لا ينصف الكلمات."

 وأضاف  مؤكدا :" إننا ونحن نخوض انتفاضتنا لا ننوب عن أحد ..لأن الجميع منخرط معنا  .نحن جميعا أبناء الشرط التاريخي العصي ، بأخطائه التي تريد تدمير جيل المثقفين  وهزم خيالاته .نحن أبناء شرعيون لعبد الكريم الخطابي والمهدي بنبركة وعلال الفاسي ..كما نحن أبناء سي أحمد اليبوري ومحمد نوبير الأموي أمد الله في عمريهما ..نتمثل قيمهم الثقافية والفكرية  ونواجه بهم كل المنبطحين الذين خذلوا أصواتنا وصنعوا من جلودنا نعالهم للركض في الأمتار الثلاثة عشر الأخيرة نحو بنيقات دار المخزن .

 

 وانتقل شعيب حليفي في النهاية إلى قولين صريحين :" القول الأول في الكشف عن ثلاثة أخطاء قاتلة :

أولا هناك من يريد تحريف الصراع وجعله منصبا على شخص بعينه.ونحن نقول بأن حركتنا التي هي إفراز لصيرورة تاريخية أنضجتها المرحلة السابقة بإخفاقاتها المتعددة  .

ثانيا ، الخطأ الثاني في جنوح الجهات الرسمية إلى إشاعة خبرين زائفين ظنا منها أن هذا سينهي المسألة ؛الخبر الأول اختزال المشكل في ما وقع بالمعرض الدولي 16 للكتاب والنشر .أما الخبر الثاني فقولهم أن عدد المنتفضين قليل .

ردُّنا على هذا - يقول شعيب حليفي -  أن دعوتنا للاحتجاج انطلقت قبل هذا التاريخ بكثير ولم يتم الإعلان عنها إلا في المعرض الأخير، وأن أعضاء اللجنة التحضيرية الأولى للمرصد المغربي للثقافة لم يكونوا مشاركين في أي نشاط من فعالياته  والتي قاطعها الأدباء والباحثون بنسبة 85 بالمئة. 

وحول عددنا .هل يريدون فعلا معرفة عددنا ؟ ألم يبلغهم المبلغون  أن تجمعاتنا  تضاعف بكثير عدد الذين جندوهم لحضور لقاءات المعرض الدولي للنشر والكتاب.

الخطأ الثالث في لجوء الوزارة الوصية إلى عقد ندوات سوريالية  للبحث عن تشخيص الواقع الثقافي  بغية امتصاص هذه الدينامية ظنا منها القدرة على إفشالها ، فعمدت   إلى إحراج مثقفين نقدرهم  ونحترم آراءهم ، لن تستطيع إرشاءهم ، كما وقع مع بعض المنابر التي أصرت على أن تكون مع الوزير وضد كل المثقفين المغاربة عملا بالمثال المغربي الدال " الكَيْ في البغال والحمير كتزعرط".

وفي هذه المبادرة خطأ قاتل يكشف أن الحكومة برمتها لا تمتلك تصورا للثقافة ولا تعرف  ما هي الحاجيات  ولا أي شئ ..والحقيقة هي أن ارتباك الوزارة الوصية جعلها تكشف عن واقعها  وتُحرج حكومة عاجزة تتستر وراء الوعود الكاذبة ومراكمة المشاكل.

وقد تبين أن الوزارة الوصية ، شان وزارات أخرى لا تمتلك رؤية متجذرة ولا تصورا واضحا وملموسا وإنما كانت تُرقع بالاعتماد على برامج المثقفين والجمعيات ، وقد آن الأوان كي يتوقف المثقفون والجمعيات عن  لعب دور ورقة التوت .

وحول القول الثاني ، أضاف شعيب حليفي :"أولا  :التأكيد على مطالب المثقف المغربي من أجل  مجتمع تسوده ديمقراطية حقيقية تقود نحو مجتمع مدني وحوار حقيقي حول كل قضايانا ، وليست ديمقراطية مْدَرْحَة ومزاجية بِّيريمي مثل الذين يمارسونها في عدد من الوزارات المعنية بالشأن العام الثقافي وغيره .

التأكيد على عقلنة التدبير في مجالات النشر والتوزيع وتطوير البنيات الثقافية والانفتاح على كل المثقفين وأسئلتهم الراهنة المرتبطة بمجتمعنا .والاهتمام بكل الفنون والقطاعات ودعم المكاسب والقطع مع ثقافة البذخ.

ثانيا نؤكد من جديد وندعو كافة المثقفين والجمعيات إلى مقاطعة أنشطة وزارة الثقافة  أو التعامل معها بأي شكل من الأشكال حتى إشعار آخر .

وندعو الجمعيات الثقافية إلى التكتل في تنسيقيات جهوية من اجل مواجهة هذا الواقع  والتعبئة لعمل تنسيقي على المستوى الوطني .

ثم تحدث عبد الحق الأبيض في مداخلته عن الأزمة الثقافية موضحا أن هذه الأخيرة ترجع إلى المفهوم الملتبس للثقافة في ذهنية المواطن المغربي الذي يعتبرها مجرد ترفيه لا غير....كما وضح في معرض مداخلته أن الانتعاش الثقافي الذي عرفته البلاد في الماضي كان مرده وجود معارضة حقيقية. كما ربط بين الأزمة التي تهمين على التعليم والأزمة التي يعرفها الحقل الثقافي ومعتبرا أن الأزمة الثانية نتيجة حتمية للأزمة الأولى. كما أكد  أن إصلاح الشأن الثقافي رهين بإصلاح التعليم. وفي آخر مداخلته عرض جملة من المشاكل الثقافية كمشكل الهوية ومشكل اللغة وغيرهما...

وفي مداخلته ربط الطاهر المحفوظي الثقافة بالتعليم، مؤكدا أن الثقافة تسعى إلى تحرير العقول عكس الأيديولوجية المضادة التي تهدف دائما إلى تعليب العقول عبر افتعال أنشطة تافهة تجرد المواطن من الفعالية وتحرمه من الصيرورة المتصاعدة إيجابيا...كما ركز في تعريفه للثقافة على التجليات المتعددة التي تتجسد فيها كالسينما والمسرح والإبداع الأدبي والمقالات الصحفية والنتاج الفكري وغيره...

وقد عرف اللقاء عدة تدخلات لعل أبرزها تلك التي جاءت على لسان كل من عبد اللطيف حباشي وسلمى ابراهمة ومحمد فلاح ويوسف بورة وسعيد بن جاجة وآخرون...

ففي تدخله اعتبر محمد فلاح أن غياب الصراع الثقافي في الماضي مرده رغبة المثقفين في صنع ثقافة حقيقية ..كما أكد أن تراجع الثقافي في الآونة الأخيرة يعود إلى الأساليب التي تعتمدها الإيديولوجية المضادة من أجل استقطاب الجمهور بوسائل ترفيهية تافهة.

وفي تدخلها تساءلت سلمى ابراهمة عن نوعية المطالب التي يجب أن تتوجه إلى المسؤولين عن الشأن الثقافي وقد تساءلت أيضا عن طبيعية الإمكانيات والآليات التي من شأنها إعادة المستوى الثقافي إلى تألقه المفتقد. وطالبت كذلك بإعادة النظر في التصور الثقافي بشكل يجعل من المثقف متفتحا قادرا على تقبل الرأي المخالف والرأي النقيض.

أما عبد اللطيف حباشي فقد تطرق في تدخله للسؤال الثقافي من مستويين أولهما ينصب حول علاقة الدولة بالسؤال الثقافي وثانيهما يعتبر فيه السؤال الثقافي شكلا رحبا يتضمن التعليم والسينما والمسرح وغيرهم.

وفي كلمة ختامية أبرز يوسف بورة رئيس الجمعية البيضاوية للكتبيين في تدخله عن الصعاب التي تواجه العارضين وكذا التضحيات التي يقدمونها من أجل  مد جسرٍٍ دائم بين المواطن وأحد أهم تجليات الثقافة  الكاتب والكتاب .

وفي ختام هذا اللقاء أعطى شعيب حليفي انطلاقة التجمعات بعدد من المدن المغربية وفق برنامج سيتم الإعلان عنه.

 

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية