خواطر

تذكروا معي     قد لا تسعفني الذاكرة

تذكروا معي قد لا تسعفني الذاكرة

680 مشاهدة

تذكروا معي .. قد لا تسعفني الذاكرة ...؟؟؟

محمد بيطار

منذ فتره وانا اشاهد الأفلام والمسرحيات القديمة، حيث تعرضها فضائيات مختصه بالأفلام القديمة. كان يدفعني امران: الأول انني اصبحت كبيراً في السن .. والثانية  الاستمتاع بأفلام تذكرني بمرحله جميله من حياتي مليئة بالبساطة والعفوية. ولكني اكتشفت بعد سنه أو أكثر من متابعتي للأفلام إنها تؤرخ لمرحلة اجتماعيه وسياسيه واقتصاديه هامه في تاريخ مصر والعالم العربي .. في منذ يومين شاهدت فيلم بعنوان (بنت الأكابر) تمثيل "ليلى مراد" و "انور وجدي" و "عباس فارس"  وآخرون  من الممثلين الثانويين في الفيلم. وقد اثار الفيلم انتباهي إلى قضية هامه .. تحكي قصة الفيلم أن إنسان بسيط يمثل البرجوازية الصاعدة،  أحب فتاة من عائله اقطاعيه .. يعلم خالها الذي يشرف على تربيتها،  وهو اقطاعي متزمت يحمل افكاراً رجعيه .. منع الزواج بين ابنة اخته والشاب البرجوازي. وتتصاعد الأحداث ويفعل الإقطاعي المستحيل،  ولكن كان الحب اقوى، وبعد احداث دراميه يستسلم الإقطاعي ويوافق على زواجهما،  ويعترف إن الزمن تغير وانتهت معه الأفكار القديمة التي عف عليها الزمن ..

بعد مشاهدتي الفيلم قررت الكتابة لأقول .. لو قدر للبرجوازية الوطنية التي استطاعت في الاربعينيات من القرن الماضي الاستمرار في السلطة للعبت دورها التاريخي في عملية انتقال المجتمعات العربية من المرحلة الإقطاعية إلى نظام برجوازي وطني واقامة مجتمع ديمقراطي تعددي حتى ولو تحت حكم نظام ملكي .. ولكن مع الأسف فقد تم وأد التجربة في المهد وأدا استلام السلطة من قبل العسكر والبرجوازية الطفيلية  المتخلفة المستبدة،  والتي دمرت كل شيء واعادت العالم العربي مئة سنه إلى الخلف،  وكل مانراه اليوم من حروب وصراعات في عالمنا العربي،  ما هو الا نتائج لهذا العزل التعسفي للبرجوازية ومنعها من اكمال دورها التاريخي .. كل الحكام الذين ساهموا بتفتيت الأمه وتمزيقها وهيئوا الظروف للحروب التي نعيشها اليوم. جميعهم استلموا السلطة في سبعينيات القرن  الماضي .. هل هي مصادفة؟؟؟

تذكروا معي .. قد لا تسعفني الذاكرة ...؟؟؟