أخبار فنية

تسعة  أفلام تدخل حيز المسابقة الرسمية

تسعة أفلام تدخل حيز المسابقة الرسمية

870 مشاهدة

مهرجان الفيلم الأمازيغي القصير بن سليمان المغرب

                  تسعة (09) أفلام تدخل حيز المسابقة الرسمية   

 

  ما تزال مدينة بن سليمان المغربية فاتحة أحضانها للعرس السينمائي في شكل مهرجان الفيلم الأمازيغي القصيرفي دورته الرابعة ،  تحت شعار " السينما ملتقى الأجيال" والمنظم من طرف جمعية مركز الدراسات والأبحاث للتنمية وتكوين الشباب وتحت إدارة السيدة " خديجة يعقوبي" مديرة للمهرجان .

   وقد دخل حيّز المنافسة الرسمية للتباري على المراتب الثلاثة الأولى ، تسعة أفلام على مدار يومين متتاليين ، أين شهد اليوم الأول من فعاليات المنافسة عرض خمسة أفلام وهي على الشكل التالي، فيلم " رغـبـات" من دولة تونس ، والذي كانت مدّة عرضه 22 د ، لمخرجه " سمير بن الطائع الحرباوي " ، وتمثيل لكل من : محمد الساسي غربالي ، نجمة الزغيدي، فتحي عكاري ، سليمة الوادي .

الفيلم القصير " رغبات " إسقاط لواقع معيش مرير ، لأي شاب يحمل شهادات كما يحمل الكثير من الشغف والطموح ، لكن شظف الظروف والمعيشة تجبره على أن يبقى تحت سقف صديق له حاجزا له غرفة وسط أستديو ، وفي ظل أي سكون وشرود يستحضر طموحاته وأحلامه المغبرة وسط تكالب سياسي وانكسار عاطفي وفني ، ليبقى أسير سيجارته وشروده وخيبات متتالية وإن كانت رغباته شاهقة ، الفيلم حاول ملامسة كل هذا تصويرا وتشخيصا وتوظيفا موسيقيا.

ثاني الأفلام كان مع فيلم " الألم" من أكادير المغرب ، ومدته 04 د و30 ثانية ،للمخرج والسيناريست  " الدنج محمد " ، وتشخيص للأدوار لكل من : الدنج مصطفى ، بوكانس خديجة ، ماها المودن ، مروى ولفاع وأمنية ولفاع ، وقد تمحورت أحداث الفيلم القصير حول إعاقة طفل صغيرة تلاشت أحلام طفولها نتاج عجز مرتبط بالحالة الاجتماعية وواقع لا يرحم ، فكل الأضداد تتلاقى لتحرمها فرحة وحياة يحلم بها كل شخص سويّ لا يعاني من إعاقة ما ، وتبقى الإعاقة الكبرى افتقارنا للإنسانية . . 

   حطت الرحال ورزازات المغرب ضمن فعاليات المهرجان بالفيلم القصير المعنون        بـ" مسقافو / الشعلة " ومدته 3 د و 30 ثانية ،  للسيناريست والمخرج " الحسين بابيل أمنار" وتشخيص لأدوار الفيلم من طرف كل من : علي آيت رحال ن ذمحمد رفيق ومحمد بركة عبد الصمد ، و" مسقافو " تحكي تفاصيل لعبة أمازيغية مغربية تمارس فصل الشتاء من طرف الأطفال ، وأراد المخرج من خلالها الدعوة إلى ضرورة العودة إلى الجذور المتمثلة في الأعراف والتقاليد للحفاظ عليها وتوارثها عبر الأجيال .

 

  ومن بلجيكا تمّ عرض رابع الأفلام ضمن جدول المنافسة ، ألا وهو فيلم " بوخنشة" في مدة 12 د و38 ثانية للمخرج " غباري الهواري" وسيناريو لكل من "غباري العواري"     و " كريمة الحايك " ، مع تشخيص لكل من : المحمودي أمبارك ، اسماء مومني ، كمال كاظيمي ، راوية وابتسام كمال .

الفيلم تناول قصة قاتل بالتسلسل ، مأواه الغابة الملأى بالدمى ، قاتل يعيش على فتات ضحاياه متّخذا من تلكم الدمى أنيسا وسط وحشة الظروف والبعد النفسي لهذا القاتل الذي يحاكي غضبا هستيريا غير واضح وكثيرا من الضغط المبرّر بالقتل الوحشي .

آخر الأفلام المبرمجة ضمن المنافسة في اليوم الأول كان فيلم " وجهان لحياة واحدة" من الناظور ، في مدة 15 د ، سيناريو وإخراج " محمد بوزاكو" ، وتمثيل لكل من : بن عيسى المستيري ، رشيد أمعطوك ومريم اليوسفي .

الفيلم تناول موضوع " عباس" الذي ورث الكثير من الأموال بعد موت والده ، وبعد تأدية كل صلاة عشاء يجول بالشوارع لشرب الجعة ، ذلكم الفضاء تتقاطع دروب كل من المتشرد و" عباس" ، ليكون المتشرد منقذا ومستغلا لظروف " عباس " الغارق في لجّة الخمر ، يتم تبادل الملامح لتغدو الحياة واحدة والفرصة لمن يستغلها ، والملامح ما هي إلا تأشيرة نحو تحقيق المآرب .

ثاني أيام المنافسة عرفت عرض أربعة أفلام ، كانت البداية مع فيلم "تــودا " في مدة 12 د من مدينة تينغير ، سيناريو " رشيد ألو نوار" وإخراج كل من " رشيد أبو نوار " و"ياسين بن لحسن " وتجسيد لأدوار الفيلم من طرف زهرة أوعشا ،  خالد حداش ، أشرف حيدار ، سارة أوفليين ،  ياسين بالمدني ، مريم أوعشا ، عبد العزيز عبد الرسول و هشام أبو نوار .

" تودا " قصة كل إمرأة تضحي بكل ما تملك وتعاني في صمت حتى تسهر على راحة أبنائها الثلاثة ، تودا التي تقع ضحية زوج مستهتر ، ههمّه الوحيد الخمر ولعب القمار وسط إهمال للعائلة ومعاناة مريرة للأم التي تعاني الأمرّين .

في مدة 2 د و15 د تمّ عرض فيلم " تعجب'" للمخرج " محمد أملعاب" وسيناريو " مصطفى مازي" وتمثيل كل من  مصطفى مازي ،  سعاد بلخياط ، محمد توفيق ،  ياسين آيت سعيد و ياسين الريحاني ، وقد أضاء فيلم "تعجب" موضوع ذوي الاحتياجات الخاصة في قالب سينمائي حركي .

 " ثمن المعرفة " من مدينة تنغير كان ثالث أفلام المنافسة خلال اليوم الثاني ، للمخرج والسيناريست " حسن إبراهيم " وتمثيل كل من عادل، تلكماس ومريم، الفيلم تناول قضية تلاميذ المناطق القروية بجبال الأطلس الكبير بالمغرب ، وكيف يواجهون الطبيعة بثلوجها وأمطارها الفياضنية ووديانها ، بغية رفع التحديات وطلب العلم بإرادة وعزيمة .

آخر الأفلام المتنافسة كان فيلم " نحو المجهول" من العيون الشرقية وجدة ، في مدة 8 د و58 ثانية ،  سيناريو وإخراج " بلال طويل" ، من تمثيل كل من : حياة حساني، يوسف بوزغبة ، معاد الشاوش ،  نوال الحاج  ، سعيد المحمودي و عبد العالي لبرنصي ، وقد أضاء الفيلم جانبا من معاناة المرأة المطلقة ، وكيف تغدو ضحية للمجتمع الذي يرحم ، ولما تسدّ في وجهها كل الأبواب ترتمي في حضن المجهول الذي لا تدري إلى أين سيقودها ، فيغدو همها الوحيد التخلص من النظرة الدونية للمجتمع وقهر المقربين.

   جلّ الأفلام المتنافسة ضمن فعاليات مهرجان الفيلم الأمازيغي القصير والذي يأتي تحت شعار " السينما ملتقى للأجيال" قد أثارت زاوية من النضج والتفاعل لدى المتلقي كل حسب طبيعة تلقيه للفيلم ، وكثيرا من التعاطف ، فمعظم الأفلام مسّت جانبا من المعاناة اليومية لأبطال الفيلم في محاولة تحقيق المتعة للمشاهد بمنأى عن مدّة الفيلم ، فالواقعية الجديدة في السينما من خلال الأفلام حملتنا لوضع الرابط ما بين الصورة والواقع وما بين الحقيقة والواقع ، مع ملامسة وعي المخرج للصورة التي من خلالها أراد نقل تلكم الحقيقة وتعرية ذلكم الواقع ضمن سياق معرفي وثقافي يشتغل عليه على مستوى وعيه ونضجه وقدرته على تجسيد ذلك سينمائيا .

الأفلام التسعة كانت على مرأى لجنة التحكيم المكونة من السادة المخرج "  حكيم قبابي" من بوزنيقة " رئيسا ،" بوجو الجيلالي" وهو ممثل ومخرج من المحمدية ، والسيناريست " عبد اللطيف نجيب" من بني ملال ، رفقة الممثل والسيناريست" زموري سمير" من الجزائر ، بمعية الممثلة " الزاهية الزهيري" من أكادير .

وعليه ، فإن مهرجان الفيلم الأمازيغي القصير في دورته الرابعة ، وبعرضه تسعة أفلام للمشاهدة والتي بدورها تتبارى حول الجوائز الثلاث الأولى ، ستكون الكلمة الفاصلة للجنة التحكيم وتقييمها لمستوى الأفلام تقنيا وموضوعيا ، ليبقى التحدي قائما بذاته لإدارة مهرجان الفيلم الأمازيغي القصير الذي يسعون نحو تحقيق الأفضل .

بـقـلـم : عباسية مدوني-سيدي بلعباس-الجزائــر .