أخبار فنية

تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية

تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية

1895 مشاهدة

تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية

 

المسرح الجهوي سيدي بلعباس يستقبل " مدوّنات المنشود بين المفقود والموجود"

 

 

 في باب العروض المسرحية المفتوحة لصالح عشّاق الفنّ الرابع ، احتضن ركح المسرح الجهوي لسيدي بلعباس في إطار تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية العرض المسرحي الذي حمل توقيع " مدوّنات المنشود بين المفقود والموجود" للمسرح الوطني الجزائري محيي الدين بشطارزي.

   العرض المسرحي الذي كان عبارة عن ملحمة تاريخية استنبطت أحداثها من عمق التراث العربي، كتب نصّها وأخرجها "قاسم محمّد" وتقاسم أدوارها كوكبة من خيرة ممثلي المسرح ومنهم بعض نجوم التلفـزة الوطنية .

   " مدوّنات المنشود بين المفقود والموجود" في ضخامة ديكوره ، تميّز بموسيقاه المنتقاة بدقّة والتي تماشت ولوحات العرض المسرحي بشكل احترافي ، أرّخت لحقبة زمنية معيّنة من تاريخ بغداد العريق ، بلد العلم والثقافة وخيرة الأدباء والفلاسفة ، وتراوحت الأحداث بين أهل البلاط والطبقة الكادحة ذات الأفواه الغائرة والبطون الجائعة في ظلّ البذخ

والعيش الرّغيد بين جدران البلاط الملكي .

العرض الملحمي في شكل العامّ استحضر شخوصا وأحداثا من مجالس التراث العربي ، أين تمّ استعراض الأحداث بشكل متسلسل طبعه الحوار وتبادل الرّؤى واستبيان آفات تلك الحقبة وكيفية تداركها أو بالأحرى التوصل بشكل عقلاني لوضع حدّ لها في حقبة اتّسعت فيه الهوّة بين الفقير والغني ، وطغى الجشع والجبروت .

ليكون ضحية تلكم الحقبة وذلكم الحكم خيرة أدباء وعلماء البصرة ، وعلى رأسهم الأديب والفيلسوف " أبو حيان التّوحيدي" الذي ذاق الأمرّين في زمن الجبروت والتعدّي على حقوق الغير بحكم السّلطة والنّفوذ، ليظلّ الصّراع في أوجّه بين طبقة المثقفين والجهلة ،

الشّعراء ومدّعي العلم ، الهزيمة والثورة .

لتتّحد الرّؤى ويحدث الصّراع الذي هو نتيجة كلّ شقاق ألا وهو الثورة والانتفاضة الواجب

الأخذ بزمامها لإعلاء كلمة الحق وتمحيص المعايير الثقيلة ليحدث الانفجار المنتظر .

" مدوّنات المنشود بين المفقود والموجود" سلاح ذو حدّين في زمن الطّغيان وقلّة الحيلة ،

وفي عهد النّفوذ والإيمان بالجاه وتجاهل قيمة العلم والأدب ومدى قدرته على تقويم سلّم القيم .

وما " أبو حيان التّوحيدي " و" الجاحظ" إلا نزر قليل من قائمة لا ولن تنتهي إن ظلّ زمن المرتزقة قائما بذاته ، وتمّ ضرب عرض الحائط  كلّ ما هو نزيه ومن شأنه قلب الموازين نحو الأفضل .

م/ عباسية – القسم الثقافي-

التعليقات

اترك تعليقك هنا

كل الحقول إجبارية