مواضيع للحوار

جان جنيه القديس الثائر  الخادمتان   تكشف عالم العبودية والسخرة في مراتبهما السفلية

جان جنيه القديس الثائر الخادمتان تكشف عالم العبودية والسخرة في مراتبهما السفلية

1021 مشاهدة

جان جنيه القديس الثائر  الخادمتان   تكشف عالم العبودية والسخرة في مراتبهما السفلية

  د.أمين بنيوب

 

FAWANESALMASRAH

 

جنيه (جان) – جواد (الأسدي) – عبد الجبار (خمران) – رجاء ( خرماز) – جليلة ( التلمسي ) ..

حرف الجيم يزيح ويكشف عالم العبودية والسخرة في مراتبهما السفلية..
عذرا للعرقوبي..أنا يوسف ياأبي (درويش) ولرشيد برومي.. سر اللحن


السفر الأول: جان جنيه القديس الثائر

 

الفوانيس المسرحية

  ذات مرة صرح الكاتب الإنساني و المشاكش "جان جنيه"، اخترت الذهاب نحو السرقة بغرض الحرية و النور. وأضاف إخترنا مشاهدة الموت بتلذذ.. اختار جونيه عن وعي الثورة المتسقة بالرفض وعدم الاستكانة.. هذا هو "جان" وكتاباته بصمت ووثقت لعالم بني على الخداع و المكر و الانتقام..

" أنا أعرف دهاء الأشياء، وأعرف قسوتها و أعرف حمدها أيضا.. نص راقص الحبل"

تتأسس المنظومة الفكرية و الفنية و الجمالية "لجنيه" على تجسيد فكرة الانتماء والانخراط في قضايا المستضعفين والمقهورين ..هم حصيلة مجتمعات غربية ادعت الحرية و الحداثة ..هي بالأحرى أنظمة منحطة وفاقدة للإنسانية ..مجرد هياكل جيفة متمدنة. يعلن بصوت الكاتب المتمرد "ولما أن الأمة الفرنسة قد وصلت إلي ذلك الحد من التبعية والانهزام ،فعلى المرء أن يعترف بأن هذه الأمة قد انحطت آنذاك. وكنت أنا ذلك الشخص الذي صلى احتفاء بذلك الانحطاط"

جان جنيه.. فعلا قديس عاشق و أسير..لا هو سان جاك.. ولا هو عيسى.. ولامن طينة قدسية شرقية ولا غربية ولا بودية ولا هندوسيتة ..هو ركام لسعته طواحين الحياة وقدفت به نحو السجون و الملاجئ ..بغاية إعادة تربيته و تقويم اعوجاجه ..فبعث طائرا اسطوريا ..خرج من الجحيم لتعرية وفضح كل الخرافات المؤسسة للديمقراطيات الديكتاتورية، المبنية بأغشية الاستبداد والزيف "لا أعرف عائلتي ولا من ولدني…لم أمتلك لا أبا ولا أما…عرفت مبكرا جدا أنني لست فرنسيا وذلك لأنني لست من المجتمع ومع أنني نشأت في منطقة ريفية تدعى ماسيف سنترال"…

تحبل عوالم "جنيه" بقلق الأسئلة وحرقة الأجوبة…من نحن؟ من نكون؟ هل نحن جنس بشري ينتمي للحضارة؟ أية حضارة هاته ؟ حضارة بني بنيانها على قهر الإنسان لمجرد امتلاكه لونا مغايرا وثقافة مختلفة [الفهود السود في أمريكا] أو اضطهاد شعب فلسطيني واقتلاعه من أرضه، لمجرد مطالبته بسقف من تبن وتراب و زيتون [أربع ساعات في شاتيلا ومعايشة مذبحة شعب أعزل].أم شهادة مرة عن وقائع أيلول الأسود في المخيمات الفلسطينية بالأردن و تناحر ورثة سلالة إبراهيم عليه السلام "مذكرات الأسير العاشق"..

تتوالى المسارات.. تتقاطع ..الانتماءات ..تتداخل المرجعيات ..تتفاعل الأفكار… "جان جنيه" جسر كوكبي مشع بنور الإنسان و الإنسانية والتمرد .."جان جنيه" مرآة لا ظل لها و لا أيقونة لها سوى ..إبداع و كتابة و شهادة حية و مفزعة عن وجودنا المتسم بالسيطرة والازدراء واعتبار الكائن البشري أقرب لي حثالة أدمية ..هذا نص راقص الحبل .. سجناء في انتظار اللمعان الإلهي ..ربما نص تحت المراقبة أوكيف تصبح لصا حقيقيا…هو نص الزنوج ..أو عنف الجريمة بلون وطعم الزنوج ..قد يكون نص الشرفة ..عوالم وأمكنة الدعارة وسماسرتها..

الخادمتان ..عالم سفلي وضيع ونتن وعشق شخصيتيه الأنثويتين [سولانج وكلير] التسلق نحو عالم علوي أكتر قسوة وقذارة ..هذا "جان" وهذا جنيه وتلك جنونه و أسفاره اللا متناهية ..ما أحوج خشباتنا إلى نصوص كبرى، تنجز بأنفاس فنية ونقدية. كبرى ..تساءل قضايانا وانتظارا تنا. تستفز مكنوناتنا و ذواتنا المريضة و المنمقة . تزيح اللثام عن ابتساماتنا الصفراء ..تسحب ٌغبار الأزمنة المتكلسة و المتجمدة في أفكارنا. تطرد الفردنة و النرجسية  الفارغة …الخادمتان تلبي الرغبة والدعوة ..تزيح القناع

السفر الثاني .. قراءة في منجز الخادمتان كما قدمت بالرباط يوم 31 يوليوز 2017 بالمسرح الوطني محمد الخامس من طرف حرف الجيم.. "جنيه"… "جواد" .. "عبد لجبار" .. "رجاء" .. "جليلة" ..أنا يوسف ياأبي ..العرقوبي ولرشيد سر اللحن

هنا رابط السفر الثاني